نصائح للتخلص من هوس الشراء

الثلاثاء 30 يناير 2018 11:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
نصائح للتخلص من هوس الشراء



وكالات / سما /

إذا كان الإسراف والتبذير قد نهي الله عنهما لكونهما من الآفات الاجتماعيه ذات العواقب الوخيمه التي تصيب الفرد والمجتمع وحيث أن الإسراف هو تجاوز الحد في الانفاق والصرف -اما التبذير فهو السرف في غير الوجهه الصحيحه فأن الأبحاث والدراسات النفسيه أكدت أن هوس الشراء يعتبر من الأمراض النفسيه التي ترتبط بالتبذير الذي يحدث دون دوافع منطقيه مع فقدان القدره علي التحكم والسيطره بالإرادة في عمليات الشراء والتسوق حول هذا الموضوع يحدثنا د.سيد حسن الخبير الدولي للاتيكيت وآداب السلوك لمواجهه الاسراف والتبذير وعلاج هوس الشراء يقدم لنا النصائح التاليه:-

1- التسوق والشراء لمن الأمور المطلوبه والملحه لسد احتياجاتنا من مأكل ومشرب وملبس إلى جانب الاحتياجات الضروريه الأخرى ولكن بشرط أن يتم دون إسراف ولا تبذير وذلك يطلق عليه التسوق الصحي أما التسوق المرضي هو التسوق القهري الذي يطلق عليه هوس الشراء المرتبط بالتبذير. والاسراف والتبذير من السلوكيات الخاطئه التي تجعل الشخص يمر بأزمات ماديه تؤدي إلى انخفاض مستوي معيشته مما يعرضه في كثير من الأحيان للعوز والاحتياج والاستدانه وقدحذرنا الله. سبحانه وتعالي من ذلك فعن الإسراف قال تعالي: "وكلوا واشربوا ولاتسرفوا" وعن التبذير قال عز وجل: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"

2-انفاق الأموال له قواعد وأصول تبدأ بمراعاه التوسط والاعتدال فلا يجب الإنفاق دون حاجه أو بما لايتناسب مع الإمكانيات الماديه لمنع حدوث خلل بالميزانيه - قال الله تعالي: "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" ومن الأمثال الشعبيه التي يتم ترديدها المتعلقه بالإنفاق (علي قد لحافك مد رجليك - خد من التل يختل - اللي يصرف بدون مايحاسب يفلس بدون مايدري)

3- من شروط التسوق الصحي ضروره تحديد المبلغ المتاح للسرف قبل التوجه للشراء وضعا في الاعتبار أن هناك بنود إنفاق أخرى يلزم توفير مبالغ لتغطيتها شهريا كما يجب إعداد قائمه بالاحتياجات المطلوبه وبدائلها ولاداعي لاختيار أشياء باهظه الأسعار لمجرد الإبهار وعند الشراء يجب الالتزام بما هو موجود بتلك القائمه فقط وللحد من الاسراف لايجب استخدام بطاقات الائتمان عند السداد بل يتم الدفع نقدا.

4-أثناء التواجد بالمتاجر والأسواق لا داعي للتهافت علي شراء مغريات السلع كعروض السلع المخفضه الأسعار دون حاجه إليها مثلما يحدث عند دخول المتاجر الشهيره وشراء أشياء كثيره دون احتياج ثم تكديسها في المنزل ممايعرضها للتلف نتيجه انتهاء مده صلاحيتها فضلا عن الإخلال بميزانيه الأسرة الذي يؤدي إلى تفاقم الخلافات الزوجيه.بعد ذلك.

5-أكدت الأبحاث التي تمت في معهد الدراسات الطبيه في (براغ) العاصمه التيشيكيه أن النساء أكثر تعرضا للإصابة بهوس الشراء وهو يعتبر من الأمراض النفسيه المرتبطه بتبذير الأموال فبمجرد دخولهن المتاجر والأسواق الشهيره ينتابهن الاحساس بالسعاده والمتعه التي ترفع من روحهن المعنويه أثناء الشراء ثم بعد الانتهاء من التسوق والعوده إلى المنزل يشعرن بالذنب والندم فلا يهتمن بالأشياء التي تم شراؤها ويتجنبن رؤيتها أو النظر إليها وعندما يسألهن أحد عن تلك المشتريات يبررن كذبا بأنها من السلع ذات العروض المخفضه الأسعار وحينما ينفذ مالديهن من نقود يلجأون إلى الاستدانه من الغير ثم يعاودن الشراء والتسوق بنفس الإسلوب مرات عديده وغالبا ما تكون الأشياء المشتراه ليس لها أهميه أو ضروره ملحه أو حاجه لاستخدامها

