إسرائيل تعترف بوضع شروط للتسوية السياسية في الشرق الأوسط "لا يمكن لأي قائد فلسطيني أن يقبلها"

الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 07:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تعترف بوضع شروط للتسوية السياسية في الشرق الأوسط "لا يمكن لأي قائد فلسطيني أن يقبلها"



الشرق الأوسط اللندنية

أعلنت نائب وزيرالخارجية الإسرائيلية تسيبي حوتوبيلي أن حكومتها وضعت شروطاً للتسوية السياسية في الشرق الأوسط "لا يمكن لأي قائد فلسطيني أن يقبلها".

وفصلت حوتوبيلي، وهي نائبة من حزب الليكود الحاكم، هذه الشروط بقولها "لدينا ثلاثة مبادئ أساسية أبلغنا واشنطن بها، وقلنا بوضوح إنه لا يمكننا التنازل عنها، وهي رفض وجود أي سيادة على المنطقة الممتدة ما بين البحر المتوسط ونهر الأردن سوى السيادة الإسرائيلية، ورفض أي إخلاء لأي مستوطنة، والإبقاء على القدس موحدة وعاصمة وحيدة لإسرائيل"، ثم أضافت شرطاً رابعاً هو رفض عودة اللاجئين حتى إلى المناطق الفلسطينية.

وعندما سُئلت إن كان هناك قائد فلسطيني يمكن أن يوافق على هذه الشروط، أجابت بنبرة متهكمة "المجتمع الفلسطيني لا يتمتع بإرادة السلام. وهكذا هم قادته، لذلك لن نجد قائداً فلسطينياً مستعداً لقبول شروطنا... المجتمع الفلسطيني يحتاج إلى ثقافة السلام. وهم ليسوا ناضجين لصنع السلام ولا لإدارة دولة مستقلة. وما حصل في قطاع غزة يعلمنا أنهم ينتخبون (تنظيمات الإرهاب) لقيادتهم".

وأعربت حوتوبيلي عن أملها في أن يتفهم الأميركيون شروط إسرائيل بقولها "إنهم يتفهمون موقفنا بأن الاستيطان هو ليس العقبة أمام عملية السلام. لدينا رئيس يضع قضية إيران على رأس جدول الاهتمام، ويرفض أن يحتل مكانه الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وعلى عكس الإدارة السابقة، فالرئيس دونالد ترمب يرفض إملاء تسوية على الأطراف. وعلينا أن نعتاد على العيش من دون تسوية مع الفلسطينيين".

من جهة ثانية، كشفت "سلطة تطوير القدس" في الحكومة الإسرائيلية، ووزارة شؤون القدس والميراث، ووزارة السياحة وبلدية القدس الغربية، عن تسريع خطة لبناء القطار الهوائي الذي سيصل إلى البلدة القديمة المحتلة، ويتوقع أن يمر بجانب مواقع حساسة مثل الحرم القدسي، وأن يثير معارضة قوية من قبل الفلسطينيين والمجتمع الدولي.

وفجرت في الأسابيع الأخيرة لقاءات مع السكان المقيمين بجانب المواقع التي ستقام فيها محطات القطار، وتم إنشاء مركز إعلامي حول المشروع، الذي سيتم عرضه بعد ثلاثة أسابيع أمام اللجنة الوطنية للبنى التحتية.

وتقدر هيئة تطوير القدس أنه في حال عدم حدوث إخفاقات، فسيكون من الممكن البدء بتفعيل القطار الهوائي بحلول عام 2021، لكن المعارضة لهذا المشروع تتزايد في الوقت الحالي.

وتعرض سلطة تطوير القدس مشروع القطار الهوائي على أنه مشروع يهدف إلى حل مشكلة السير في محيط البلدة القديمة. وحسب الخطة، سيشمل في المرحلة الأولى إنشاء ثلاث محطات: الأولى بالقرب من مسرح الخان، والثانية بالقرب من موقف جبل صهيون، والثالثة على سطح مركز الزوار «كيدم» الذي يخطط لإقامته بجانب باب المغاربة وحائط المبكى.

ومن أجل إنشاء المشروع ستكون هناك حاجة لبناء أعمدة إسمنتية ضخمة يصل ارتفاع أعلاها إلى 26 متراً. وحسب المخططين فإن هذا القطار سيتمكن من نقل نحو 3000 مسافر في ساعات الذروة، ما يعني أنه يمكنه حل قسم كبير من مشاكل الوصول والاكتظاظ حول البلدة القديمة، وتوفير مئات حافلات الركاب التي تنقل السياح وحافلات المواصلات العامة يومياً.

وتعمل على تخطيط المشروع شركة دولية خبيرة في مشاريع مشابهة. لكن سلطة تطوير القدس لا تسارع إلى كشف اسم الشركة. فقبل عدة سنوات انسحبت شركة فرنسية من المشروع بضغط من الحكومة الفرنسية، بسبب حساسيته السياسية. وبالإضافة إلى المشاكل السياسية التي من المتوقع أن يثيرها المشروع، من المتوقع أيضاً أن يواجه المعارضة بسبب الأضرار التي ستلحق بقيم المحافظة على المناظر الطبيعية للمدينة القديمة. كما أن هناك من يقول إن المقصود هو تحويل القدس القديمة إلى "ديزني لاند"، وإن هدف القطار الهوائي جذب السياح وليس النقل العام.