ماهر الطاهر: الخطر الاسرائيلي لا يمس فلسطين فحسب، بل يمس الأمة بأسرها

السبت 16 ديسمبر 2017 10:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT



لبنان / سما /

لمناسبة اليوبيل الذهبي لانطلاقتها، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مهرجانا جماهيريا حاشدًا، في المركز الثقافي الفلسطيني، في مخيم البص يوم الجمعة 15/12/2017.

وقد حضر الاحتفال ممثلو القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللبنانية، وممثل سفير دولة فلسطين في لبنان السفير أشرف دبور العميد توفيق عبدالله، وسيادة المطران شكرالله نبيل الحاج راعي أبرشية صوروتوابعها للموارنة، والشيخ عصام كساب ممثلا مفتي صورو منطقتها الشيخ مدرار أحمد الحبال، و ممثل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأستاذ حنا الناشف ممثلا بمنفذ عام صورعباس فاخوري، و اللجان الشعبية، ومخاتير، ورؤساء بلديات، وفاعليات اجتماعية، ومؤسسات، وجمعيات،  وشخصيات سياسية، واجتماعية، وقيادة و كوادر، وأعضاء الجبهة الشعبية، و حشد جماهيري كبير .

استهل المهرجان بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وبالوقوف دقيقة وفاء للشهداء، ثم رحب الدكتور طلال أبو جاموس بالحضور، مؤكّدًا أن هذه الأعوام مليئة بالتضحيات، ومجبولة بالحنين للوطن، وظلت الجبهة متمسكة بمبادئها، وفكرها، واستراتيجيتها المقاومة ضد الكيان الصهيوني، رافضة التنازل عن الحقوق والخنوع للعدو.

ثم كانت كلمة لمسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الحاج حسن حب الله، استهلها بتوجيه التحية للجبهة، في ذكرى انطلاقتها الخمسين، مشيرًا إلى أن المقاومة هدفها إجلاء العدو الصهيوني من أرضنا، وإنزال أكبر الخسائر البشرية فيه، وفي عام 2000 أثبتت المقاومة أنها قادرة على هزيمة الاحتلال، و أخرجت الاحتلال من لبنان بالقو،ة تحت وقع الضربات العسكرية، وما جرى في سوريا والعراق وسائر الأقطار العربية، هو من أجل حماية الكيان الصهيوني، ولأجل ضرب المقاومة وداعميها من الدول الداعمة للمقاومة ، و بعد ما حصل تبين أنه من أجل إبعاد الأمة العربية عن فلسطين، وجاء قرار ترامب، ليعيد بجهله وحماقته قضية فلسطين إلى الصدارة، كما أشار إلى أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ليس جديدا، إنما جاء إعلانه بجرأة كبيرة ووقاحة، ونحن بالمقاومة الإسلامية لا نؤمن باستعادة الحقوق بالمفاوضات، لأن أمريكا عدونا، وتعتبر المقاومة إرهابا، وهي راعية للإرهاب و داعمة أساسية للكيان الصهيوني، وعلينا أن نسقط كل القرارات الصادرة بحق الفلسطينيين والقدس، و نبقى في حالة انتفاضة دائمة، ونقاوم ولا نستسلم أبدا .

ثم كانت كلمة لأمين عام الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب، حيث استهل كلامه بتوجيه التحية الحارة إلى هذه الجبهة المناضلة، إلى قادتها وكوادرها، إلى مقاوميها العظماء، إلى جورج حبش، وإلى الشهيد أبو علي مصطفى، والأسير البطل أحمد سعدات، حيث أشار إلى أن الجبهة مثلت قيمة إضافية ونوعية في حركة التحررالوطني العربية، في الفكر، والممارسة النضالية، قائلًا: كنا وسنبقى معكم، مشيرًا إلى أنه تحل الذكرى ال 50 لتأسيس الجبهة، متزامنة مع مائوية بلفورالمشؤوم، في لحظة زمنية بلغ فيها التآمرعلى القضية الفلسطينية، سعيا لتصفيتها من خلال القرارالأمريكي العدواني من ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وهذا ليس بمستغرب، فلطالما كانت الولايات المتحدة الأمريكية الراعية الأولى للكيان الصهيوني، هي عدوة فلسطين ووطنيتها، هي عدوة كل الشعوب التواقة للحرية، والتقدم، والتحرر من الظلم.

إن القرار العدواني للرئيس الأمريكي يتجاوز من حيث خطورته وعد بلفور، فهو قرار تصفية القضية الفلسطينية، وتكريس ليهودية الدولة، ونحن على قناعة أن هذا العدوان ما كان ليحدث لولا القبول بمسلسل التنازلات، والتخلي عن الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية التي تمثلت بالانخراط بالمفاوضات، لتصفية القضية. ومن هنا يتأكد لنا أن التنسيق الأمريكي الصهيوني، الرجعي، العربي، لتصفيه القضية الفلسطينية لم يعد مجرد فرضيات، ولا توقعات، بل دخل مرحلة التنفيذ، ونحن ندرك جيدا طبيعة هذا الكيان الصهيوني،ونحن لا نرى أي أفق لتقدم أمتنا إلا بالتحررالوطني، بشقيه القومي الوطني والاجتماعي معا، والرد الحقيقي والضروري على هذا العدوان يكون أولا بالخروج النهائي من المسارات التفاوضية، ومن كل الاتفاقات معه، وخاصة اتفاقيات أوسلو، والطلب إلى الدول الصديقة، بسحب اعترافها بهذا الكيان بطرد سفراء الولايات المتحدة، وباستنهاض الشعوب العربية، لتواجه سلوك حكامها القيادي، وأعلنها بوضوح  الانتصار للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية ديمقراطية علمانية على كامل التراب الوطني الفلسطيني، وحق العودة وحق تقرير المصير، ووحدة الأرض. وضرورة المقاومة العربية الشاملة، نستخدم فيها كل أشكال المقاومة من دون استثناء. كما وجه التحية لانتفاضة الشعب الفلسطيني في غزة، في الضفة، وكل منطقة من المناطق داخل فلسطين.

ثم كلمة منسق الحملة الأهلية لنصرة فلسطين، و قضايا الأمة الاستاذ معن بشور، استهلها بتوجيه التحية للشعبية في ذكرى انطلاقتها، حيث أكد على ضرورة تمسكنا جميعا في هذه المناسبة العظيمة، بالروح الوحدانية، بالنهج الوحداني، بالعمل الوحداني، بتجاوز كل الأنانيات، شخصية كانت أم حزبية، أم طائفية، لكي نتوحد على طريق تحرير فلسطين ونهضة أمتها، حيث أشار إلى أن الصراع مع العدو هو صراع وجود، وليس صراع حدود، كي يحل بالمفاوضات، أو بالمحادثات، حيث إن الطريق لتحرير فلسطين، يكون عبر بندقية المقاومة، وعبر حجر الانتفاضة، وأكدت الجبهة الشعبية دائما في مسيراتها على أن معركة التحرير تحتاج إلى المقاومة والوحدة الوطنية، ونحن اليوم نواجه ما يحاربنا من مؤامرات، وآخرها إعلان ترامب الحقير والخطير الذي افتتح به صفقة القرن، التي من الواضح أنها استمرار لمشاريع عرفناها منذ نكبة فلسطين، هدفها تصفية فلسطين، وتفتيت أمتنا العربية .

ثم كانت كلمة لعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، ومسؤول علاقاتها السياسية الدكتورماهر الطاهر، استهلها بتقديم التحية للحضور، كما قدم التحية للشعب الفلسطيني في القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة، والمناطق المحتلة في عام 48، ثم قال: خمسون عاما من الكفاح والمقاومة، نقبض على المبادئ، كالقابض على الجمر. خمسون عاما من العطاء والدماء والشهداء والأسرى. خمسون عاما تخللها العديد من الأخطاء، لكننا على رغم ذلك لم نمس الثوابت، و لن نمس المبادىء التي قاتل و ضحى في سبيلها أبناء الشعب الفلسطيني العظيم، وأبناء الأمة العربية المجيدة، وإننا ونحن نحتفل بذكرى انطلاقة الجبهة سنستمر بالنضال حتى تحقيق كامل الأهداف التي انطلقنا من أجلها، وحتى ننتصرونحقق أهداف شعبنا، يجب أن نعرف من هم أعداءنا، الإمبريالية وعلى رأسها أمريكا، والصهيونية العنصرية النازية، والكيان الصهيوني الذي مثل التجسيد العملي للمشروع الصهيوني، والرجعية العربية المرتبطة مصالحها بمصالح الإمبريالية، كما أشار في كلامه إلى أن إيران انتصرت ثورتها، وأسقطت العلم الصهيوني، ورفعت العلم الفلسطيني، ووقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني، معلنًا باسم  الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وباسم كل فصائل ثورتنا، وباسم شعبنا، اعتزازنا بالعلاقات مع الثورة الإسلامية الإيرانية، مؤكدًا أن هذه الرجعية العربية، سيأتي اليوم الذي ستطيح بها شعوبها، وعندما أعلن ترامب خطوته، ألم يكن قد بحث هذا الأمر مع الأنظمة العربية مسبقا، هل كان يمكن لهذه الخطوة أن تتم من غير تواطؤ من الرجعية العربية؟

