صحيفة: الفصائل في غزة تدرس رسميا توجيه "الانفجار" صوب الاحتلال

الأربعاء 07 فبراير 2018 09:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة: الفصائل في غزة تدرس رسميا توجيه "الانفجار" صوب الاحتلال



القدس العربي

ناقشت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة رسميا ، توجيه "الانفجار" صوب الاحتلال، رفضا لحالة الانهيار الكامل في كل القطاعات (التجارية والصحية والخدمات) التي يعيشها المحاصرون منذ 11 عاما، وذلك عبر مسيرات شعبية تشارك فيها كل القطاعات.
وحسب معلومات نقلتها صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن مصادر فصائلية، فان فكرة الدفع بمسيرات شعبية على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل، بدأت تكتمل، بعد إخضاعها للنقاش في اجتماع فصائلي سابق، وبحث توفير الحماية لتلك الاحتجاجات التي ستكون مقدمة لـ "الانفجار" رفضا للحصار وما آلت إليه في هذه الأوقات أوضاع غزة المعيشية.
وستكون هذه الفعاليات الاحتجاجية التي ستشارك فيها قطاعات واسعة "المرضى والطلاب والعاطلون عن العمل والأطفال" وغيرهم الكثيرون من المتضررين من سياسات الحصار، استكمالا لـ"الانتفاضة الشعبية" مع الاحتلال التي يخوضها الشبان الغاضبون بشكل شبه يومي، ويزداد وهجها في "أيام جمع الغضب".
ويدور الحديث حول أن يكون الاعتصام أمام الحدود مع الاحتلال مفتوحا، ولا يقتصر على يوم أو بعض ساعات، وأن يكون من خلال مشاركة حاشدة بأعداد كبيرة من المواطنين، في ظل أفكار يتم تداولها شعبيا بين النشطاء لإقامة "مخيم العودة"، وهو مخيم مقام من الخيام في إحدى المناطق الحدودية، للتعبير عن رفض مخططات "شطب حق العودة"، وإلغاء منظمة "الأونروا".وفق الصحيفة
وسيحمل المشاركون في تلك الفعاليات رسائل عدة، أبرزها "عملي" موجه لإسرائيل، و"إنساني" موجة للمجتمع الدولي، يطالب بضرورة التحرك السريع لإنهاء أزمات غزة المتفاقمة.
وقال داوود شهاب المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي لـ "القدس العربي"، إن الفصائل الفلسطينية ناقشت فكرة التوجه للحدود مع الاحتلال، خاصة وأن الفكرة جرى أيضا طرحها من قبل النخب الفلسطينية والكتاب والمفكرين.
وأشار إلى أن الفكرة أساسها "الضغط" على الاحتلال، وبعث رسائل "انذار" ترفض استمرار أوضاع قطاع غزة على الشكل الذي وصلت إليه حاليا.
وأكد شهاب وجود إجماع فلسطيني على هذه الفكرة بعد دراسة خيارات عدة للتصدي للحصار وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه مدينة القدس، من خلال إعطاء الفرصة للتحركات الشبابية على الأرض. وقال إن حركته شكلت منذ اندلاع المواجهات مع الاحتلال، التي أعقبت قرارات ترامب قبل شهرين "لجانا شعبية" في كافة مناطق قطاع غزة لـ "إسناد" هذه الانتفاضة، من مهامها "اللجان الشعبية" للإسناد والتحشيد لهذه الفعاليات.
وأضاف أن فكرة التوجه إلى الحدود مع الاحتلال، تحمل رسالة مفادها أنه لا يمكن أن يتحمل أي طرف سوى الاحتلال، مسؤولية ما آلت إليه أوضاع غزة، لافتا إلى أن تلك الفعاليات التي تدرس ستكون "إنذارا" لمواجهة استمرار الحصار المفروض منذ 11 عاما.
ودعا لاستمرار "الانتفاضة"، والحفاظ على تصاعدها لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وإسقاط المخططات الأمريكية الخاصة بالقدس وقضية اللاجئين.
يشار إلى أن قطاع غزة يعاني حاليا من انهيار طاول كل القطاعات "الصحية والتجارية والإنسانية" علاوة على أزمة الكهرباء المستفحلة، وجميع هذه الأزمات تنذر بالأسوأ في قادم الأيام، بعد ارتفاع نسب الفقر والبطالة، ووجود خشية من توقف العمل في أقسام طبية كثيرة ووقف العمل في مشاف ومراكز صحية إضافية، بعد أن أوقفت صحة غزة العمل في ثلاثة مشاف و19 مركزا صحيا، بسبب نقض الوقود المخصص لتشغيل مولدات الطاقة البديلة.
وتأتي هذه المناقشات لتوجيه "مسيرات الحدود"، متزامنة مع دعوات من قبل مجموعات شبابية، لإقامة "مخيم العودة" قرب الحدود مع الاحتلال، من خلال مسيرة جماهيرية ضخمة.
وأعلن القائمون على الفكرة التي تحمل اسم "مسيرة العودة الكبرى"، نيتهم بإقامة "المخيم" في وقت قريب، وفي إحدى التدوينات للمشرفين على الصفحة الخاصة التي أنشئت لهذه الفعالية على موقع "فيسبوك" كتب "قريباً جداً بمشيئة الله سننشىء ميدان العودة، قرب الخط الفاصل مع أراضينا المحتلة عام 48 "، ودعا القائمون على الحملة كل من يرغب في "الاعتصام الدائم" أو من يملك "خيمة" ويود المشاركة بها في إقامة المخيم للتواصل معهم.
وخلال الأيام الماضية حذر مسؤولون دوليون وآخرون محليون من خطورة التدهور الذي أصاب كل قطاعات غزة، محذرين من "الانفجار".
وبسبب خطورة الوضع القائم كشف النقاب عن وضع قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقريرا "شديد الخطورة" عن وضع قطاع غزة على طاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حمل تحذيرات من حدوث "مواجهة عسكرية حتمية" إذا لم يتم تدارك الأمور.
ويؤكد التقرير أن تقديرات الوضع على صعيد القطاع تعد "خطيرة بشكل خاص"، بسبب التدهور الدراماتيكي في الوضع الاقتصادي والإنساني داخل القطاع، التي تشبه الوضع الذي ساد قبيل اندلاع الحرب الأخيرة صيف 2014.