المونيتور العبري.. اوساط فتحاوية تدفع بـ" الحمد الله " كمرشح لخلافة أبو مازن

السبت 05 مايو 2018 11:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
 المونيتور العبري.. اوساط فتحاوية تدفع بـ" الحمد الله " كمرشح لخلافة أبو مازن



ترجمة محمد ابو علان

 كتبت موقع المونيتور العبري: ” شخصيات قيادية في حركة فتح يحاولون منع معركة الوراثة داخل أجنحة الحركة، ويقترحون مرشح وسط ليتسلم منصب رئيس السلطة، وهو رامي الحمد الله رئيس الحكومة الفلسطينية الذي يحظى بشعبية كبيرة في الرأي العام الفلسطيني”.

وادعى الموقع الإسرائيلي إنه، حتى قبل إلقاء أبو مازن لخطابة المُحرج في المجلس الوطني الفلسطيني في 30 أيار الماضي، بدأ الحديث داخل حركة فتح بضرورة تغيير الرئيس أبو مازن، بعد الخطاب، أصبح ما قيل حديث للكثيرين في السلطة الفلسطينية، وفي العالم أيضاً.

ليس خطابه المعادي للسامية هو ما دفع بنشطاء حركة فتح للمطالبة بضرورة تغيير أبو مازن، وإنما حالة السلطة الفلسطينية، والأداء المختل الذي لم يعد بالإمكان إخفائه، والإدانات الدولية، ومقال هيئة التحرير في نيويورك تايمز الذي قال أن عليه الرحيل، عززوا فكرة أن الرئيس أبو مازن  بت غير قادر على القيام بدوره، بالإضافة إلى تقدمه في السن وتراجع صحته،  كما إنه لا يملك رؤية عميقة للواقع الذي تحتله السلطة تحت قيادته.

المشكلة أن الرئيس أبو مازن منذ ورث عرش ياسر عرفات في نوفمبر 2004  حرص على إزالة أي شخصية فلسطينية بارزة  من حركة فتح من محيطه ، والسبب الخوف من أن تهدد قيادته الحصرية للحركة.

طرد محمد دحلان من الحركة، ونفاه من الضفة الغربية، واستمر في اضطهاد رجاله، وقد فضل بعضهم الانتقال إلى غزة والعيش تحت حكم حماس ، مثل سفيان أبو زايدة ، وزير شؤون الأسرى السابق وذلك خوفا من أن يقرع جماعة أبو مازن أبوابهم للاعتقال.

أبو مازن أضعف أيضاً قوة جبريل الرجوب الذي يسعى هو الآخر لرئاسة السلطة الفلسطينية، وحوله من مستشار للأمن القومي، لرئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية، والسبب لمنع الرجوب من التعامل مع القضايا الكبيرة، وحتى ياسر عبد ربه ، وإن لم يكن عضواً في حركة فتح، لكنه شريك مخلص، وكان يعتبر أقرب مستشار لأبو مازن  حتى قبل ثلاث سنوات، لاحقاً أبعده رئيس السلطة الفلسطينية بطريقة مخجلة عن منصبه كأمين عام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وعندما تصاعدت الضغوط على أبو مازن داخل حركه فتح لتعيين نائباً له ،  دعم انتخاب محمود  العالول كنائب له، العالول شخصية مثيرة للجدل (حسب تعبير الصحفي الإسرائيلي)،  كان مسؤولاً عن التنظيم، ولكنه ليس الرجل الذي يمكن أن يوحد فتح ، ويحرك السلطة الفلسطينية ، ويضمن رؤية سياسية واقعية وأمل لسكان الضفة الغربية.

وتابع الموقع العبري قوله، وجود العالول يمكن أن يقود لتكريس معركة الوراثة بين الرجوب ودحلان، ويزعم معارضوه أن في حركة فتح جماعات مسلحة ترفض سلطته بحكم ماضيه كرئيس للتنظيم، إلا أن جيل الشباب في الحركة الذين قادهم لا يزالون مخلصين له.

