لماذا يُقتل الصحفيين في مسيرة العودة.. ابراهيم المدهون

الإثنين 09 أبريل 2018 04:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
لماذا يُقتل الصحفيين في مسيرة العودة.. ابراهيم المدهون



مع كل جريح وشهيد يرتقي بمسيرة العودة قصة ما وتفاصيل كثيرة، أب وأم وأخوة وأبناء أصحاب وجيران، بطولة وإقدام أحلام وآمال، ولهذا من الصعب تحويل شهدائنا لأرقام، وعلينا الغور في قصصهم وآهاتهم وتفاصيل أنفاسهم التي انقطعت بسبب توحش الاحتلال الغازي، الذي يقابل سلمية الشباب بالقتل والتدمير، ورفع العلم بدانات المدافع، وكاميرات التصوير برصاصات القناصة، ومع هذا ينهزم الجيش ويستنزف وتعلو فلسطين والقضية وكأن هذا الدم المدفوع لا يذهب هدرا بل يتراكم في سفح ليملأ الوادي أصواتا تنادي باسم فلسطين وحق العودة وحتمية الانتصار. 

لا تكاد تمر مسيرة أو مواجهة سلمية شعبية إلا ويصاب عدد من الصحفيين ويغتال أحدهم بطريقة وحشية، ورغم معرفة الاحتلال ماذا يعني قتل صحفي بوضح النهار إلا أن القناص الإسرائيلي موجه باستهداف عدسات الكاميرات وبإسكات الحقيقية وكتم صوت الإعلام، لهذا اغتال العدو ياسر مرتجى بدم بارد وبأوامر عليا، اعترف خلالها ليبرمان ان جيشه قتل ياسر بسبب عدسته الطائرة، فهم يخافون الصورة كما القنبلة، وربما صورة ياسر أخطر عليهم في ظل محاولات الخداع والتضليل الذي يمارسه جيش يتكئ على أقدام من زيف وقش.

اغتيال ياسر مرتجى عامد ومتعمد ومتقصد وإصابة صحفيين كثر وإعلاميين في مسيرة العودة السلمية دليل واضح أننا في حرب إعلامية مفتوحة، وأن الاستهداف لمن ينقل الحقيقية ويكشف جرم الاحتلال اللا إنساني.
محبة ياسر الواسعة دليل آخر أننا أمام شعب واعي يعرف أبعاد المعركة وقادر على التمييز، وهناك التفاف حقيقي حول حراس الحقيقة ورجال الصورة وهو تكريم لياسر ولمن خلفه من المقاتلين على تماس الكلمة واللقطة الحية والفيديو المباشر والكامرة الحادة.

تعتمد مسيرة العودة على سلاح الإعلام والعدسة ونقل الصورة وتحشيد الجمهور، لهذا يتوسع الاحتلال في استهداف الصحفيين والنشطاء وناقلي الحقيقة، فكل صورة هي رصاصة في صدره، وكل تقرير ومقال قذيفة تفتت روايته، وكل قلم صاروخ يدك معاقل كيانه الكاذب، الاحتلال اكثر هشاشة وضعفا أمام إعلام حقيقي ينقل ما يحدث بمهنية ووطنية، فبنيت إسرائيل على الأكاذيب وقامت على الإشاعات وتزوير الوقائع، والإعلام حارس للحقيقة والصحفي أحد جنودها الأوفياء يقوم بكشف الواقع وإظهار الحق وتوعية الجمهور، لهذا الحرب اليوم ما بين عدساتنا وبنادقهم، وإن كان قتل ياسر وأصاب عشرات الصحفيين فإننا امام جيش اعلامي فلسطيني لا يقهر بكلماته وصورته ونقله للحقائق.