لافروف: الغرب يحمي الإرهابيين في الغوطة ويحذر واشنطن

الجمعة 16 مارس 2018 04:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
لافروف: الغرب يحمي الإرهابيين في الغوطة ويحذر واشنطن



استانة/وكالات/

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعض الدول الغربية بالسعي لحماية الإرهابيين في الغوطة الشرقية، مجددا التحذير الروسي لواشنطن من مغبة توجيه ضربة عسكرية لدمشق.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش أوغلو في عاصمة كازاخستان أستانا اليوم الجمعة: "نرى قراءة أحادية للوضع حول الغوطة الشرقية، تذكرنا بما جرى في حلب الشرقية (في عام 2016). هناك حرص واضح لدى بعض شركائنا الغربيين على حماية الإرهابيين، وجبهة النصرة في المقام الأول، من الضربات والحفاظ على قدراتهم القتالية، باعتبارهم يؤدون دورا استفزازيا في مخططات للمخرجين الجيوسياسيين الغربيين، الذين يسعون وراء أي شيء ما عدا مصالح الشعب السوري".

وأكد لافروف أنه بالرغم من الضجة التي تثار حول الغوطة، ستستمر روسيا في دعم الحكومة السورية في جهودها الرامية إلى تأمين خروج المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمرضى من الغوطة، مشيرا إلى أن هذا العمل بدأ يأتي بثماره، حيث غادر أكثر من 12 ألف مدني الغوطة خلال يوم أمس وحده، إضافة إلى دخول قافلة إنسانية أممية إلى مدينة دوما، تحمل 137 طنا من المساعدات.

وجدد لافروف رفض روسيا المطلق للتهديدات الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية لدمشق وتحت أي ذريعة، مؤكدا أن موسكو أبلغت واشنطن موقفها هذا عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية.

أهمية مسار أستانا والإصلاح الدستوري

وأشاد لافروف بالإنجازات التي حققها مسار أستانا، مشيرا إلى أن محاولات النيل من شأن هذه العملية تقف وراءها القوى التي يزعجها التعاون المستمر بين روسيا وتركيا وإيران، والتي تراهن على تقسيم سوريا وتحويلها إلى ساحة للفوضى واللعب الجيوسياسية.

وأشار لافروف إلى أن مناطق خفض التصعيد في سوريا التي حددها مسار أستانا، لا تزال قائمة، لكن الدول الضامنة لم تبحث مسألة توسيع رقعتها أو إنشاء مناطق جديدة، منوها بأن تمديد سريان مفعول هذه المناطق سيتوقف على سير التطورات على الأرض.

وشدد لافروف على أهمية المضي قدما في مسار التسوية السياسة، التي تشكل صياغة الدستور السوري الجديد طورا حاسما فيها. ولفت الوزير الروسي إلى وجود صعوبات في تشكيل لجنة الإصلاح الدستوري التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي نهاية يناير الماضي، لكنه أكد على ضرورة تفعيل هذا العمل على تكون اللجنة شاملة لكافة الأطياف السورية وأن يتمكن السوريون من حل خلافتهم بالتوافق دون تدخل خارجي.

ودعا لافروف المعارضة السورية المسلحة إلى الابتعاد وفصل نفسها عن الجماعات الإرهابية، وهو مطلب شدد عليه جاويش أوغلو أيضا، مؤكدا على ضرورة تصفية الإرهابيين بكل ألوانهم.

وفي الوقت ذاته، دعا جاويش أوغلو إلى ضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين في الغوطة وغيرها من المناطق السورية وتوفير المساعدات الإنسانية لهم، محذرا مما وصفه بـ"قتل المدنيين بذريعة مكافحة الإرهاب".

بدوره، أشار ظريف إلى أهمية مسار أستانا في نزع حدة التوتر في سوريا، ودعا إلى مواصلة تنسيق الجهود من أجل محاربة الجماعات الإرهابية كخطوة في الطريق إلى الحل السياسي، مشددا على أنه الخيار الوحيد للخروج من الأزمة السورية.