تل ابيب تعترف: حزب الله رصد مكالمات طيّاري سلاح الجوّ مكّنته من تنفيذ “مجزرة” الأنصاريّة

السبت 13 يناير 2018 09:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
تل ابيب تعترف: حزب الله رصد مكالمات طيّاري سلاح الجوّ مكّنته من تنفيذ “مجزرة” الأنصاريّة



القدس المحتلة / سما /

أطلق نائب رئيس الموساد الأسبق وقائد المنطقة الشماليّة سابقًا في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال احتياط عميرام لفين، أطلق أمس الجمعة  قنبلة من العيار الثقيل، عندما أقّر لأوّل مرّةٍ بأنّه في عملية الأنصاريّة، كان حزب الله اللبنانيّ قد رصد المحادثات والمكالمات بين الطيّارين الإسرائيليين، وعرف مُسبقًا عن العملية، الأمر الذي دفعه إلى نصب كمينٍ للوحدة قبل وصولها إلى المكان. وجاءت أقوال لفين خلال الفيلم الوثائقيّ، الذي قامت ببثه فضائيّة (الميادين) ليلة الجمعة تحت اسم: مستنقع إسرائيليّ في الجنوب.


يُشار في هذا السياق إلى أنّه للمرّة الأولى يُقّر مسؤول إسرائيليّ رسميّ بأنّ حزب الله، وبواسطة تقنيات تكنولوجيّة مُتطورّة تمكّن من مراقبة الطائرات و”إنزال” المكالمات بين الطيارين من سلاح الجوّ الذين كانوا يرصدون المنطقة استعدادًا للعملية التي نفذّتها وحدة النخبة المعروفة باسم “ساييرت مطكال”.


ومن الجدير بالذكر أنّ عملية مجزرة الأنصاريّة تُعتبر من أكبر الإخفاقات العسكريّة الإسرائيليّة في الجنوب اللبنانيّ، فالمذبحة وقعت في صفوف كتيبة الكوماندوز الإسرائيليّة التي حاولت نصب كمين لمقاتلي حزب الله اللبناني عام 1997 في جنوب لبنان، ووقع نحو 40 من أفرادها بين قتيل وجريح.


وأوضح تقرير للمحلّل الإسرائيليّ، أليكس فيشمان، أنّ الكتيبة وقعت في كمين حزب الله بينما كانت تهم بصنع كمين لمقاتلي الحزب فوقع إفرادها بين قتيل وجريح. وجاء أيضًا في التقرير أنّه في البداية قام جنود الكوماندوز الإسرائيلي بتجهيز أنفسهم لنصب كمين لمقاتلي حزب الله في منطقة وادي سلقوم في الجنوب عام 97 وركبوا الزوارق المطاطيّة ونزلوا عن طريق البحر حيث كانت ليلة بلا رياح، وخرجوا واحدًا تلو الآخر ثم بدأت الانفجارات وبدأ الجنود يصيحون بقولهم (وقعنا في كمين)، وبعد نحو 39 ثانية وقع انفجار ثانٍ وثالث وانقطعت الاتصالات مع أفراد الكتيبة، وبدأ الطيران الحربيّ والمروحيات بالتحرك لكن دون فائدة، وبيّن التقرير أنّ احد الجنود الذين حاولت المروحية إنقاذه توفيّ على الفور.


وفي السياق عينه، أكّد الوزير الإسرائيليّ يوآف غالانط في حديثٍ أدلة به لصحيفة (يديعوت أحرونوت) على أنّ إدعاءات شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش (أمان)، بأنّ الجنود والضباط قُتلوا جرّاء المواد المتفجرّة غير الصالحة التي كانت بحوزتهم، غيرُ صحيحةٍ بالمرّة، وأنّهم قُتلوا نتيجة الألغام وإطلاق النار من قبل حزب الله، الذي كان ينتظر وصول القوّة في كمينٍ محكمٍ جدًا، على حدّ تعبيره.


وتابع أنّ حزب الله تمكّن من “إنزال” عددٍ كبيرٍ من المكالمات بين الطائرات وبين القوات على الأرض، الأمر الذي مكّنه من معرفة تفاصيل العمليّة قبل وقوعها بعدّة أسابيع، وتابع قائلاً إنّ هذه النتيجة التي توصلّت إليها لجنة أغمون في العام 2010، وتمّ تقديمها إلى قائد سلاح البحريّة الإسرائيليّ في ذلك الوقت، الجنرال رام روتنبرغ، الذي أقّر بأنّ هناك احتمالاً كبيرًا بأنّ حزب الله رصد المكالمات، وبالتالي نصب الكمين القاتل للوحدة النخبويّة الإسرائيليّة، على حدّ تعبيره.


علاوة على ذلك، قبل أسبوعين ونيّف صرح نائب رئيس الموساد وقائد الجبهة الشماليّة سابقًا، الجنرال احتياط، عميرام لفين، قائلاً إنّه في الحرب القادمة سنُمزّق الفلسطينيين إربًا ونُهجرهم للأردن لأنّهم لا يستحّقون شيئًا وسنقضي على حزب الله خلال أيّامٍ.


وأضاف في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة صحيح أنّ حزب الله ضعف جدًا خلال الحرب السوريّة، لكن عندما تنتهي الحرب، سيعود حزب الله إلى لبنان، مع قوات وقادة اكتسبوا تدريبًا وخبرةً حربيّةً، وسيستعيدون عافيتهم ويواصلون تهديد إسرائيل بمخزون عشرات آلاف الصواريخ المعدة لاستهداف مواطنيها.
ولفت القائد السابق للمنطقة الشماليّة إلى أنّه في الجبهة الشماليّة التي تتبلور أمام أعيننا في هذه الأيام تخلق تحدّيًا أمنيًا معقدًا لإسرائيل، مُضيفًا: أمر واحد واضح الآن، عاجلاً أمْ آجلاً سنضطر إلى إزالة تهديد حزب الله عن مواطني إسرائيل، ليس هناك خيار سوى الاستعداد الشامل لهزيمة حزب الله في هجومٍ قصيرٍ يستمّر عدّة أيام.


وتابع: أنا اعرف أنّ ذلك ممكن، وأنّ الجيش الإسرائيلي قادر على القيام بذلك. وأشار أيضًا إلى أنّ التأهّب والاستعداد والجهوزية لاستخدام القوّة هم أيضًا الردع الأكثر فعالية، ولذلك هم أيضًا الوسائل الأكثر فعالية لتقليص فرص الحرب. والسؤال المطروح هو هل أنّ الحكومة الحالية قادرة على العمل بالمبادرة والشجاعة المطلوبتين؟، على حدّ تعبيره.


وشدّدّ على أنّ نافذة الفرص للتدّخل في سوريّة وإزاحة الأسد قد أغلقت حتى نهاية 2017، مطالبًا بتركيز الجهود على الفعل الدبلوماسيّ مع الولايات المتحدة وروسيا، ومن خلالهما إيضاح الخطوط الحمراء لإسرائيل والمطالبة بإبعاد الإيرانيين وحزب الله شرقًا إلى طريق السويداء وخارج هضبة الجولان.


وبالرغم من مرور 21 عامًا على الإخفاق الإسرائيليّ المُجلجل، إلّا أنّ ذلك ما زالت متجذرًا في عقول صنّاع القرار في تل أبيب، والأخطر من ذلك، أنّ المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، التي فوجئت من قدرات حزب الله في العملية المذكورة، باتت تأخذ على محملٍ كبيرٍ من الجّد تصريحات الأمين العّام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، حول المفاجآت التي أعدّها الحزب استعدادًا لحرب لبنان الثالثة.