فلسطين تحضر بقوة في المهرجانات السينمائية الدولية

الأحد 27 مايو 2018 01:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
فلسطين تحضر بقوة في المهرجانات السينمائية الدولية



رام الله / سما /

انتشر خبرٌ قبل بدء مهرجان كان الأخيراً، بأيّام، حول توقيع المخرج الفرنسي جان- لوك غودار، مع سينمائيين آخرين، عريضة تدعو لمقاطعة حدث خاص بالسينما الإسرائيلية.


وكلّما حضر اسم غودار ستتم الإشارة غالباً إلى مناصرته للفلسطينيين، في الصحافة الفرنسية وغيرها، حتى أثناء الحديث عن فيلمه المشارك في المهرجان، «كتاب الصورة» – وقد حصل ذلك- الذي نال سعفة ذهبية خاصة، استُحدثت خصيصاً في هذه الدورة لهذا المخرج الذي تصدّرت صورة لفيلم سابق له، «بييرو المحنون»، ملصق الدورة 2018، كما تصدّرت صورة أخرى ملصق دورة 2016 من المهرجان، وكانت من فيلمه «احتقار».

«طريق سمّوني»

لكن لنترك جانباً هذا الاحتفاء بأحد أبرز مناصري القضية الفلسطينية عالمياً، ونركّز على إشارات أكثر مباشَرة في ما يخص الحضور الفلسطيني في دورة هذا العام من المهرجان، نبدأها بفيلم «طريق سمّوني» للإيطالي ستافانو سافونا، الذي شارك في المهرجان ونال في تظاهرة «أسبوعَي المخرجين» جائزة «العين الذهبية» للأفلام الوثائقية.


يروي الفيلم عملية القتل الجماعي، التي تعرضت لها عائلة السموني عام 2009.حين قتل الجيش الإسرائيلي 29 فرداً من العائلة خلال الحرب الأخيرة على غزة.دمج الفيلم بين «الأنيميشن» والوثائقي، ونافس على الجائزة 16 فيلماً آخر، من بينها فيلم لفيم فيندرز عن البابا فرانسيس، وأفلام وثائقية أخرى عن المغنية ويتني هيوستن والسينمائي أورسون ويلز.


وفلسطين، التي لم تَحضر بفيلم هذا العام، حضرت قبل بدء الدورة بأيام، حين أُعلن عن اسم المخرجة آن ماري جاسر عضو لجنة تحكيم في مسابقة «نظرة ما»، وهي التظاهرة الموازية للمسابقة الرسمية، وقد ترأس اللجنة الممثل الإسباني الأمريكي بينيسيو ديل تورو، الذي رافق جاسر، مع باقي لجنة التحكيم، إلى جناح فلسطين في المهرجان للمشاركة في دقيقة صمت احتجاجاً على الجرائم التي مارسها جيش الاحتلال مؤخراً على المتظاهرين في غزّة، كما حضر رشيد مشهراوي ومحمد بكري.

حضور المؤسسة الفلسطينية

ونشير سريعاً إلى أنّ فيلم جاسر، «واجب» نال قبلها بيوم ثلاثاً من «جائزة النقاد العرب» على هامش المهرجان، وكانت عن أفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل ممثل.
بعدها بيومين، انتشرت صورة للممثلة اللبنانية منال عيسى تحمل لافتة على السّجاد الأحمر، مكتوبا عليها «أوقفوا الهجوم على غزة» وكان ذلك يكفي لتلتقطه الكاميرات بفلاشاتها ويضجّ بها الإعلام فرنسياً وعربياً وعالمياً.حملتها أثناء الصعود إلى العرض الأوّل للفيلم الذي أدّت دور البطولة فيه، «قماشي المفضّل».
كنتُ في جناح فلسطين، ظهراً، حين عرفتُ بالصّورة، فدعوت منال إلى الجناح وحكت لنا ما حدث: كانت قد أتت لوحدها إلى جناح فلسطين، سألت عن إمكانية استعارة العلم لرفعه على السجادة الحمراء، حاولت وأحد القائمين على الجناح الخروج بالعلم من ساحة أجنحة الدّول، فأوقفهم رجال الأمن قائلين بأنّ العلم للمهرجان ولا يحق لأحد إخراجه، فأُعيد مكانه.بحثوا عن لوحة وقلم، وجدوا الأولى ولم يجدوا قلماً تكون الكتابة به مقروءة من بعيد، فكتبوا على اللوحة بقلم الرّوج بخط عريض لتلتقطه الكاميرات جيّداً، طوت الورقة ووضعتها في جزدانها.


أمّا أهم ما في المهرجان هذا العام، فلسطينياً، فكان جناح فلسطين، منصوباً لأوّل مرّة، بتنظيم من مؤسسة وليدة هي «مؤسسة الفيلم الفلسطيني»، وبرعاية من وزارة الثقافة الفلسطينية.


ليس الجناح حضوراً عادياً لفلسطين في المهرجان، بل هو تأسيسي، أي لم يكن تمثيلياً بل تأسيسياً لعمل جماعي سينمائي فلسطيني، فحضر فلسطينيون مخرجون ومنتجون ومنظمو مهرجانات وعاملون في الصناعة السينمائية، إضافة إلى وزير الثقافة الفلسطيني، الذي أبدى دعمه التام للجناح، لاستمراريته، وللمؤسسة التي تسعى لأن تكون حاضنة وداعمة لصناعة الفيلم الفلسطيني.


للفلسطينيين حضور باكر وبارز عربياً، في المهرجان: «نشيد الحجر» لميشيل خليفي في 1990، «حيفا» لرشيد مشهراوي في 1996، «يد إلهية» في 2002 و«الزمن الباقي» في 2009 لإيليا سليمان، «ملح هذا البحر» لآن ماري جاسر في 2008، «عمر» لهاني أبو أسعد في 2013، وأخيراً الفيلم الجميل «أمور شخصية» لمها حاج في 2016.


الجديد اليوم هو أنّ لهؤلاء، ما إن عادوا بأفلام جديدة إلى المهرجان، ولآخرين يأتونه لأوّل مرّة، خيمة تحتفي بهم، جناح يجعل من عرض هذه الأفلام حدثاً.
كل ذلك، إلى أن يخرج الفيلم الروائي الرابع لإيليا سليمان «لا بدّ وأنّها الجنّة».هنا، سيكون الحدث المنتَظر.