الحية : تلقينا وعودات بفتح معبر رفح وموقف دحلان من المصالحة واضح

الإثنين 19 فبراير 2018 03:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحية : تلقينا وعودات بفتح معبر رفح وموقف دحلان من المصالحة واضح



القاهرة / وكالات /

قال د.خليل الحية عضو المكتب السياسى لحركة حماس ان موقفنا تجاه مايثار حول تبادل أرض سيناء واضح فلا تنازل من جانبنا نحن كفلسطينيين عن أرضنا ولا نبادل أرضنا بأرضنا أو أرض غيرنا، حتى لو كانت أرض مصر.

صحيفة "الشروق"المصرية التقت د خليل لحية بمقر إقامته في القاهرة، حيث أكد على أن توقيت الزيارة هذه المرة حمل عدة رسائل، كاشفا حقيقة ما يثار بشأن صفقة القرن، وكذلك مستقبل وضع معبر رفح، والمصالحة الفلسطينية والعلاقات مع السعودية وقطر، بالإضافة إلى القيادى محمد دحلان، ومصير صفقة الأسرى مع الاحتلال. 
فى التاسع من الشهر الجارى وصل إلى مصر وبشكل مفاجئ وفد من حركة حماس، عبر معبر رفح الحدودى، فى زيارة أثارت العديد من التساؤلات بشأن توقيتها الذى واكب إعلان إطلاق العملية الشاملة لتطهير سيناء من الإرهاب، وكذلك واكب زيارة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تليرسون للقاهرة فى مستهل جولة يقوم بها فى المنطقة شملت 5 دول.

وهذا نص الحوار:

* زيارتكم الأخيرة للقاهرة هذه المرة تأتى فى توقيت دقيق وواكبت زيارة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تليرسون للقاهرة وكذلك تواجد عزام الأحمد فى القاهرة فهل هذا كان منسقا بشكل مسبق فى إطار الحديث عن «صفقة القرن»؟
ــ فى مرات يكون توقيت الحصول على الموافقات بالزيارة يأتى فى سياق مفيد مع أنه غير مخطط له، فهذه الزيارة كان مخططا لها فى توقيت سابق، ونحن اغتنمنا فرصة فتح المعبر والأخوة المصريون استقبلونا، لكن بلا شك هذا التوافق الذى حدث يحمل رسائل متعددة.
الرسالة الأولى أنه نحن كفلسطينيين ومصريين لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يساورنا الشك بثوابت القضية الفلسطينية، هذا ما أثلج صدورنا من الأخوة المسئولين فى مصر، وهو أن الدولة المصرية مع الثوابت الفلسطينية المتمثلة فى الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين، وتقريرمصيرالشعب الفلسطينى، هذه الأمور سمعنا من كبار المسئولين المصريين أنها لا يمكن أن نفرط فيها.
الرسالة الثانية أنه لا تنازل من جانبنا نحن كفلسطينيين عن أرضنا ولا نبادل أرضنا بأرضنا أو أرض غيرنا، حتى لو كانت أرض مصر العزيزة، وبالتالى فلسطين لا نقايضها، ولا يمكن أن نفكر أن تتمدد فلسطين أو غزة على حساب أى دولة أخرى، وهذا الموقف أيضا سمعناه من الأشقاء فى مصر، وأنه موقف متطابق، وبالتالى هذا يرد على الشائعات، ووسائل الإعلام التى تتحدث عن خطط لتبادل الأراضى، فنحن لم يعرض علينا أحد هذا مطلقا، ولا نقبل أن يتم عرض أمر كهذا.
الرسالة الثالثة أن الظروف التى تحاول فيها الإدارة الأمريكية أن تقضم القضية الفلسطينية وتمثل ذلك فى جزئيتين، هما القرار الخاص بالقدس، وهو قرار مرفوض، فهى عاصمة فلسطين الأبدية، وهذا ما نؤكد عليه وسمعنا تأكيده خلال الاجتماع مع الجانب المصرى، وبالتالى تأتى الزيارة كتأكيد على أن القرار الأمريكى هو قرار صادم للشعب الفلسطينى والأمة العربية والإسلامية، ونحن متضامنون مع بعضنا فى رفض القرار.
الرسالة الاخرى وهى مهمة، وهى أن حركة حماس موجودة فى مصر اليوم، وما لم تقله الكلمات يقوله لسان الحال ويجيب عليه، فمصر من موقع حماية الأمة والقضية الفلسطينية تستضيف حركة حماس برئيس مكتبها السياسى الأخ إسماعيل هنية، فى وقت الإدارة الأمريكية تعلن قبله بأسابيع وضع اسمه على قائمة الإرهاب، هذا نقرأه بأن مصر، تقول اليوم إن حركات المقاومة الفلسطينية ليست إرهابا ولكنها حركات تحرر وطنى وأصحاب قضية.

