من يقف وراء تفجير الموكب ؟..عماد عبد الحميد الفالوجي

الأحد 25 مارس 2018 04:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
من يقف وراء تفجير الموكب ؟..عماد عبد الحميد الفالوجي



مرت أيام على حادثة التفجير الذي وقع خلال مرور موكب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد لله ويرافقه مدير جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج ولم يسفر الانفجار عن إصابة أحد سوى بعض الأضرار المادية لبعض المركبات ، ولكن الحدث بحد ذاته يعتبر خرقا امنيا ليس سهلا ولا يمكن المرور عنه مرور الكرام بل يحتاج الى تدقيق ومعرفة الجهة التي تقف خلفه وما هو أهدافها وراء ذلك ؟ 

كل المراقبين والمحللين أجمعوا أن الهدف لم يكن بالضرورة إصابة شخص رئيس الوزراء ولكن الهدف هو خلط الأوراق الداخلية وخلق إرباك شديد على الساحة الفلسطينية وضرب أي خطوة جدية تجاه ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني خاصة وأنه سبق هذا الحدث تسريبات عن اختراقات حققها الوفد الأمني المصري في موضوع المصالحة ولذلك فإن التوقيت له مدلولات مهمة في هذا الجانب . 
ويبقى السؤال من الجهة التي تقف خلف تنفيذ هذا الفعل الإجرامي ؟ ومجريات التحقيق تؤكد أنها جهة محذذة وليست عمل فردي غاضب لسبب ما ، وحتى نحدد تلك الجهة لابد من التشخيص الجهات المستفيدة من وراء هذا الفعل .. 
لا يختلف اثنان أن هذه الجهة تقف في الجهة المناقضة لتحقيق المصالحة الفلسطينية ولا تريد الاستقرار للجبهة الداخلية ولعل اهم تلك الجهات هو الاحتلال الإسرائيلي وهو الجهة الاكثر استفادة من هذا الفعل والغريب أن لا أحد وجه اصابع الاتهام لجهة تتبع وتتوافق مع الاحتلال الإسرائيلي ، مع أن التخطيط والتنفيذ يؤكد أنها جهة مدربة وتمتلك الإمكانيات لذلك العمل الإجرامي ،، وأما الجهات الأخرى المتهمة هي أطراف ترى في وجود الحكومة ممثلة بشخص رئيسها تهدد مصالحها وتتعارض مع سياستها وقد تكون هذه الجهة موجهة من أطراف اقليمية معينة .. 
التفجير يستدعي ان يقف الجميع عند مسئولياته وعدم التهرب منها سواء في الاتفاق على ضرورة كشف كافة خيوط المؤامرة من خلال اشتراك كل الأطراف المعنية في مجريات التحقيق والمساهمة في توفير كافة المعلومات والمعطيات التي تساعد على تحقيق ذلك ، وهي فرصة لعمل أمني مشترك على مستوى متقدم يتناسب مع حجم الجريمة ..
التفجير اثبت وكشف حجم التلاعب الداخلي والخارجي في تفاصيل الوضع الفلسطيني وهذا يستدعي ويفرض على القيادة الفلسطينية قطع الطريق على كل هؤلاء من خلال الإسراع في ترتيب البيت الفلسطيني ليكون قادرا على مواجهة كل تلك الأطراف وفضح مخططاتهم .