تصعيد على الحدود مع غزة يثير مخاوف من حرب إسرائيلية رابعة

الإثنين 19 مارس 2018 08:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تصعيد على الحدود مع غزة يثير مخاوف من حرب إسرائيلية رابعة



القدس المحتلة/سما/ الحياة/

سخنت الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة مجدداً في اليومين الأخيرين وسط تحذيرات من تصعيد إضافي قد يجر إلى حرب إسرائيلية رابعة على القطاع منذ العام 2008.

وبعد ساعات على قصف الطيران الحربي الإسرائيلي نفقاً في القطاع ليل السبت- الأحد، توعد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بأن «يتم تدمير كل مشروع الأنفاق حتى نهاية العام الجاري»، لكن كتائب القسام اعتبرت العملية «محاولة لتسويق الوهم». وحملت «حماس» إسرائيل «مسؤولية النتائج المترتبة على استمرار التصعيد». وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صباح أمس، إن الطيران الحربي نفذ ليل السبت– الأحد غارة على مسار «نفق إرهابي هجومي في منطقة كرم شالوم» في غزة وأغلقته تماماً، وذلك رداً على انفجار عبوة ناسفة في منطقة خالية من أي جندي إسرائيلي شمال القطاع قرب الحدود مع إسرائيل.

وأشار إلى أن إغلاق النفق تم بوسائل تكنولوجية حديثة تحول من دون إعادة ترميمه. وجاءت الغارة بعد أن استهدفت دبابات إسرائيلية نقطة مراقبة لـ «حماس». وأضاف أنه تم «أيضاً تفجير بنى تحتية تحت الأرض لنفق آخر في أعماق القطاع. وحذر البيان من أن «الجيش الإسرائيلي سيواصل التحرك بكل ما لديه من وسائل لضمان أمن المدنيين الإسرائيليين». وتطرق رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أمس إلى التطورات الأخيرة على الحدود مع القطاع، فقال إن «سياسة إسرائيل تقضي بالتحرك بصرامة ضد أية محاولة للمساس بنا، وسنواصل تدمير منهجي للبنى التحتية لأنفاق الإرهاب». وأضاف: «حان الوقت بأن يقر المجتمع الدولي بأن أموال الدعم لغزة تُدفن تحت الأرض». وبالمثل قال ليبرمان في بيان: «من اعتقد أنه سينجح في المساس بنا يواجَه بجدار حديدي». وتابع أن «حماس» استثمرت بلايين الدولارات في مشروع الأنفاق، «والآن هذه الأموال تغرق في الرمال. أنصح حماس بأن تستثمر أموال المعونة لمصلحة رفاهية سكان القطاع لأنه حتى نهاية العام سندمر المشروع كله».

وسارعت «حماس» وجناحها العسكري «كتائب عز الدين القسام» إلى الرد، وأكد الناطق باسم «القسام» أبو عبيدة، أن الإعلان عن اكتشاف نفق «محاولة جديدة للتضليل وتسويق الوهم واستعراض القوة لتسجيل انتصارات وهمية أمام الجمهور الصهيوني وأمام العالم». وأوضح في تغريدة على عبر حسابه عبر تويتر، أن النفق قديم وغير مستخدم، وتعرض للاستهداف سابقاً» عام 2014.

وشدد الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم أن التصعيد «لن يحقق شيئاً بل سيشكل حافزاً كبيراً للإصرار على التحدي والمواجهة والمضي قدماً في الزحف نحو خطوط التماس، وإفشال كل مخططات الاحتلال وانتزاع الحقوق المسلوبة وعلى رأسها حق العودة وكسر الحصار»، مشدداً أن العدو يتحمل كل النتائج المترتبة على استمرار التصعيد والمساس بحياة الناس.

وبالرغم من سخونة الحدود، استبعد رئيس هيئة الأمن القومي سابقاً اللواء في الاحتياط يعقوف عميدرور أن يتطور التصعيد حرباً، «لأن الجانبين ليسا معنيين بها»، لكن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش سابقاً دان هارئيل حذر من أن التصعيد «مسألة وقت». ودعا في حديث إذاعي إسرائيل إلى عمل ما يخفف من الأزمة الإنسانية في القطاع لا أن ترد عسكرياً فقط على زرع عبوات أو غيرها.

واتفق معه المعلق للشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل الذي كتب أن تدمير الأنفاق قد يدفع «حماس» نحو التصعيد خصوصاً حيال تفاقم مشاكلها الداخلية وتعثر اتفاق المصالحة. وأضاف أنه من شأن حادث واحد ينتهي بإصابات في الأرواح، أن يدهور الوضع إلى مواجهة عسكرية أوسع.