* توقيت الزيارة أيضا جاء فى وقت تعلن فيه مصر انطلاق العملية الشاملة لتطهير سيناء من العناصر الإرهابية، فهل تساهم حماس بدور من ناحية قطاع غزة؟
ــ على صعيد التنسيق نحن بلا شك بيننا وبين الأخوة المصريين اتفاق منذ عامين على حماية الحدود، وبالتالى نحن من جانبنا نقوم بحماية الحدود المصرية الفلسطينية، ونقوم بدورنا الكامل، وحريصون على هذا الدور ونمارسه بكل قوتنا، ولن نسمح لأحد من غزة أن يؤذى مصر، أو لأى أحد أذى مصر أن يدخل لغزة.
ودعنى أقول هنا إن التطرف والانحراف الفكرى ظاهرة خطيرة على كل الشعوب وليست مرتبطة، بنا لا كعرب أو مسلمين، فالتطرف موجود فى كل المجتمعات، وبالتالى إلصاق التطرف بنا كعرب وكمسلمين فيه تجنٍ وظلم، ثانيا ظاهرة التطرف والعنف
وتكفير الناس، ظاهرة ضارة بديننا الإسلامى، وضارة بنا كمجتمعات، فحضارتنا الاسلامية لم تبن على الموت والتكفير والعنف وقتل الإبرياء.
ونحن نقول فى حماس وكشعب فلسطين، إن ظاهرة التطرف ضارة بقضيتنا، فنحن للأسف عندنا فى قطاع غزة بعض من المنتمين لهذه الأفكار، أول ما فكروا فى شىء فكروا فى المس بالأمن الداخلى للقطاع، ونحن نقف أمام هذه الظاهرة فى بعدها الفكرى. كما نواجهها بكل وسائل المواجهة لأن هؤلاء المغرر بهم يجب أن يعودوا لحضن الأمة.
بالطبع تابعتم الإصدارات الخاصة بتنظيم داعش فى سيناء والتى يظهر منها انضمام عناصر منشقة عن كتائب القسام للتنظيم الإرهابى، فهل هناك خطط من جانبكم لاحتواء هذه الظاهرة؟
أى إنسان ينحرف عن القضية الفلسطينية والمنهج السليم، هو بلا شك خسارة، ونحن من جانبنا حريصون على منع ذلك، ولكن إذا خرج إنسان من حضن أبويه، ليفعل أى جريمة، فما جريمة الوالدين، ونحن فى حماس نقوم بكل ما هو مطلوب منا فى توجيه كل هؤلاء الشباب نحو العدو الحقيقى والقضية الفلسطينية، نحن دائما نحاول التواصل مع هؤلاء الشباب لكبح جماحهم بكل الوسائل.

* فيما يخص الأمور المشتركة بينكم وبين الجانب المصرى.. هل اتفقتم على آلية واضحة بشأن معبر رفح؟
ــ بعد حل اللجنة الإدارية فى قطاع غزة، ووجود حكومة الوفاق، الآن هيئة المعابرالتابعة للحكومة والسلطة هى التى تشرف على تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطينى، وليست حماس، ولكن على ما يبدو فإن ظروف سيناء بحسب الأخوة فى مصر تشكل عقبة فى فتح المعبر ونأمل أن تحل سريعا.
نحن عشمنا أنه رغم الظرف الذى نتفهمه، نأمل من الأخوة فى مصر فتح المعبر مع تفهمنا للحالة الأمنية، المعبر الآن فى حالة تطوير وبناء، ربما أيضا لم تنته بعد، ونحاول أن نستغل قوة الدفع الحالية فى العلاقات لفتح المعبر، وما سمعناه من كبار المسئولين المصريين بشأن المعبر ارتحنا له، ونتمنى أن يستمر فتح المعبر لأنه أحد أهم أسباب تخفيف الاحتقان والأوضاع فى قطاع غزة.

