السلطات العراقية تجرد اللاجئين الفلسطينيين كل الامتيازات والحقوق

السبت 23 ديسمبر 2017 10:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
السلطات العراقية تجرد اللاجئين الفلسطينيين كل الامتيازات والحقوق



بغداد / وكالات /

ندد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بإقرار قانون عراقي جديد يقضي بتجريد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق من كافة الحقوق والامتيازات التي كانت ممنوحة لهم في السنوات الماضية، بحيث تتم معاملتهم كأجانب ولا يتمتعون بأي امتيازات تذكر، معتبراً ذلك "انتهاكاً خطيراً وغير مسبوق في ظل أنهم لاجئون في العراق ومعظمهم يعيش فيه منذ ما يزيد على 50 عاماً منذ اضطرارهم للجوء من فلسطين إثر بدء الاحتلال الإسرائيلي".

وقال المرصد الدولي الحقوقي الذي يتخذ من جنيف مقرا له إن الرئيس العراقي فؤاد معصوم صادق على قانون جديد يحمل رقم (76 لعام 2017)، ويلغي حقوقا وامتيازات كانت ممنوحة للفلسطينيين في العراق بموجب القانون رقم 202 الذي كان صدر في عهد الرئيس السابق للعراق صدام حسين، وكان يساوي معظم الحقوق والالتزامات بين العراقيين والفلسطينيين على حد سواء.

وعقب المرصد بأن القانون الجديد جرد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق من حقهم في التعليم والصحة المجانية ووثائق السفر وحرمهم من العمل في مؤسسات الدولة فضلا عن أنه سيؤدي لوجود عقبات كبيرة أمام عملهم حتى في المؤسسات والأعمال الخاصة، عبر وضعهم في خانة الأجانب.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن قرار الحكومة العراقية صدر فعلياً وأصبح نافذا بعد نشره في جريدة الوقائع العراقية الرسمية بالعدد 4466، معتبرا أن هذا القرار إجحاف وتجاهل حقيقي لحقوق آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين أمضوا عقودا طويلة في العراق، وكان الأولى أن يُمنحوا على الأقل وضع وصفة اللاجئ بعد كل هذه السنوات الطويلة.

ونبه الأورومتوسطي إلى أن القانون رقم 202 الذي تم الغاؤه بموجب القانون الجديد، كان تجسيدا بصورة ما للحقوق التي ينبغي أن تُمنح للاجئين والتي كفلتها الأعراف والمواثيق الدولية، حيث كان يمنح اللاجئين الفلسطينيين في العراق الحق في العمل والتقاعد والسكن المجاني والإعفاء الضريبي والصحة والتعليم، بالإضافة لوثائق السفر التي تتيح لهم حرية السفر من وإلى العراق دون أية عوائق.

وبحسب المرصد الأورمتوسطي فإن عدد الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في العراق قبل الغزو الأميركي عام 2003 بلغ حوالي 40 ألف فلسطيني، كانت غالبيتهم تتمركز في البصرة والموصل وبغداد، ومعظم هؤلاء قدموا بعد في العام 1948، وسمح لهم النظام العراقي آنذاك في العمل في الوظائف الحكومية الرسمية والتملك، دون أي تمييز بين اللاجئ الفلسطيني والمواطن العراقي.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق حاليا حوالي 7 آلاف شخص، وذلك بعد الغزو الأميركي للعراق، وممارسة مليشيات عراقية مسلحة عمليات تهجير واعتقال وقتل منهجي للآلاف منهم بعد عام 2006، بحجة أنهم كانوا داعمين للرئيس السابق صدام حسين. وبحسب المرصد الدولي، يقيم غالبية اللاجئين الفلسطينيين في العراق في مخيمات وبيوت قديمة، يعيشون فيها ظروفا قاسية للغاية تكاد تنعدم فيها الخدمات الأساسية اللازمة للحياة.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن وتيرة التضييق على اللاجئين الفلسطينيين بدأ في عهد حكومة إبراهيم الجعفري، وازدادت في عهد حكومة نور المالكي عبر فرض إجراءات تتعلق بالإقامة القانونية ومطالبتهم بتجديد إقامتهم كل ثلاثة شهور، وسط تعقيدات ومماطلات أدت إلى توقيف الكثير من اللاجئين بحجة الإقامة غير القانونية في البلاد.