جراح الحوامدة ..تسلق جبل إيفرست بساق واحدة لإنقاذ مدرسة تابعة للأونروا

الخميس 12 أبريل 2018 02:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
جراح الحوامدة ..تسلق جبل إيفرست بساق واحدة لإنقاذ مدرسة تابعة للأونروا



كتامندو / وكالات /

عندما كان جراح الحوامدة يتلقى العلاج من مرض سرطان العظام، كان يبقى مستيقظا طوال الليل وهو يحلم بمستقبله كمتسلق للجبال. لقد كان في الخامسة عشرة من عمره وكان يعاني من نوبات طويلة من الأرق بعد أن قام الأطباء ببتر ساقه اليمنى. ولكن جراح رفض أن يسمح لذلك بتدمير حياته. لقد كان هذا الطالب اللاجئ من فلسطين والذي يعيش في جبل الجوفة بمنطقة جنوب عمان مصمما على أن يقلب وضعه؛ وقد أصبح منذ ذلك الحين متسلقا معتمدا ومرخصا وبدأ هذا الأسبوع أكبر تحد له في التسلق، ألا وهو القيام برحلة إلى معسكر قاعدة جبل إيفرست.

"لقد منحني ذلك الفرصة لأن أكون ما أشاء؛ لقد جعلني ذلك مميزا"، يقول جراح مضيفا: "ليس الجميع لديهم قدم واحدة، وإنني أستخدم قصتي لأبين للعالم أنه حتى لو كان المرء يواجه المشاكل فإنه بمقدوره أن يتغلب عليها".

وجراح واحد من ستة أبناء ولدوا لوالدين لاجئين من فلسطين في الجوفة؛ وقد ترعرع وهو يسمع القصص عن فرار أجداده من منزلهم خلال النكبة وكيف أنهم لم يفقدوا الأمل بإمكانية عودتهم. لقد أثرت قصتهم عليه بشكل كبير، ولكنها أيضا أعطته الإلهام لتحقيق أمور عظيمة بغض النظر عن العقبات التي تقف في طريقه.

كما أن جراح لم يفقد الأمل أبدا؛ ففي الوقت الذي كان يخضع فيه للمعالجة من السرطان في مركز الملك الحسين للسرطان في عمان، واصل جراح الذهاب إلى مدرسة ذكور الجوفة التابعة للأونروا كلما استطاع.

وفي ذلك الوقت، كان جراح يستخدم الكرسي المدولب ولم يكن قادرا على صعود الدرج للانضمام إلى رفاقه في الصف الواقع في الطابق الثاني. ولأنه كان مصمما للغاية على مواصلة تعليمه، قامت المدرسة بنقل الصف بأكمله إلى الطابق الأول لكي يستطيع الانضمام إليهم. كما تم أيضا تعديل غرفة الحمام لكي تستوعب كرسيه المدولب.

وبعد عامين من فقدان ساقه، أصبح جراح متسلقا بارعا مثلما أصبح أول متسلق جبال بطرف اصطناعي من بين لاجئي فلسطين. وفي عام 2015، تسلق جراح جبل كليمنجارو حاملا رسالة أمل لمرضى السرطان مفادها أنه "ليس هنالك من شيء مستحيل".

"أردت أن أدلي بتصريح قوي. أن تكون متسلقا يحتاج منك أن تضغط كثيرا على نفسك. ليس الجميع بإمكانهم أن يكونوا متسلقي جبال؛ ناهيك عن شخص بساق واحدة"، يقول جراح.

والآن، ومع تعرض مدرسته لخطر الإغلاق بسبب التخفيضات الكبيرة في التمويل للأونروا، فإنه يعتزم القيام بتحد جديد بالتسلق نحو معسكر قاعدة جبل إيفرست وذلك من أجل جمع مبلغ مليون دولار للمحافظة على مدرسته مفتوحة.

وقد بدأ جراح رحلة التسلق، والتي تبلغ حوالي 17,500 خطوة، باتجاه معسكر قاعدة جبل إيفرست في الثاني من نيسان؛ ومن المتوقع وصوله إلى المعسكر في 20 من نفس الشهر.

تابعوا رحلة جراح على الإنستاجرام وتويتر والفيسبوك عبر هاشتاغ #خطوتي_الأولى.