عندما نفقد فقه الأولويات.. عماد الدين عبد الحميد الفالوجي

الخميس 26 أبريل 2018 12:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
عندما نفقد فقه الأولويات.. عماد الدين عبد الحميد الفالوجي



عندما تتكاثر الأزمات وتتداخل بشكل يصعب تفكيكها وتلقي بظلالها على الحياة العامة والخاصة ، ونفقد القدرة على مواجهتها دفعة واحدة أو إيجاد الحلول المبدعة لها لتخفيف آثارها ، وعندما تشتد الأمور على المسئول أو القائد الذي عليه اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح ، هنا لابد أن يحضر علم " فقه الأولويات " لدى صاحب القرار حتى لا يضيع تفكيره في متاهة التفاصيل أو يفقد البوصلة للوصول الى أفضل النتائج بأقصر الطرق ،، لأنه في هذه الحالة المعقدة إذا فقد " فقه الأولويات " فقد يشغل نفسه في أمور ليست هي الأساس لحل كل تلك الإشكاليات وبالتالي يكون الفشل هو سيد الموقف ،، وتزداد الأمور تعقيدا .. 

القائد المبدع هو الذي يقف بكل جرأة وشجاعة أمام كل الأزمات ويضعها أمامه رزمة واحدة – بدون تهويل أو تهوين – وينظر في تفاصيلها ثم يرتبها حسب الأهم والمهم ،، ويقدم الحلول التي لا تنتظر التأجيل ويتخذ فيها القرارات المناسبة والمحسوبة ثم ينتقل الى التي تليها مراقبا نتائج كل قرار يتخذه .. 
ونحن نعايش هذه المرحلة المليئة بالأزمات المتداخلة منها العام في علاقاتنا الداخلية والخارجية ومنها الخاص فيما يتعلق بعلاقة المسئول بشعبه ،، والسؤال أين الأولوية لدينا ؟ هل تم التوافق على ترتيب اجنداتنا الداخلية والخارجية حسب الأهمية الوطنية ؟ 
اين نحن من ترتيب الأولويات ، هل تحقيق المصالحة الداخلية أولوية أمام مواجهة الاحتلال واعتداءاته ؟ هل مواجهة الوضع الاقتصادي المنهار في قطاع غزة أولوية أمام مواجهة صفقة القرن والملف السياسي ؟ هل عقد المجلس الوطني بكل ما يرافقه من خلافات أولوية بالنسبة لمواجهة أحداث غزة ؟ وهكذا ملفات متعارضة أو متكاملة لابد من ترتيبها بشكل علمي ومدروس وهادئ .
لكن المشكلة الحقيقية هي أن يفقد المسئول فقه الأولويات ويتخبط بين القضايا دون علم أو إدراك فتجده يخلط بين الأمور ويقدم الأقل أهمية والأكثر تكلفة ومعاناة على الأقل منها ،، والنتيجة مزيدا من العذاب والضياع وانحراف البوصلة الوطنية .. 
وهنا نؤكد لا يمكن تحقيق أي انجاز حقيقي على أرض الواقع يخدم مشروعنا الوطني بدون فقه الأولويات ..