"الثقافة": ريم بنا شكلت رمزاً ملهماً للنضال ضد الاحتلال

السبت 24 مارس 2018 08:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

نعت وزارة الثقافة، الفنانة الفلسطينية القديرة ريم بنا، التي رحلت، اليوم السبت، بعد أن تركت بصوتها العديد من الأغنيات التي تتغنى بفلسطين، وتناهض الاحتلال، حتى باتت، هي التي تم اختيارها من قبل الوزارة شخصية العام الثقافية للعام 2016، رمزاً ملهماً للنضال ضد الاحتلال الذي ينخر جسد فلسطين، وضد مرض السرطان الذي تفوقت عليه أكثر من مرة خلال سنوات العلاج.

واعتبرت الوزارة في بيان لها أن رحيل ريم بنا خسارة كبيرة للثقافة الفلسطينية، فهي الفنانة التي قدمت لفلسطين أجمل الأغنيات حتى كبر جيل فلسطيني وهو يستمع لأغنياتها التي جابت الأرض، تحمل في  كلماتها ألوان علم استشهد من أجله الكثيرون، وكوفية ثوار، وأحلام آلاف الأسرى وشعب بأكمله بالتحرر والدولة.

وأشارت الوزارة الى ان أعمال ريم بنا التي قدمت في السنوات الماضية، مثلت قيم الصمود والبناء والعمل، حيث حملت فلسطين بصوتها كلمات وتنهيدات ومعان وقيم، والأهم ما نستطيع أن نراه في هذه الأعمال من ثبات وحياة والإصرار على الذهاب إلى الغد بخطى واثقة.. ريم بنا تختصر كل ما نريد قوله عن فلسطين، وعن نضالات فلسطين، وعن المرأة الفلسطينية، وعن ماضينا وغدنا وحاضرنا، وأن تكون شخصية العام الثقافية للعام 2016، هي خطوة تقديرية ورمزية من قبل وزارة الثقافة لهذه الفنانة القديرة.

واختتم بيان الوزارة حديثه عن ريم بوصفها بواحدة "من تجليات الوجع والثورة"، فالتي هللت كثيراً بصوتها لأطفال كبروا قليلاً، غنت محمود درويش، والحلاج، ورابعة العدوية، وابن عربي، وغيرهم الكثير، سيبقى صوتها على رأس الجبل يستنشق هواء البلاد راسماً مرايا الروح، لتحكي للعالم عن "بيت كسروا قنديله".

وقال وزير الثقافة إيهاب بسيسو: لن أقول عن ريم بنا .. رحلت .. ولكنني سأقول إن هذه الأخت الفلسطينية الغالية اختارت أن تحلق فجر هذا اليوم مع الملائكة في سماء الوطن .. صعدت ريم بنا نحو الأبدية وهزمت سرير المرض .. وبقيت لنا الذاكرة ..
وبقي الصوت يغني فلسطين، وسيظل، يغني فينا فلسطين، رغم رحيل الجسد".

وكانت بنا قالت في حفل اختيارها شخصية العام الثقافية: صوتي كان سلاحي الوحيد ضد الاحتلال، ضد إرهاب إسرائيل التي قتلت وشردت وذبحت وحاصرت ونفت، وما زالت تمارس أبشع جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، ولكن إذا بت غير قادرة على العودة إلى الغناء، فهذا لا يعني أن سلاحي سقط.. سلاحي لم يسقط، لأني ما زلت قادرة على تقديم الكثير لخدمة شعبي وفلسطين الوحي الأول والأخير بالنسبة لي.. فلسطين الخطوط الحمراء، وأتحدث عن فلسطين التاريخية، فلسطين الكاملة من الشمال إلى الجنوب.. بالنسبة لي هذا التكريم هو لفلسطين التاريخية، ولأرواح الشهداء، وكل الأسرى والمعتقلين، ولكل اللاجئين الفلسطينيين الذين ننتظر يوم عودتهم إلى بلداتهم الأصلية.

وريم بنا مغنية وملحنة فلسطينية كما أنها موزعة موسيقية وناشطة، وُلدت في العام 1966، بمدينة الناصرة في الداخل الفلسطيني المحتل، وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ.

درست ريم بنّا الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى في موسكو وتخرجت العام 1991، بعد ست سنوات أكاديمية درست خلالها الغناء الحديث وقيادة المجموعات الموسيقية.. ولها عدة ألبومات موسيقية يطغى عليها الطابع الوطني كما أن لها عدة ألبومات أغاني للأطفال، ولها أيضاً العديد من المشاركات في احتفاليات ونشاطات عالمية لنصرة حقوق الإنسان.. ويتميز أسلوبها الموسيقي بدمج التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية.