الصوت صوت ترامب ونتنياهو كتب الخطاب ..الانسحاب ليس نهائيا وفرصة اخرى امام ايران

الأربعاء 09 مايو 2018 11:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الصوت صوت ترامب ونتنياهو كتب الخطاب ..الانسحاب ليس نهائيا وفرصة اخرى امام ايران



القدس المحتلة/اطلس للدراسات/

كتب يوسي ميلمان في معاريف : 

كان الصوت صوت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن الأقوال التي قالها بالطبع كتبت على يد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يستطيع بالتأكيد أن يقول "لقد سحبت الكلمات من فمي". واضح الآن بالتحديد أن قرار كشف سرقة الأرشيف النووي لإيران على يد مقاتلي "الموساد" هدفه تقديم مزيد من الحجج لقرار ترامب، وقد ذكر ترامب حقيقة أن وثائق الأرشيف تثبت أن إيران كذبت وخرقت الالتزامات.

لكن رغم إعلان ترامب حول الانسحاب من الاتفاق النووي، إلا أنه انسحاب مشروط. ترامب أعلن أنه ينوي فرض مزيد من العقوبات على إيران "على أعلى مستوى" والأكثر من ذلك أنه ينوي فرض عقوبات ثانوية ضد كل من يواصل بناء علاقات مع الجمهورية الإسلامية. هذا في الحقيقة تهديد جدّي خصوصًا بالنسبة لإيران، لكن ترامب أوضح أيضًا أنه لا يغلق الباب بشكل نهائي أمام إجراء مفاوضات مع القوى الخمس الموقعة على الاتفاق لصياغة اتفاق جديد. بعبارة أخرى، هذا انسحاب نجمي، إنه يسمح لإيران وللمجتمع الدولي بإعادة التفكير بخطواتهم.

مع ذلك، يجدر توضيح أن إعلان ترامب لا يعني أن الحرب على الأبواب، لقد أبلغ الجيش الإسرائيلي، الليلة، سكان الجولان بالاستعداد لاحتمال رد إيراني. في المقابل بدأ حشد جنود احتياط لوحدات الاستخبارات ووحدات الدفاع الجوي، بيان الجيش جاء في أعقاب معلومات استخباراتية حول نية إيران إطلاق صواريخ الليلة أو خلال الايام المقبلة.

التقدير هو حتى لو تحقق السيناريو، سيتم إطلاق صواريخ قصيرة المدى لقواعد أو مستوطنات في هضبة الجولان، هذا قرار معناه عدم الاستعداد للمخاطرة، لكنه ليس بالضرورة مرتبط بإعلان ترامب والبرنامج النووي. لو قررت إيران الرد بإطلاق صواريخ للجولان أو للجليل سيكون ذلك لرغبتها بالانتقام من إسرائيل على الهجمات ضد قواعد إيرانية في سوريا والمنسوبة لها، بصورة منفصلة عن الخطوات المرتبطة بالاتفاق النووي.

ظاهريًا، انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق فيينا في يوليو 2015 هو الحلم الرطب لنتنياهو الذي عارض الاتفاق، وكان مستعدًا لمواجهة الرئيس باراك أوباما من أجله وحتى العمل ضد أمام الكونغرس؛ من هذا المنطلق هو حقق هدفه، لكن هذه ليست بالضرورة لعبة محصلتها صفر. انتصار نتنياهو لا يعني هزيمة مدوية لإيران، إذ أن الولايات المتحدة ستفرض مجددًا عقوبات على إيران، نفس العقوبات التي أُلغيت في أعقاب الاتفاق، لكن حتى تدخل حيز التنفيذ سيستغرق الأمر على الأقل ستة أشهر؛ الفترة المطلوبة لتمرير تشريع في الكونغرس والسماح للشركات الأمريكية للاستعداد وفقًا لذلك.

في هذه الفترة الانتقالية تستطيع إيران التفكير في خطواتها، ستحاول أن تؤكد لنفسها أن تأثير عقوبات الولايات المتحدة سوف يقل، ستحاول تحقيق ذلك من خلال اتصالات مع القوى الخمس الموقعة على الاتفاق على الاتفاق (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، روسيا والصين)، إن ضمن لها هؤلاء عدم الانسحاب من الاتفاق ومنحوها ضمان استمرارهم بإقامة علاقات تجارية معها؛ فهناك فرصة مرجحة بأن تعلن إيران أنها لن تنسحب من الاتفاق.

في حال توصلت إيران لنتيجة أن عقوبات الولايات المتحدة ستثير موجة ثانية من العقوبات من طرف شركات في العالم قد تتوقف عن التجارة والاستثمار فيها، فهي قد تعلن عن انسحابها من الاتفاق النووي.