عباس ليس عرفات.. هآرتس: هذه هي أسباب عدم اندلاع انتفاضة ثالثة بعد قرار ترامب

الإثنين 11 ديسمبر 2017 05:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
عباس ليس عرفات.. هآرتس: هذه هي أسباب عدم اندلاع انتفاضة ثالثة بعد قرار ترامب



القدس المحتلة / سما /

منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، وانطلقت على إثره موجة ردود فعل دولية رسمية وشعبية منددة، برز سؤال واحد في ظل دعوات حركة حماس لبدء انتفاضة جديدة، وهو: هل سنشهد انتفاضة ثالثة فعلاً؟

وتقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن ثمة عوامل ثلاثة رئيسية غير متوفرة الآن يصعب دونها رؤية انتفاضةٍ أخرى تتحقق.

أولاً: المصالح المشتركة للمناطق الثلاث الفلسطينية المحتلة، حيث إن في الانتفاضتين السابقتين، اندلعت شرارة الانتفاضة بين المناطق الفلسطينية الثلاث الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي - الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس - في وقتٍ واحد تقريباً. أمَّا الآن، فلا تنقسم هذه المناطق بصورةٍ غير مسبوقة فحسب، بل ولديها أجندات مختلفة كذلك.

ففي غزة، ينتظر الفلسطينيون بلهفةٍ تنفيذ المصالحة بين حركتي فتح وحماس آملين أن تؤدي إلى تخفيف الحصار المفروض على غزة من جانب إسرائيل ومصر، وتُعطي دفعةً ضرورية للاقتصاد المحلي.

أمَّا في الضفة الغربية، فالوضع الاقتصادي أقل بؤساً وذو أهمية سياسية أكثر بالنسبة لمستقبل السلطة الفلسطينية العاجزة عن أداء مهامها بانتظام. لكنَّ حركة فتح تُركِّز أكثر على الحفاظ على التنسيق الأمني ​​مع إسرائيل، ما يساعد على إبقاء حماس خارج المشهد واحتفاظ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسيطرة.

ثانياً: إن اندلاع انتفاضةٍ في الضفة الغربية سيعني بشكلٍ شبه مؤكد نهاية السلطة الفلسطينية، ونظراً إلى اعتماد عشرات الآلاف من المسؤولين والموظفين الأمنيين على السلطة في كسب أرزاقهم، فهناك مصلحةٌ راسخة مُتأتية من مواصلة التنسيق مع إسرائيل وإبقاء الوضع كما هو.

أمَّا في عام 1987، فلم تكن هناك قيادة محلية مقبولة لديها أي شيءٍ تكسبه من الإبقاء على الوضع الراهن آنذاك. وفي عام 2000، غامر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات برهانه على أنَّ إسرائيل لن تجرؤ على تفكيك السلطة الفلسطينية، فمات محاصراً في مقر السلطة برام الله. لكنَّ عباس ليس مغامراً.

ثالثاً: تشديدات الجيش الإسرائيلي، حيث إن هناك عناصر أخرى تساهم في التقليل من فرص اندلاع الانتفاضة. إذ شدَّد الجيش الإسرائيلي فى الضفة الغربية وقوات الشرطة في القدس الشرقية قواعد الاشتباك الخاصة بهم، ما خفَّض عدد الإصابات الخطيرة. وساعد غياب جنازات الشهداء الجماعية على تهدئة لهيب الانتفاضات.

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت في تقرير لها، أن بعض الخبراء يعتقدون أن حركتي حماس وفتح التي تشكل الفصيل الأكبر من منظمة التحرير الفلسطينية، قد تضطران الآن إلى تصعيدٍ محدود للعنف.

وقالت جين كينينمونت، الباحثة البارزة في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية، إنَّ وجود السلطة الفلسطينية يقوم على اتفاق سلامٍ مع إسرائيل، وإنَّ حركة فتح ما زالت إلى الآن ملتزمة بهذا الاتفاق.

كما ذكر عماد الصوص، الباحث في جامعة برلين الحرة، أنَّ خيارات حماس محدودة للغاية لبدء انتفاضةٍ أُخرى بنفسها. وقال الصوص: "إذا كانت هناك انتفاضةٌ شعبية، فمن المُرجَّح أنَّ حماس ستقفز عليها لقيادتها، ولكنهم مُشتَّتون إلى حدٍ بعيد وغير قادرين على القيام بالانتفاضة بأنفسهم". 

ملاحظة :" الالفاظ تعبر عن هارتس "