لا خوف على فلسطين... عماد الفالوجي

الثلاثاء 20 فبراير 2018 03:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا خوف على فلسطين... عماد الفالوجي



هناك كثير من الأطراف السياسية سواء فلسطينية او عربية أو أطراف من المجتمع الدولي يحاولون في هذه المرحلة تصدير الخوف للفلسطينيين من هول المرحلة القادمة وخطورة ما ينتظر القضية الفلسطينية من مستقبل غامض وسوداوي جدا والمطلوب هو التجاوب بما سيتم طرحه وعدم التفكير في الرفض أو حتى المعارضة لأن المخطط سيتم فرضه بالقوة المجردة ولا مجال للنقاش أو التفاوض حول أي قضية سيتم طرحها في هذه المرحلة ويمكن في أحسن الأحوال تأجيل تنفيذ بعض القضايا الى أمد بعيد .. إنها المرحلة الترامبوية ..

ويقول هؤلاء أن الخطة الأمريكية الفادمة ستكون شاملة للمنطقة وليس خاصة بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية وبالتالي ليس من حق أي طرف الاعتراض عليها ،، ونحن – كفلسطينيين – من حقنا أن نتساءل - هل نجح المخطط الأمريكي في المنطقة كما تريد أمريكا بالضبط في كافة المناطق التي تدخلت فيها بقوتها العسكرية ؟ ولعل النموذج السوري والعراقي واللبناني مطروح أمامنا ،، نجحت في تدمير هذه البلاد ولكنها لم تنجح أبدا في فرض رؤيتها كاملة كما تريد وكما تخطط ،، وفي معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الممتد لعدة عقود من الزمن هل نجح المخطط الأمريكي المساند التام لصالح الكيان الإسرائيلي ؟ وهل تمكنت اسرائيل من فرض رؤيتها على الشعب الفلسطيني ؟

وهنا لابد من توضيح الحقيقة الماثلة أمام الجميع بشهادة التاريخ والواقع على الأرض أن الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصير قضيته ولا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع فرص إرادتها على هذا الشعب مهما امتلكت من إمكانيات ومقومات ،، نعم قد يمر الشعب الفلسطيني بحالة من الضعف والتراخي والتراجع ولكنه في لحظة زمنية فارقة سرعان ما يتمكن من النهوض بقوة تفاجيء كل المراقبين ،، ويفرض نفسه من جديد على الأجندة الدولية ويثبت المعادلة المعروفة أن الأمن والسلام في المنطقة يجب أن يبدأ من المحطة الفلسطينية ،، هذا الشعب الذي نجح وبامتياز في التجذر والصمود أمام كل المؤامرات ونجح في تحطيمها وبقى صامدا مطالبا بحقوقه العادلة ..

اليوم الشعب الفلسطيني اكثر قوة ووعيا وقدرة على المواجهة القادمة مهما كانت صعبة ،، اليوم هناك مرحلة جديدة بدأت ترسم معالمها على أرض الواقع ، اعترف بها العالم كله وأكد على هذه الحقيقة " الشعب الفلسطيني له حقوق لا يمكن تجاوزها ولا تملك أي قوة الحق في التنازل عنها "

اليوم هناك جيل فلسطيني أكثر وعيا وإدراكا وقدرة على مخاطبة الرأي العام العالمي عبر كافة وسائل التواصل العالمية وفي كل مكان يصرخ " أنا فلسطيني موجود هنا ولن يستطيع أحد أن يتجاهل وجودي وحقوقي " ،، وهناك حالة عربية وإسلامية لازالت في حالة الحراك والتشكل ولم تنتهي بعد ونحن على ثقة أنها ستكون اكثر قوة في مساندة الحق الفلسطيني ،، وهناك تململ دولي واضح يرفض الهيمنة الأمريكية المطلقة .....

فلسطين بخير وستبقى كذلك طالما هناك شعب فلسطيني قائم وموجود ومقاوم لكل المشاريع المضادة لحقوقه ..