هذه الأسباب هي التي دفعت بشخصيات بارزة من حركة فتح في العمل لمنع معركة الوراثة بين المعسكرات في الحركة، وبدأت بالفعل البحث عن مرشح حل وسط سوف يشغل منصب الرئيس لفترة محدودة من الوقت حتى تتفق فتح على آلية لاختيار رئيس جديد مقبول للجميع.

مرشح  حل الوسط المقترح هو رئيس الوزراء  الفلسطيني رامي الحمد الله، الحمد الله يشغل منصبه منذ خمس سنوات [يونيو 2013] ، منذ  أن عزل أبو مازن  رئيس الحكومة السابق سلام فياض.  وكان فياض  قد حارب الفساد في السلطة الفلسطينية، وتمكن من القضاء على جزء كبير منه.

في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز بعد إقالته قال فياض: “إنه لأمر مدهش أن يكون مصير الشعب الفلسطيني في أيدي قادة عشوائيين تحركهم قرارات  لحظية دون جدية”. هذه التصريحات يعززها  الواقع الذي جلبه أبو مازن للسلطة الفلسطينية حسب تعبير الموقع العبري.

كما وضع سلام فياض سبل لإصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية وإدارة خزائنها بشفافية، كما امتنع عن ضخ الأموال أو توفير وظائف لشركاء ونشطاء فتح الرئيسيين، واستمر رامي الحمد الله من بعده على النهج  نفسه.

الجدير ذكره، بعد أسبوعين من تعيينه في المنصب ، قدم الحمد الله استقالته إلى أبو مازن  لاعتقاده أن رئيس السلطة الفلسطينية وأعضاء حركة فتح يحاولون تقييده، ومنع الحكومة من العمل بشكل صحيح، عباس وعده بعدم التدخل، والحمد الله أقام حكومة فلسطينية مكونة من تكنوقراط ، حكومته استطاعت البقاء والنجاح رغم كل الصعوبات.

من المنظور إلإسرائيلي قال الموقع العبري، أقام  رئيس الوزراء الفلسطيني الحمد الله علاقات جيدة مع وزير المالية الإسرائيلي موشيه  كحلون،  في العام الماضي  التقى الاثنان في رام الله وتل أبيب أربع مرات على الأقل للترويج لمشاريع اقتصادية مشتركة.

شخصيته الهادئة، مهنيته (الرئيس السابق لجامعة النجاح)، الجدية التي شغل فيها المنصب، وأعطى  انطباع لأغلبية الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية أنه مسؤول ومخلص، ويعمل  من دوافع وطنية، كل هذا منحه شعبية أكثر بكثير من أبو مازن وفقاً لجميع الاستطلاعات التي أجريت بين الفلسطينيين،وإن الجمهور يريد من أبو مازن ترك منصبه. إلا أن أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني أعطوا أبو مازن فترة أخرى كرئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ، بدون خيار تقريباً  لأنه لم يجرؤ أحد على مواجهته.

الحمد الله ليس عضوًا في حركة فتح، وهو لا يملك قاعدة خاصة به،  ولا يملك مجموعة من المؤيدين الذين سيقومون بالعمل الميداني له  من أجل أن يحتل المنصب ، لكنه سيمنع حرب أهلية، الحمد الله لم يسأل إن كان يريد المنصب، ولكن إن طلب منه الجيل الأوسط في حركة فتح أن يعمل من أجل خدمة شعبه سيتجاوب مع طلبهم، ولكن شريطة أن لا يضع قادة فتح الذين يرون أنفسهم مناسبين للموقع الصعوبات والعوائق أمامه.

الحمد الله نجا من محاولة اغتيال قبل شهرين في غزة [13 مارس / آذار] ، ويبدو أنه لا يريد أن يعرض حياته للخطر مرّة أخرى  في مهمة تبدو على الورق مستحيلة على الأقل، بأن يكون رئيس للسلطة الفلسطينية، ويكون قادر على إرضاء العالم أجمع.