خطاب عباس وخيارات حماس المقبلة..بقلم ماجد سعيد

الجمعة 23 مارس 2018 12:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
خطاب عباس وخيارات حماس المقبلة..بقلم ماجد سعيد




على الرغم من الغضب الكبير الذي ظهر في كلمة الرئيس محمود عباس وحمله على حماس واتهامها بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف موكب رئيس الوزراء رامي الحمدالله ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، الا ان الواضح ترويه في اتخاذ ما توعد به من عقوبات ضد الحركة.
كنت استبعدت في مقال سابق اقدام حماس على تفجير موكب الحمد الله، وما زلت أميل الى ذلك، فالحركة التي بدا في ردها على الرئيس عباس عدم الرغبة في التصعيد، تعتبر الخاسر الاكبر من ذلك التفجير، فهو لم يمس بقدرتها الامنية فحسب وانما سيكون اذا ما ثبت تورطها فيه سببا في تأليب الشارع عليها واتهامها بالتسبب في خراب مالطا، لذلك فهي ما زالت تعمل لسرعة الكشف عن تفاصيل حادثة التفجير، وقتلت من قالت انه المتهم الرئيس في ذلك التفجير لدى محاولتها اعتقاله ومعه عدد من مساعديه في مخيم النصيرات بالقطاع.
ومهما تكن نتائج التحقيق التي تريدها حماس لاثبات براءتها واعادة الهيبة الامنية لها، فان العلاقة الداخلية الفلسطينية ستبقى تعيش حالة من التعقيد، ولا يعني اثبات البراءة اعادة الثقة بين الخصماء او البريق للمصالحة، فشرط الرئيس وحركة فتح تسليم حماس للجمل بما حمل لحكومة الحمد الله، وحماس لن تفعل ذلك.
وامام هذه المعادلة ستفضل حماس الذهاب للبحث عن خيارات بديلة بعد فشل خيار المصالحة، وهذه الخيارات تعكس اصرارها على مواصلة حكم غزة فها هو القيادي فيها صلاح البرويل يعرض استعداد حركته للتفاوض مع واشنطن لتحقيق ما اسماه "الاهداف الوطنية".
لا ادري ماذا قصد البردويل في هذا العرض اهو مناكفة للقيادة التي علقت تواصلها من الادارة الاميركية الحالية ام انه يقصد ابعد من ذلك وتحديدا ما يتعلق بصفقة القرن التي تعتبر غزة عنوانها الرئيس. 
ومن الخيارات الاخرى ايضا ان حماس ستعاود التطلع الى ايران ليس من اجل الشراكة معها خاصة في ظل تعقيدات الازمة الخليجية وانما للمناورة كي تصل الى ما تريده من خيار آخر وهو العودة الى التحالف مع محمد دحلان بشروط افضل واعتقد ان هذا هو الاقرب للتحقيق، فدحلان يملك ما تبحث عنه حماس، المال ومفتاح غزة.
على كل حال، يبدو ان هذا العام سيكون من اصعب الاعوام التي مرت على القضية الفلسطينية، فالرياح القادمة من الغرب تنذر بتصفية هذه القضية، فيما نحن فاننا  ولا ادري الى متى سنبقى قبائل متناحرة.