نبض الحياة.. عيب يا باسيل ..عمر حلمي الغول

الأحد 18 مارس 2018 08:01 ص / بتوقيت القدس +2GMT



تعاملت القيادة الفلسطينية مع القيادات الرسمية والحزبية اللبنانية ومن مختلف ألوان الطيف السياسي، حتى أولئك الذين كان بينهم وبين الشعب الفلسطيني تناقض تناحري، وصدام مسلح في زمن الحرب الأهلية بمنتهى الإحترام ، وأبلغهم الرئيس ابو مازن إستعداد القيادة الفلسطينية لدعم وتعزيز سيادة لبنان حتى في وعلى المخيمات الفلسطينية، وفتح أبواب التنسيق على مصاريعه مع مؤسسات الدولة اللبنانية بكل مستوياتها، وألتقى جميع القيادات اللبنانية السياسية والروحية وغيرهم وفتح معهم صفحة جديدة وإيجابية.

وفي كل مناسبة وزيارة للرئيس عباس أو لمسؤول ملف لبنان الفلسطيني يتم اللقاء مع أركان القيادة اللبنانية لتعميق التواصل بما في ذلك باسيل جبران، وزير الخارجية. لكن للأسف الشديد مازالت بعض القيادات اللبنانية تتعامل مع الملف الفلسطيني بخلفية سلبية وعدائية دون أي مبرر، ومنهم الوزير باسيل، الذي كان موقفه في لقاء روما الأسبوع الماضي، الذي خصص لمناقشة قضية تأمين دعم للأونروا أقل ما يقال عنه، أنه عدائي، ولا يعكس الحرص المتبادل بين القيادتين الشقيقتين الفلسطينية واللبنانية، حيث طالب المسؤولين الأمميين في وكالة الغوث "شطب الفلسطينيين، الذين حصلوا على جنسيات أخرى من سجلات الوكالة". وهو ما يعني شطب حقهم في العودة، وإنتقاص حقهم السياسي والإنساني.

والأسئلة التي يطرحها موقف الوزير اللبناني، رئيس تيار لبنان الحر (التيار العوني) أين مشكلتك إن حافظ اللاجئين الفلسطينيين على حقهم في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؟ وهل يضير لبنان في شيء إحتفاضهم بمكانتهم كلاجئين؟ وهل لو حصل الفلسطيني على كل جنسيات الأرض تنتقص تلك الجنسيات من حقه المشروع، الذي كفله لهم القرار الدولي 194، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة؟ أم هناك إملاءات من قوى غربية على لبنان لتوطين اللاجئين حيث هم، وبالتالي يحرص الوزير جبران على تقليص أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين؟ ومن قال للوزير اللبناني أن الشعب العربي الفلسطيني في لبنان او غيره من دول الشتات يقبل بالتوطين؟ وما هي مصلحة الأشقاء في لبنان التساوق مع المشروع الأميركي الإسرائيلي؟ وهل بهذة الطريقة يحمي لبنان أم العكس؟ وهل هذا رد الجميل للرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية، التي مدت وبسطت يدها للبنان الرسمي والشعبي؟

للأسف الشديد أساء الوزير باسيل للقيادتين الفلسطينية واللبنانية على حد سواء، وأخطأ بحق العلاقات الأخوية الطيبة والمتميزة بين الشعبين الشقيقين. وهو الذي كان له موقف إيجابي في إجتماع وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة في أعقاب إعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. ما الذي جرى حتى تغير موقفك الإيجابي؟ هل لا سمح الله اخطأ ابناء الشعب الفلسطيني بحق لبنان الرسمي والشعب أو بحق التيار العوني؟ ولماذا هذا التحامل غير الإيجابي؟

الشعب العربي الفلسطيني وقيادته السياسية حريصين على وحدة وسيادة وسلامة لبنان أرضا وشعبا ومؤسسات. ولن يسمحوا لإنفسهم بالتدخل في الشؤون اللبنانية إلآ بما يخدم عزة وكرامة لبنان، ولن ينجروا لمتاهة الهرطقات والسياسات المعيبة والخاطئة والمسيئة لكفاحهم التحرري، وحقهم في العودة لوطنهم الأم فلسطين، الذي لا وطن لهم غيره. وعلى الوزير الشاب جبران أن يعيد النظر بموقفه المعيب، والمتناقض مع توجهات القيادة الرسمية اللبنانية وعلى رأسها الجنرال ميشال عون، وأن يعتذر عن ما أدلى به، لانه لا يمثل توجهات القيادات الرسمية والشعبية اللبنانية. وإذا كان البعض من التيار الحر أو غيره من التيارات لديهم أحقاد ضد الفلسطينيين، عليهم أن يراجعوا أنفسهم، لإن الشعب الفلسطيني مع لبنان السيد والمستقل والحر.