غزة فوق الأرض وإسرائيل في الأنفاق.. ناصر اللحام

الجمعة 30 مارس 2018 03:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة فوق الأرض وإسرائيل في الأنفاق.. ناصر اللحام



جهد الإعلام الصهيوني ليقدّم قطاع غزة للعالم ، على أنه شبكة أنفاق للسلاح والصواريخ تحت الأرض . وعلى هذا الأساس سمح لنفسه بالتعامل مع مدن القطاع كميدان حرب يجوز قصفه وضربه في كل يوم .

اليوم نجح الأهل في غزة في إعادة الامور الى نصابها الطبيعي . غزة فوق الأرض ، غزة السكان والأحلام والأماني والرؤى والإبتسامات . غزة الشباب والصبايا والنساء والأطفال والرجال والشيوخ في كل الفيافي والشروخ . غزة الأمل والعمل. غزة فوق الأرض وغزة السكان والإنسان .

غزة ليست بيادق على رقعة الشطرنج تموت من أجل الملوك . وانما غزة هي " الملك" الذي لا يخلع تاجه للصعاليك ، ولا يسقط صولجانه لقطاع الطرق وعصابات تل أبيب . غزة "العابدين"  وليسوا " العبيد"  ، غزة النفوس الطاهرة والكرامات الطيبة تطالب بحقها في الحياة .

كم حرب شنّها اللصوص على غزة ، سرقوا لقمة العيش من أطفالها ، سرقوا حليبها ، وسرقوا دواءها وحاصروها وأغلقوا بواباتها . لكنها لم تنكسر . بينما إسرائيل تسارع للشكوى لمجلس الأمن بأن مسيرة حق العودة في غزة تهدد وجودها . وهذا صحيح تماما .

نعم إن غزة تهدد وجود إسرائيل ، ويطا تهدد وجود إسرائيل . والدهيشة تهدد وجود إسرائيل .  وبلاطة وجنين والأمعري والعروب والفوار والعين وعايدة والعزة والجلزون والوحدات والبقعة وجرش وشاتيلا وصبرا وعين الحلوة واليرموك و.. . جميع مخيمات اللاجئين تهدد وجود أسرائيل وستبقى تهدد وجود هذه المستعمرة .لأنها سفن العودة الى عكا وحيفا ويافا والقدس وصفد وطبريا .

عشرت الاف الفلسطينيين من غزة يرفعون علم فلسطين ، يهددون وجود الظلم والطغيان والإحتلال . طبعا يهددون وجود الشيطان الصغير . وهذا هو الرد على " ابن الكلب فريدمان / وهذا هو الرد على صفقة العصر ، وعلى اللئيم بولتون الذي دخل البيت الأبيض مؤخرا .

راهن الأعداء على تمرير صفقة العصر وأن غزة ستبكي وتطلب العفو .. ولكنها نهضت تغني ، لا صواريخ ولا رصاص ، نهضت ترقص وتغني فإستنفر الاحتلال وأجتمع الكابينيت مرتين ، يخطط ويفكر كيف يمكن أن يمنعها من الفرح والغناء .

شكرا غزة .. شكرا أيها الشعب الكريم ، شكرا يا سادة العصر ، شكرا يا ملوك السياسة ، شكرا يا أساتذة النضال ، شكرا يا مشعل الأمل ، شكرا يا بيت الكرم والنخوة . شكرا لكم لأنكم الأفضل والأقوى والأكثر حرصا على القدس وعلى فلسطين .

غزة فوق الأرض .. وليختبئ الارهابيين الصهاينة في الانفاق وتحت الأرض وفي بئر وزارة ليبرمان في تل أبيب .

مات الكلام .. وعاشت غزة .