الرومانسيه مطلوبه بين الزوجين

الأحد 07 يناير 2018 01:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
الرومانسيه مطلوبه بين الزوجين



وكالات / سما /

إذا كانت الرومانسيه هي ذلك المصطلح العاطفي الذي وضعه الغرب للتعبير عن شده العشق والغرام بأهداء الورود الجميله إلى المحبوب وإضاءه الشموع والاستماع إلى نغمات الموسيقي الحالمه والعيش في عالم الخيال مع تبادل كلمات الحب والهيام وهذا من حيث الشكل فأن الرومانسيه من حيث المضمون تشمل مجموعه الأحاسيس والمشاعر الروحانيه المرهفه الصادقه بين المحبين وذلك من خلال الأقوال والأفعال في جو يسوده روح الموده والوئام والحنين والحنان.

تلك هي الرومانسيه التي كانت سائده قديما وجسدها زمن الفن الجميل ثم اختفت في عالمنا الحاضر نتيجه تدني لغه الحوار وانعدام التواصل وحدوث الخرس الزوجي الذي أصاب العلاقات الزوجيه بالجمود. حول هذا الموضوع يحدثنا د.سيد حسن الخبير الدولي للاتيكيت وآداب السلوك المحاضر بالمركز الدولي للنظم لتعليم الاتيكيت والبروتوكول حيث يقدم للأزواج والزوجات النصائح التاليه:-

1-إذا كان الفن قديما استطاع أن يجسد معني الرومانسيه سواءا فيما كان يقدم من أفلام سينمائيه ومسلسلات تليفزيونيه أو ما يذاع من أغاني عاطفيه. فأن تعاليم الأديان قد حرصت علي ترسيخ القيم الإنسانيه ومكارم الأخلاق المتمثله في الرفق والعطف والايثار والوفاء والإخلاص وتلك القيم هي التي قد استوحت منها الرومانسيه إلى وضعها الغرب وتناولها الأدباء والكتاب والشعراء في اعمالهم الإبداعيه.

2- مااحوجنا الآن للرومانسيه بعد تفشي ظاهره الطلاق والخلع وتكدس المحاكم بدعاوي النفقه والرؤيه للأطفال وانهيار الكيان الأسرى الذي راح ضحيته الكثير من الابناء كم من ابناء يعانون من التفكك الأسرى نتيجه خلافات الابوين فمنهم من يرتمون بين أحضان قرناء السوء ومنهم من تستقطبه الجماعات الارهابيه كفريسه سهله يساء استخدمها وتصبح قنبله موقوته ومنهم من يتعرضون للضياع بسبب الإدمان كل ذلك مرجعه الخواء العاطفي الذي أدى إلى تفاقم الخلافات الزوجيه وترتب عليه حدوث طلاق أو خلع وانفصال الابوين

3- بعض الأزواج والزوجات نتيجه لانشغالهم الدائم بالحياه العمليه يعانون من الروتين وذلك قد يكون له مردود سلبي علي علاقاتهم العاطفيه لذلك فأنهم في حاجه إلى تغيير نمط حياتهم لتجديد العاطفه الأمر الذي يتطلب ضروره تعاملهم بشيئ من الرومانسيه.

4- الرومانسيه بمفهومها الصحيح ليست ورده مهداه وشمعه مضيئه أو موسيقي حالمه هادئه لتهيئه الجو لقضاء سهره ممتعه ولم تكن نقش حروف اسم المحب علي جذع شجره علي سبيل الذكري ولا هي خروج الزوجين إلى الاماكن العامه بغرض التقاط صور (سيلفي) معا في أوضاع غراميه ثم تعمد اظهار تلك الصور علي صفحات الفيس بوك حبا في الظهور أمام الاخرين علي أنهما يعيشان حياة رومانسيه الرومانسيه هي عالم من الأحاسيس الحقيقيه الدافئه وقدره علي تفهم واحتواء الطرف الأخر بمجرد النظر إلى عينيه أو سماع نبرات صوته أو الشعور بما يؤلمه أو يغضبه أو يجرح مشاعره دون أن يبوح بذلك الرومانسيه هي مشاركه الطرف الأخر أفراحه وأحزانه مع الحرص علي الاهتمام بتلبيه رغباته واحتياجاته النفسيه من حب وطمأنينه وشعور بالسكينه من أجل اسعاده.

