القدوة يوجه رسالة لمحافظ سلطة النقد يطالبه بتأجيل الأقساط على الموظفين

الجمعة 26 يناير 2018 06:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
القدوة يوجه رسالة لمحافظ سلطة النقد يطالبه بتأجيل الأقساط على الموظفين



عبدالهادي مسلم

طالب عضو تجمع عائلات فلسطين الدكتور وليد القدوة في رسالة مفتوحة لمحافظ سلطة النقد عزام الشوا ، بعنوان " الشهيد ياسر عرفات ترك الشعب أمانه في أعناقكم "، وذلك باعطاء  تعليماته لجميع البنوك ومؤسسات الإقراض الخاصة بغزة تأجيل الأقساط المستحقة على الموظفين من شهر يناير / 2018 لحين انتهاء الاجراءات العقابية المفروضة عليهم ، وأن يتم خصم 2% من فوائد القروض لدعم صمود شعبنا المميز .

وهذا نص الرسالة :

 أخي عزام الشوا ... لقد ترك الشهيد القائد ياسر عرفات الشعب الفلسطيني العظيم أمانة في أعناقكم وضمائركم ووجدانكم من أجل الحفاظ على كرامته وإنسانيته ووجوده واستقراره على هذه الأرض المقدسة التي تعتبر مهد الديانات  السماوية ، رمز المحبة والتسامح والتكافل والتعاون ، ولكن بكل أسف تأبى المؤسسات المصرفية المنتشرة في محافظات غزة وفي مقدمتها البنوك ومؤسسات الإقراض الخاصة إلا أن تمارس أقصى درجات الإذلال والانتهاك لحقوق الانسان الفلسطيني ، وهذا يشكل إهانة لروح الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني الذي كان يؤمن إيماناً مطلقاً أن دعم مقومات صمود شعبه يعتبر الضمان الحقيقي للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني

أخي عزام الشوا ..... الكثير من البنوك ومؤسسات الإقراض الخاصة مثل فاتن وغيرها من المؤسسات البنكية يُصرون بشدة على دفع الموظفين الأقساط المستحقة عليهم كاملةً رغم علمهم ان الغالبية العظمي من الموظفين لا يقدرون على سداد هذه الأقساط بسبب الإجراءات العقابية المفروضة على الموظفين والتي أدت إلى استقطاع نسبة من رواتبهم تتراوح بين 30 – 60% .

أخي عزام الشوا ... لقد حققت البنوك العاملة بغزة ومؤسسات الإقراض الخاصة خلال العشرين عاماً الماضية أرباح طائلة من هؤلاء الموظفين وقت الرخاء ، والأجدر بهم من موقع المسؤولية الاجتماعية والاخلاقية والانسانية دعم صمود هذا الشعب العظيم في ظل الازمات المتلاحقة التي يمر بها ..

أخي عزام الشوا .... البنوك ومؤسسات الإقراض الخاصة أمام موقف تاريخي ، إما ان تثبت لهذا الشعب العظيم إنها بنوك وطنية ومخلصة ولديها انتماء حقيقي لتضحيات هذا الشعب الكبير ، وإما أن تستمر في ممارسة ابتزازها وانتهاكها لحقوق الانسان الفلسطيني وعليها تحمل تبعات هذه السياسة العقيمة واللاإنسانية في المستقبل القريب جداً .

أخي عزام الشوا ... أنت إبن فلسطين ، إبن غزة هاشم وتعرف جيداً شعبها الوفي والمخلص والأمين ، شعبها الشجاع والقوي ، فغزة التي صمدت في وجه الحصار لمدة 11 عاماً ، وتحملت نتائج ثلاث حروب مدمرة لا يمكن مكافاتها بهذا الأسلوب من قبل مؤسسات مصرفية ربحية هدفها النيل من كرامة وأمن واستقرار الانسان الفلسطيني بغزة ، وعلى الجميع أن يدرك أن هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان بغزة محكوم عليها بالفشل ، وسيكون لها انعكاسات سلبية على الجهاز المصرفي الفلسطيني .

أخي عزام الشوا ... أريد منك أن تتصور نفسك مكان كل إنسان فلسطيني بغزة ، أريد منك أن تتخيل ابنك أو بنتك أو أختك أو زوجتك مكان كل إنسان بغزة ، أريد أن أعرف شعوركم كمسؤول فلسطيني بارز نعتز ونفتخر به تجاه أبناء شعبك بغزة ...

- ما هو شعوركم وأنتم تشاهدون الآلاف من الأطفال والنساء والشباب يتسولون بشوارع غزة .

- ما هو شعوركم وأنتم تسمعون عن وجود آلاف المرضي من المصابين بالسرطان أو القلب غير قادرين على العلاج في وطن انعدمت فيه الاحاسيس والمبادئ والقيم .

- ما هو شعوركم وأنتم تشاهدون آلاف الأطفال والشباب يبحثون عن لقمة العيش بين أكوام القمامة .

- ما هو شعوركم وأنتم تدركون جيداً أن عشرات الآلاف من الموظفين غير قادرين على دفع الرسوم الدراسية لأبنائهم في الجامعات الفلسطينية .

- ما هو شعوركم وأنتم تعلمون أن مئات الآلاف من الخريجين الجامعيين والعمال لا تتوفر لهم فرص عمل شريفة .

- ما هو شعوركم وأنتم تدركون أن مئات الآلاف من أبناء شعبنا بغزة معرضون للسجن لتراكم الديون عليهم خاصة الموظفين والعمال ورجال الأعمال .

- ما هو شعوركم وأنتم تسمعون عدم تمكن الآلاف من الطلاب المتفوقين من الالتحاق بجامعاتهم خارج غزة بسبب إغلاق معبر رفح .

- ما هو شعوركم وأنتم تدركون أن معدل دخل الفرد الواحد بغزة لا يتجاوز دولارين فقط ...

من هذا المنطلق ...  برجاء تعليماتكم لجميع البنوك ومؤسسات الإقراض الخاصة بغزة تأجيل الأقساط المستحقة على الموظفين من شهر يناير / 2018 لحين انتهاء الاجراءات العقابية المفروضة عليهم ، وأن يتم خصم 2% من فوائد القروض لدعم صمود شعبنا المميز .

وتذكر دائماً أن الجميع سيقف بين يدي الله وسُيسأل عن أعماله وأقواله ... لذلك أرجو دعمكم ومساندتكم لشعبكم العظيم في هذه اللحظات التاريخية ، هذا الشعب الذي تركه الشهيد ياسر عرفات أمانة في أعناقكم قبل فوات الأوان .