* على ذكر الاحتقان فى غزة تتردد الانباء بشأن دق طبول حرب جديدة فى ظل تصعيد متبادل فما حقيقة هذا؟
ــ نحن كشعب تحت الاحتلال من حقنا أن ندافع عن شعبنا ونقاتل الاحتلال، لكن نحن لسنا هواة حروب ولا نسعى لها، وكل الحروب التى مضت كنا الضحية وندافع عن نفسنا، وبالتالى لا نسعى للحرب، ولكن بكل صراحة نحن فى حماس ومعنا الفصائل، جاهزين أن ندافع عن شعبنا أمام أى عدوان، وأى حرب، وقادرين على أن نؤذى الاحتلال إذا هاجمنا، ولكنى أتوقع على الرغم من أن هناك نذر حرب إلا أنى أستبعد وقوعها.

* هل تطرقتم لهذا الموضوع مع المسئولين فى مصر؟
ــ تحدثنا مطولا بالطبع على أوضاع غزة، وأسباب الاحتقان، وقال لنا المسئولون المصريون لن نسمح أن يجوع الشعب الفلسطينى وسنحرص على أن نكون سببا فى حل أزماته سواء بفتح المعبر أوغيره، وسمعنا من كبار المسئولين المصريين أن هناك تفكيرا بفتح المعبر بشكل طبيعى، كذلك سمعنا منهم أن مصر جاهزة لتوفير كل متطلبات فتح المعبر بشكل جيد من معدات وأجهزة وغير ذلك، وأنهم جاهزون لتبادل تجارى مهم مع غزة، وسمعنا تعليمات واصحة بفتح المعبر وإدخال كل ما تحتاجه غزة بشكل واضح، وهو ما أورث عندنا تفهما وتقديرا عاليا للموقف المصرى المسئول.

* ملف آخر ذو حساسية تثار بشأنه الأقاويل من وقت لآخر هو«صفقة الأسرى» مع الاحتلال فى ظل حديث عن وساطات عربية وغربية لإتمامها؟
ــ هناك ملف تبادل أسرى ولكن لا توجد عملية فعلية للتبادل حتى الآن.. يمكن أن نقول إن هناك طموحا وأفكارا، ولا يوجد حتى الآن خطوات فعلية ونرحب بكل الأطراف التى يمكن أن تلعب دورا فى ذلك وفى مقدمتهم الاخوة فى مصر.
الاحتلال هو من يتحمل مسئولية عدم البدء بالصفقة بعد تدخل أطراف، ومطالب حماس من الاحتلال قبل الشروع فى الصفقة يعرفها الاحتلال جيدا، عندما يبدأ الاحتلال فى تنفيذ ما عليه ربما تبدأ الخطوة الأولى.

* كيف توازنون فى العلاقة بين قطر من ناحية والسعودية من ناحية أخرى فى ظل الخلافات بين الطرفين؟
ــ نحن فى حماس نحافظ على سياسة الانفتاح على الجميع، ووضعنا ذلك من ضمن الأسس فى وثيقة مبادئ حماس الأخيرة، وبالتالى نحن منفتحون على كل الدول ولا نتدخل فى شئونهم، ونحاول أن نوازن على قاعدة مصلحة الشعب الفلسطينى، نحن نريد دعم كل الأشقاء والمناصرين لقضيتنا دون أن نحسب على هذا أو ذاك.

* التقيتم خلال زيارتكم للقاهرة بوفد من تيار محمد حلان برئاسة سمير المشهراوى.. ألا تخشون أن يؤثر ذلك سلبا على مسار المصالحة المتعثر بالأساس مع حركة فتح؟
ــ فى الأساس قضية دحلان أزمة داخلية فى حركة فتح، وليس لحماس شأن بها، كما أننا فى الحركة أعدنا العلاقات مع دحلان لأننا لن نظل نستحضر الدم والثأر، خاصة وأنه أحد رجالات فلسطين، وأى شخص يريد خدمة شعبه نحن نرحب به.
كما أن محمد دحلان موقفه من المصالحة الداخلية واضح وقال اتفقوا وأنا سأقف أصفق لكم، فهو وتياره من خلال لجنة التكافل التى تشارك بها بعض الفصائل إلى جانب حماس قام بجلب مساعدات من الإمارات لمساعدة أهل القطاع ونحن هنا نشكره، كما نشكر دولة الإمارات التى قامت بدفع الأموال.