الأمم المتحدة تطالب "حفتر" بتسليم "الورفلي"لمحكمة الجنايات الدولية

الجمعة 26 يناير 2018 08:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
 الأمم المتحدة تطالب "حفتر" بتسليم "الورفلي"لمحكمة الجنايات الدولية



طرابلس /وكالات/

 استنكرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عمليات "إعدام وحشية ومشينة" خارج إطار القانون في مدينة بنغازي ، ودعت إلى تسليم قائد عسكري في قوات خليفة حفتر إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وانتشر الأربعاء على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل مصور للنقيب محمود الورفلي، القائد العسكري في قوات حفتر، وهو يعدم 10 سجناء مقيدي الأيدي في بنغازي، رداً على تفجير مزدوج في المدينة، الثلاثاء، أسقط 37 قتيلا.
وقام الورفلي بتصفية 10 سجناء أمام المارة، بالقرب من المكان الذي وقعت فيه انفجارات ضخمة في مدينة بنغازي (شرقي ليبيا). ونفذ الورفلي عملية التصفية بنفسه، وقام بتصويرها وتوثيقها ونشرها على بعض الصفحات المؤيدة له، في تحد واضح للقضاء المحلي والمواثيق الدولية، بهدف بثّ الرعب في نفوس الناس.
وظهر الورفلي في مقطع فيديو قصير، أكد فيه قيامه بالعملية، بعدما اتهم المجموعة التي أخرجها من السجن ثم كبل أيديها وأخفى أعينها، أنهم «دواعش» وأن «العملية جاءت للرد على تفجيرات بنغازي».ولم تصدر حتى الآن أي ردود فعل أو تعليقات من قبل القوات التابعة لحفتر أو حكومة الوفاق في طرابلس عما فعله الورفلي.
من جهتها، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان، إنها لم تتمكن من التحقق من صحة تسجيل الفيديو ‏او صور الإعدامات. إلا أنها وصفت هذه الأعمال بأنها «جرائم حرب».‏
ودعت البعثة الأممية، في بيان في وقت متأخر الأربعاء، إلى تسليم الورفلي فورا إلى المحكمة الجنائية الدولية، خاصة وأنها رصدت ما لا يقل عن خمس حالات إعدام ارتكبها أو أمر بها الورفلي، خلال عام 2017.وأضافت «يتحمل المسؤولون عن ارتكاب أو تنفيذ عمليات إعدام بإجراءات موجزة المسؤولية الجنائية الكاملة بموجب ‏القانون ‏الجنائي الدولي».‏
ونشرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، وظهرت في وسائل الإعلام المحلية. وحدثت واقعة الإعدام رميا ‏‏بالرصاص فيما يبدو أمام مسجد بيعة الرضوان في بنغازي ‏‏.‏ويظهر في إحدى هذه الصور مسلح يرتدي زيا عسكريا ويصوب بندقية آلية نحو الشخص الأول في صف من رجال ‏‏معصوبي الأعين يرتدون ثيابا زرقاء أمام أبواب المسجد، الذي يظهر مدمرا جراء الانفجار.ويظهر في صورة أخرى ثلاثة ‏‏من السجناء يسقطون على الطريق بينما يمر المسلح بمحاذاة الصف. ولم تتضح بعد هوية هؤلاء الرجال.‏
والورفلي عضو في وحدة للقوات الخاصة تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يسيطر على بنغازي، وقاتل الإسلاميين ‏‏وخصوما آخرين في المدينة حتى أواخر العام الماضي.‏
وبعدما قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها تسعى إلى إلقاء القبض على الورفلي في آب /أغسطس، أعلنت قوات حفتر أنها ‏تحقق معه واعتقلته. ورفضت القوات الخاصة مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية.ولم يتسن بعد ‏الحصول على تعليق على الصور من متحدث باسم قوات حفتر.‏
ونشرت الصور بينما زار مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، بنغازي، يوم الثلاثاء، والتقى بحفتر في مقر عسكري ‏قرب المدينة وندد بانفجار السيارتين. ويخطب المجتمع الدولي على نحو متزايد ودّ حفتر، الشخصية المثيرة في ليبيا، ‏نظرا لامتلاكه القوة على الأرض. ويعتبر مرشحا محتملا في الانتخابات التي عبرت الأمم المتحدة عن أملها في أن تجرى ‏في نهاية 2018.‏
وكانت المحكمة الجنائية الدولية جددت في 13 أيلول/ سبتمبر الماضي، دعوتها السلطات الليبية إلى تسليم الورفلي، لكونه يواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب، خلال مشاركته المباشرة في سبع عمليات إعدام، قتل فيها 33 شخصا في ليبيا، خلال عامي 2016 و2017.
ورحبت المدعية العامة للمحكمة، فاتو بنسودا، في بيان لها آنذاك، بما أعلنته قوات حفتر من "اعتقال الورفلي ووضعه رهن التحقيق من جانب المدعي العام العسكري الليبي"، مطالبة بتسليمه إلى المحكمة، ومقرها لاهاي في هولندا، غير أنها عادت وقالت إن مكتبها «بصدد التحقيق في تقارير تدعي بعكس ذلك»، وإن "المشتبه به طليق، وربما شارك في عمليات قتل إضافية، منذ أن أصدرت المحكمة (منتصف آب /أغسطس الماضي) أمرا بالقبض عليه».
وتشمل الأدلة ضد الورفلي تسجيلات مصورة تظهره وهو يطلق الرصاص على أشخاص، بعضهم مدنيون وبعضهم مقاتلون جرحى أو غير مسلحين، ويشتبه في أن جميع تلك الوقائع جرت في بنغازي خلال 2016 و2017.وكان الورفلي قائداً بارزاً في قوات النخبة في الجيش الليبي، ثم انشق مع كتيبته عن نظام معمر القذافي (1969 -2011)، إبان ثورة 2011، قبل أن يقاتل إلى جانب قوات حفتر، شرقي البلاد.