"الثقافة" تنظم ندوة حوارية لمناقشة التقرير الاستراتيجي الفلسطيني

الأربعاء 07 فبراير 2018 10:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT



غزة / سما /

نظمت وزارة الثقافة الفلسطينية، بالتعاون مع المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات"، ندوة حوارية لمناقشة التقرير الاستراتيجي الفلسطيني لعامي 2016-2017 الصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ببيروت، حضرها لفيف من المختصين والباحثين في الشأن السياسي والمهتمين.

وتحدث مدير عام مركز مسارات هاني المصري حول المشهد السياسي الفلسطيني، مؤكداً أن التقرير تناول بواقعية الأوضاع الخطيرة التي وصل إليها المشروع الوطني الفلسطيني بداية بانهيار مسار التسوية لعدم توفر حلول سياسية حقيقية، ومروراً بسقوط حل الدولتين وفقاً للمنظور الفلسطيني، بالإضافة لعدم تحقيق أي اختراق حقيقي في ملف المصالحة، بالرغم من تعدد الاجتماعات، وتدخل مصر لرعاية الملف.

وأشار المصري إلى أن التقديرات وفقاً للتقرير تبيّن إلى أن مجموع الشعب الفلسطيني بلغ نحو 13 مليوناً مع بداية سنة 2018، أكثر من نصفهم بقليل (6 ملايين و590 ألفاً أي 50.6%) يقيمون داخل فلسطين والباقي في خارجها، مع ملاحظة أن نحو ثلاثة أرباع فلسطينيي الخارج يقيمون في الأردن وباقي دول الطوق، مشدداً على ضرورة وضع تلك الاحصائيات في الحسبان عند صياغة أية خطط وسياسات تتعلق بالقضية الفلسطينية.

وأوضح أن أعداد الفلسطينيين ستتجاوز أعداد اليهود في فلسطين التاريخية هذا العام، ومن المتوقع أن يزيد عدد الفلسطينيين عن اليهود سنة 2022 بنحو 300 ألف نسمة، لافتاً إلى أن قلق السلطات الإسرائيلية من ذلك، قد يدفعها لاتخاذ مزيد من الإجراءات العدوانية والعنصرية؛ وهو ما يستدعي بذل كافة الجهود لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه.

من جهته تحدث المحلل والخبير الاقتصادي معين رجب حول استمرار معاناة الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الاحتلال والحصار الإسرائيلي، مبيناً استمرار الهيمنة الإسرائيلية على صادرات السلطة ووارداتها والتي بلغت 61.9% من حجم التبادل التجاري للسلطة وبما يمثل 83.2% من صادرات السلطة، و58.2% من وارداتها.

وذكر أن الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي يزيد بأكثر من 24 ضعفاً على نظيره الفلسطيني، وأن متوسط دخل الفرد الفلسطيني يبلغ حوالي ثلاثة آلاف دولار مقابل 40 ألف دولار للفرد الإسرائيلي في سنة 2017، وأن الميزانية الفلسطينية مُعتمِدة إلى حدٍّ كبير على الدعم الخارجي، وعلى إيرادات الضرائب التي يجبيها الاحتلال الإسرائيلي والتي يمثل مجموعهما أكثر من 71% من مجمل الإيرادات، مشدداً على ضرورة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية بشكل شامل من خلال دعم المنتجات الوطنية وتشجيع الزراعة بكافة أشكالها لتخفيف الاعتماد على ما يتم استيراده من خلال الاحتلال.

من جانبه أكد المختص الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر أن التقرير قدم قراءة موضوعية دقيقة للمشهد الإسرائيلي بين عامي 2016-2017، وسلط الضوء على أبرز ما شهدته الساحة الإسرائيلية على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والسكانية، مشيراً إلى أن المشهد الإسرائيلي مرتبط بشكل وثيق بالمشهد الفلسطيني وكثير من الأحداث الإسرائيلية أثرت بشكل واضح على الواقع الفلسطيني.

ولفت إلى أن المجتمع الاسرائيلي يتجه بشكل متسارع نحو مزيداً من التطرف اليميني والديني، وتراجع واضح للتيارات اليسارية الصهيونية، وأن الحكومة الإسرائيلية تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، مشيراً إلى أن يهود إسرائيل، البالغ عددهم مطلع 2018 ما مجموعه 6 ملايين و560 ألفاً، أصبحوا يشكلون 45.5% من يهود العالم، الذين يبلغ عددهم 14 مليوناً و410 آلاف؛ وأن معدلات الهجرة استقرت على أعداد محدودة (نحو 25 ألف سنوياً) وهي مقاربة لأعداد الهجرة العكسية من إسرائيل.

يشار إلى أن التقرير يتكون من نحو 400 صفحة، شارك في إعداده 14 خبيراً وباحثاً متخصصاً في الشأن الفلسطيني، وهو يتناول بالشرح والتحليل والاستقراء الأوضاع الداخلية الفلسطينية، والمؤشرات السكانية والاقتصادية الفلسطينية، والأرض والمقدسات، ويناقش المشهد الإسرائيلي الداخلي، وأوضاعه السكانية والاقتصادية والعسكرية، ويسلط الضوء على عمليات المقاومة ومسار التسوية، كما يناقش المواقف العربية والإسلامية والدولية، من الشأن الفلسطيني.