6-لهوس الشراء عواقب وخيمه واثار خطيره علي الحياه الزوجيه تبدأ بالخلافات الماديه المستمره بين الزوجين . فكم من زوجات مصابات بمرض هوس الشراء ينفقون كل مامعهن من اموال سواء كانت خاصه بهن أو بأزواجهن لدرجه قيامهن ببيع مالديهن من مشغولات ذهبيه ومقتنيات ثمينه من أجل الحصول علي الأموال لاشباع رغبتهن في الشراء والتسوق دون وعي أو إدراك وكم من أزواج ميسوري الحال ووظائفهم مرموقه وسمعتهم طيبه اضطروا لارتكاب جرائم اختلاس ورشوه وتبديد أموال أو احتيال ومنهم من لجأ للاستدانه والاقتراض دون مقدرته علي السداد من أجل الحصول علي المال ارضاءا لزوجاتهم المصابات بهوس الشراء

7- من أسباب الإصابة بهوس الشراء الاكتئاب والقلق والفراغ والمشاكل الاجتماعيه المعقده المرتبطه بالتنشئه الاجتماعيه منذ الصغر كالحرمان العاطفي والاضطرابات الانفعاليه وعدم الشعور بالأمان والاحساس برفض الاخرين . إذا كان أحد الزوجين مصاب بهوس الشراء يجب علي الطرف الآخر مواجهته واقناعه بضروره العلاج ولعلاج هذا المرض فإن الأمر يتطلب عرض المصاب علي طبيب نفسي وقد أكد الأطباء وجود علاج دوائي بالاضافه للعلاج السلوكي بعد التعرف علي أسباب المرض النفسيه ومن سبل العلاج السلوكي تقويه عزيمه المصاب علي مقاومه رغبته في الشراء مع ترتيب أولويات حياته وانفاقه وذلك يجب أن يتم بمساعده الطرف الآخر مع دعم المقربين له حتي يتماثل للشفاء

8- إذا كان وراء كل عظيم امراه تسانده وتقف بجانبه فإن من واجباتها الزوجيه مراعاه الظروف الماديه مع عدم الإسراف والتبذير وعدم تحميل الزوج بما لايطيق أو يفوق حد طاقته وان وجدت لدي الزوج ميلا للاسراف والتبذير فعليها أن تنصحه وتشجعه علي الاقتصاد لأن ماينفقه علي سبيل التبذير فأن أسرته أولى به وسيحاسب عليه قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم)"وكفي بالمرء اثما أن يضيع من يعول"

9-ليتنا نهتم بالتربيه الثقافيه خلال فتره التنشئه الاجتماعيه لأبنائنا بأن ننمي فيهم ثقافه الشراء بتدريبهم علي الاختيار في إطار الحاجه الأساسيه المطلوبه في ضوء الميزانيه المتاحه مع ضروره اصطحابهم معنا أثناء التسوق والشراء مع عدم تلبيه جميع مايطلبون من احتياجات في وقت واحد وإذا كانت غير ضروريه أو مجرد تكرار لما هو موجود لديهم فلا داعي لشرائها. ومن الحاجات الاساسيه المطلوب اشباعها لابنائنا من الصغر الحب والحنان والتقبل والاحتواء والاهتمام والشعور بالأمن والأمان مع متابعه كيفيه أنفاقهم للمصروف الخاص بهم فقد ثبت أن تجاهل الابوين ذلك خلال تربيه الابناء في الصغر يجعل الابناء في الكبر أكثر تعرضا للاصابه بهوس الشراء.

10-في ظل تتضررنا من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشه ليتنا نتمسك بتعاليم الدين التي تنهانا عن الإسراف والتبذير لعلنا نتخلي عن عاداتنا السلبيه المرتبطه بالتسوق والشراء المتعلقه بالطعام والشراب الذي يعتبر القاسم المشترك في جميع الأعياد والمناسبات المعيشيه وحفلات الزواج والأفراح وأعياد الميلاد وإقامه الولائم فلنرشد استهلاكنا ونحد من أنفاقنا من أموال علي مستحدثات موضات الملابس والسلع الكماليه والترفيهيه ومايتم إنفاقه علي التدخين والنت ومكالمات الهواتف المحموله التي أصبحت في متناول الأطفال الصغار.

ولاداعي للتهافت علي مغريات السلع التي يتم عرضها من خلال صفحات الفيس بوك تأثرا بالإعلانات المبهره التي استحدثتها بعض شركات التسويق للتأثير علي المستهلكين ولاسيما المصابين بهوس الشراء وكم من شركات وهميه تقوم بتسويق منتجات مجهوله المصدر ورديئه الصنع عبر التليفون وهذا النوع من التسويق فيه غش واستغلال وتضليل يجب محاربته فلنتذكر قول رسول الله (صلي الله عليه وسلم):"من غشنا فليس منا" وعن عدم التاثر بمغريات السلع قال الرسول(صلوات الله عليه): "قليل يكفي خير من كثير يلهي" وعن عدم الإسراف والتباهي قال الرسول (عليه الصلاه والسلام): "كل واشرب والبس وتصدق في غير سرف أو مخيله) وإذا أردنا أن نرشد استهلاكنا للمياه في ظل الظروف الراهنه فلنتذكر جيدا حديث رسولنا الكريم (صلي الله عليه وسلم) عندما مر علي سعد بن أبي وقاص (رضي الله عنه) وهو يتوضا فقال:"ماهذا السرف ياسعد؟ فقال :أفي الوضوء سرف يارسول الله ؟قال:نعم ولو كنت علي نهر جار"