مشيرًا في كلامه إلى أن الخطر الصهيوني لا يمس فلسطين فحسب، بل يمس الأمة بأسرها، و ها هي الجماهير العربية خرجت بأغلبية العواصم العربية ، لتؤكد ارتباطها العميق والوثيق بالقضية الفلسطينية، على رغم تواطؤ النظام الرسمي العربي، لذلك لا بد من استعادة البعد العربي، والقومي للقضية الفلسطينة. كما أشار إلى أن الجبهة الشعبية ربطت ما بين التحرر و المضمون الاجتماعي، فالثورة حتى تنتصر، فهي تعتمد على أبناء المخيمات، على الفقراء، على الكادحين، والمسحوقين المرتبطين بالثورة، وأهداف الثورة حتى النهاية، لأنه أمام هذا الوضع الصعب يتضح أن هناك استحالة للوصول إلى حل سياسي مع هذا الكيان. وبعد قرار ترامب، نقول: إن أمريكا لم تعد وسيطًا نزيهًا ، وهي لم تكن في يوم من الأيام وسيطًا نزيهًا، مشيرا إلى أن الجبهة الشعبية تريد توحيد الصفوف، مؤكدًا على أن هذا الكيان الصهيوني، يقوم بالقضاء على الشعب الفلسطيني بأكمله، مشيرا إلى ضرورة ترميم البيت الفلسطيني، من خلال الإعلان الواضح والصريح بإلغاء اتفاقات أوسلو، وكل ما ترتب عنها من نتائج و مصاعب، وعلى السلطة أن تدفن اتفاق أوسلو الميت، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، والاعتراف بإسرائيل من قبل السلطة الفلسطينية، كما يجب على الشعب الفلسطيني أن يعمل على أساس انتفاضة فلسطينية جذرية، متواصلة، وتشكيل قيادة وطنية موحدة، انتفاضة من كافة الفصائل الفلسطينية من دون استثناء، وممارسة كل أشكال النضال حتى نوصل الكيان الصهيوني لقناعة أن استمرار احتلاله لأرضنا مكلف بشريا واقتصاديا، وأنه ليس أمامه إلا الرحيل، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة بناء مؤسساتها، وكل ما ينبثق عنها من أطر، لكي نستنهض طاقات 6.5 مليون فلسطيني في الشتات الذين يشعرون بأنه ليس لديهم مرجعية، ولا وجود لمن يحميهم، والعمل على عقد مجلس وطني شامل، بعيدا عن سطوة الاحتلال، وليس في رام الله، تشارك فيه كل القوى من دون استثناء، استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية الحقيقية، و ببرنامج يعيد الاعتبار لمعنى فلسطين من النهر إلى البحر، لا شرعية لهذا الكيان على أي بقعة من فلسطين.

وقد ختم كلامه بالقول: إننا في الجبهة الشعبية جزء من محور المقاومة، ونحن في قلب هذا المحور، وهذا الكيان الصهيوني، ومن خلفه ترامب يشعرون بقلق، و يعيشون أزمة وجودية، و يحسبون ألف حساب لسلاح المقاومة في لبنان و فلسطين، موجها التحية للثورة الإسلامية في إيران، وسوريا، وإلى حزب الله، وسيد المقاومة حسن نصرالله، وعاهد الشهداء جورج حبش، و ابو علي مصطفى، وأبو ماهر اليماني، وأبو أمل، وجيفارة غزة، وعماد مغنية، وغسان كنفاني، وسناء محيدلي، كما حيا الأسرى، وفي مقدمتهم الأمين العام الرفيق أحمد سعدات، مؤكدا مواصلة الكفاح و المقاومة حتى يرتفع علم فلسطين فوق القدس، و كامل الأرض الفلسطينية .