مرض الرئيس وعافية النظام السياسي ..بقلم ماجد سعيد

الجمعة 25 مايو 2018 03:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
مرض الرئيس وعافية النظام السياسي ..بقلم ماجد سعيد




عشنا اياما صعبة مع مرض الرئيس محمود عباس٬ الاشاعات انتشرت كالنار في الهشيم، وإسرائيل راحت تتحدث عن البدائل ومن يخلف الرئيس وعن اليوم التالي لغيابه.
وقبل ان اخوض في هذه الأسئلة الصعبة، لا بد أولا من التأكيد على ان مرض الرئيس شيء طبيعي وهذا امر من المسلمات ان يرقد على سرير الشفاء كغيره من البشر وربما يحتاج هو اكثر منا الى الراحة لما عليه من ضغوط هائلة٬ وهذا لا عيب ولا عجب فيه٬ لكن ان تخفي الرئاسة في البداية حقيقة مرضه العادي وتترك للمتربصين بث الشائعات فهذا امر فيه نظر، خاصة وان مرض الرئيس ليس بالامر الخطير او الغريب كم عرفنا فيما بعد.
وما زاد الطين بلة كثرة التصريحات لمسؤولين زاروا الرئيس في المشفى٬ كل يريد ان يدلي دلوه في حين ان الفيديو الذي ظهر فيه وهو يتجول في ردهات المشفى كان يكفي لطمأنة الجميع على صحته فقد ظهر متماسكا طبيعيا.
على كل، انشغال الناس بمرض الرئيس في العادة لا يستغرب٬ لكن اذا ما اضفنا على المرض عدم وجود الخليفة الشرعي له في حال غيابه فهذا مخيف وربما مرعب.
السيناريوهات كثيرة٬ وكثرتها يعود الى ما يعيشه النظام السياسي في فلسطين من تعقيدات بسبب الانقسام٬ وربما تكون الفوضى والصراع على الكرسي اخطرها وأكثرها حضورا في اذهان كثيرين، خاصة وان الطامين في السلطة كثر، والرافضين لغيرهم اكثر.
مغادرة الرئيس المأمولة للمستشفى معافى ستبعث الراحة في النفوس بالتأكيد، لكن في المقابل يجب ان يمثل مرضه هذه المرة التي تختلف عن المرات الماضية دافعا لأعادة طرح فكرة النائب او ترتيب الحالة السياسية بما يضمن نقل السلطة بطريقة سلسلة.
كنا نأمل ان تكون احدى مخرجات المجلس الوطني قرار او تشريع ينشئ منصب نائب الرئيس كي لا يبقى النظام السياسي الفلسطيني سقيما في ظل غياب المجلس التشريعي.
اما وقد خرجنا بغير ذلك فالخوف ان نذهب في حال غياب الرئيس الى خيار المجلس الرئاسي، برئاسات ثلاث للمنظمة وللسلطة ولحركة فتح، كنظام الترويكا التي تحكم الضفة الغربية وحدها، فيما غزة فتذهب بنظام سياسي خاص بها بعيدا عن النظام الفلسطيني.
الرئيس عباس اليوم وعلى الرغم من الانقسام مع حماس يبقى يمثل القوة التي تمسك بالنظام السياسي التي ربما تكون الأخيرة٬ فلا حماس ولا غيرها في الفصائل يقدرون على تجاوزه مثلما لا يقدر الغرب أيضا ذلك٬ وبالتالي فان على الرئيس وهو في عامه الثالث والثمانين ان يضع العلاج الشافي لاستقرار النظام السياسي اليوم قبل الغد.