5-من أهم مظاهر التعبير عن الرومانسيه تعامل الزوجين بحميميه ورقه مشاعر أثناء التحدث والحوار باختيار الالفاظ المهذبه واستخدام لغه الجسد كالنظرات واللمسات والهمسات الحنونه والابتسامات المشرقه مع مراعاه حسن الانصات إلى الطرف الأخر بأذان صاغيه وقسمات وجه عطوفه وعند الجلوس يراعي تقريب المسافه بينهما علي أن يتم الجلوس باريحيه وفي وضع الاسترخاء دون الانشغال بأي شيئ أخر اثناء التحاور وعند تناول الطعام يفضل أن يكون من طبق واحد والشراب من نفس الكوب ولامانع من أن يبدأ كل منهما بوضع الطعام في فم الأخر ثم يتم الشرب من ذات الكوب ومن المكان الذي شرب منه .تلك الأفعال التي تبدو بسيطه لكنها كفيله بأن تؤجج العاطفه وتزيد من التعلق الروحي والوجداني بين الزوجين مما يزيل أي خلافات قد تنشأ بينهما حيث أن المعامله الرقيقه تطيب النفوس والتعامل برفق يشرح الصدور

6-كم من أزواج وزوجات يعيشون في افخر االفيلات والقصور ولديهم الخدم والحشم ويأكلون كل مالذ وطاب ويرتدون أغلى الثياب واحدث الموضات ولكنهم لايشعرون بالسعاده الزوجيه نتيجه فقدانهم للرومانسيه التي لاتكلفهم شيئ ولكنها تضفي عليهم البهجه والسرور وتخلق بينهم الالفه والموده.

7-ما أجمل الرومانسيه عند عوده الزوجين من عملها مجهدين إلى المنزل فيلتقيان بأشتياق وحميميه ويقابلان أطفالهم بالاحضان والقبلات ثم يجلسون معا علي مائده الطعام حيث تكثر الأيادي علي أطباق قليله غير متعدده الأصناف ولكن بلمتهم الحلوه تنفتح شهيتهم والطعام يكفي ويفيض وتواصلهم يستمر وترابطهم يقوي وذلك له مردود ايجابي علي تنشئتهم الاجتماعيه التي تصير سويه من الصغر

8-ماروع الرومانسيه في الإسلام فهذه هي السيده عائشه(رضي الله عنها) التي كانت تقول "كنت اعرف ما يغضب رسول الله من أثر وجهه" وعن رومانسيه رسولنا الكريم (صلي الله عليه وسلم) عند تعامله مع زوجاته - أن السيده عائشه(رضي الله عنها) كانت تشرب من اناء فأخذه الرسول(عليه الصلاه والسلام) وسألها من أي موضع شربت ثم شرب من الأثر الذي تركته. وهذا هو علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) حينما دخل علي زوجته السيده فاطمه ( رضي الله عنها) فوجدها تستاك اي تستخدم السواك فقال لهاعلي سبيل الغزل"حظيت ياعود السواك بثغرها" قال الله عز وجل في كتابه العزيز: " وجعل بينكم موده ورحمه" إذا كانت المتغيرات العصريه في عالمنا الحاضر قد أدت إلى انعدام التواصل الاسري وفقدان الترابط العائلي فأن الموده والرحمه اصبحت ضروره لكل زوجين لتحقيق السعاده الزوجيه من أجل الحفاظ علي الكيان الأسرى تلك الموده والرحمه هي التي يطلق عليها الغربيون الآن مصطلح الرومانسيه.