حول خطاب هنية والانتفاضة الاولى 1987.. مصطفى ابراهيم

الخميس 07 ديسمبر 2017 03:25 م / بتوقيت القدس +2GMT
حول خطاب هنية والانتفاضة الاولى 1987.. مصطفى ابراهيم



 كان من الملاحظ في خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل تركيزه على الإنتفاضة الأولى حيث قال: "أقف أمام الذكرى السنوية لانتفاضة الحجارة التي انطلقت في عام 1987، حيث تزامن قرار ترامب الجائر مع هذه الذكرى المباركة كأنها توافقات إلهية"، وأضاف: "هذه الانتفاضة المباركة التي انطلقت في ظل ظروف صعبة ومعقدة في ذلك الوقت شبيهة بهذه الظروف وتعقيداتها وتحدياتها، ولكن الشعب أثبت أنه قادر على أن ينطلق ويتجدد وينتفض في وجه المحتل". هل هذا تحول في موقف حماس من المقاومة المسلحة؟ ودعوة للنضال الجماهير الشعبي السلمي واستلهام تجربة الانتفاضة الأولى في العام 1987، والتي شاركت فيها جميع فئات وقطاعات الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولاقت تأييد شعبي وعربي ودولي، وحققت الى حد كبير نجاحات، أم هي دعوة لمشاركة جميع فئات الفلسطينيين في الضفة والقطاع وفلسطينيي الداخل 48، والتضامن العربي والدولي. هل هذا جراء عملية نقدية لتجربة النضال الفلسطيني وعسكرة الانتفاضة الثانية انتفاضة الاقصى وتسليحها؟ وعدم قدرتها على تحقيق اهدافها بعد ان تم عسكرتها وطورت المقاومة الاسلحة، مما ساعد اسرائيل في افشالها وتغولها في الدم الفلسطيني واوجدت المبرر للرد بعنف شديد، ودفع الشعب الفلسطيني اثمانا كبيرة بالدم وهدم البيوت وتدمير مؤسسات السلطة. اعتقد إن كان هذا تحول في مواجهة الاحتلال والاخذ بنموذج الانتفاضة الاولى فهذا سيساهم في مشاركة قطاعات كبيرة من الشعب الفلسطيني بالنضال بعد ان اقتصر خلال السنوات الماضية على تحييد فئات عريضة من الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال. غير أن ذلك يتطلب استعادة الوحدة الوطنية وقبل ذلك، من حق الفلسطينيين معرفة خطوات الرد لدى القيادة الفلسطينية على قرار ترامب، وبدون شعارات وحديث الخطوط الحمراء والصفراء، والخطابات النارية والهيجان، مطلوب مصارحة الناس بشفافية ماذا تريد القيادة الفلسطينية، وما موقفها من ما يسمى العملية السياسية والراعي الامريكي، ومن ثم بلورة موقف رسمي وشعبي فلسطيني، وما تبقى من مواقف عربية ودولية تتماهى مع الموقف الفلسطيني. فكرة الانتفاضة الأولى بحاجة الى توحيد الفلسطينيين واستلهام طاقاتهم بناء على خطة وطنية لاستعادة الوحدة وبرنامج وطني كفاحي قائم على الشراكة الوطنية، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية خاصة منظمة التحرير الفلسطينية كي تصبح ممثل شرعي حقيقي للكل الفلسطيني، وتعزيز صمود الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال ومشاريعه.