نعيمة شلهوب: ولدت في أمريكا وجذوري هنا وقريباً سأكون في غزّة

الخميس 16 نوفمبر 2017 12:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
نعيمة شلهوب: ولدت في أمريكا وجذوري هنا وقريباً سأكون في غزّة



امريكا / سما /

 تغني للحرية والحياة وللناس المهمشين. تتقن من لغتها الأم كلمات غير مترابطة. ولدت في الولايات المتحدة، لكنها تشعر بجذورها راسخة في لبنان. نعيمة شلهوب، مغنية السول والموسيقية اللبنانية الأمريكية، شاركت بحماس واندفاع في انشطة هادفة في لبنان، وغادرته وحلمها العودة من جديد ليس إلى بيروت وحسب بل كذلك إلى غزة المحاصرة.
عن دوافع زيارتها لبيروت تقول شلهوب : ولدت في الولايات المتحدة، لكني أشعر بالحاجة للتواصل مع جذوري في لبنان، وأصدقائي من كل الدول العربية ومن فلسطين بخاصة. احترفت الموسيقى قبل سبع سنوات، رغم علاقتي المتواصلة معها منذ الطفولة. موسيقاي تحمل رسالة الحرية. قبل سنوات اجتمعت بياسمين ضاهر من الجامعة اللبنانية الأمريكية خلال لقاء TedxLAU وتحادثنا في امكانية انتاج ألبوم. وخلال عملي في السجون الأمريكية سألت المساجين عن فكرة تسجيل ألبوم معهم، فتحمسوا للفكرة. تأثرت خلال عملي لسنة كاملة مع السجناء، واجتاحني شعور قوي بضرورة انجاز عمل موسيقي عن الأماكن الضيقة كما السجون، وتلك المغلقة سياسياً كما غزة. يومها وعدت ياسمين بالعودة، وها قد عدت. وكان عملي الأول زيارة السجناء في رومية لساعات. ومن ثم كانت لي حفلات أخرى في لبنان. تقول شلهوب: وجدت حماساً لمشاركتي تجاربي الموسيقية. وبدوري شاركت بتجارب البعض وبشغفهم الفني. تحاورنا في كيفية تحقيق الذات، وكيفية تخطي المشاكل العامة أو الخاصة، أو تلك التي تجتاح القلب. اكتشفت أني أحمل مع هؤلاء الموسقيين هماً مشتركاً هو البحث عن الحرية والتعبير من خلالها.

أما اللقاء مع السجناء فكان مؤثراً للغاية. كان صعباً لي مشاهدتهم في تلك الأوضاع المزرية. يشكون من ضيق الأمكنة وندرة الماء. زرت سجن الرجال بالتعاون مع مؤسسة «كتارسيس» والفنانة زينة دكاش، وفي المرة المقبلة سأزور سجن النساء. أقدر جداً الفرق الذي احدثته زينة في حياة هؤلاء الناس، فهم عبروا عن مشاعرهم وكيف تتبدل حين يتواجدون في القاعة المخصصة لنشاطات كتارسيس العلاجية عبر المسرح. بعض السجناء لديهم ثقافة موسيقية، وهم من بادروا للحوار حول موسيقى البلوز التي نشأت في الولايات المتحدة بفعل الصراع بين البيض والسود الساعين للإنعتاق من العبودية. بعد حوار طويل، وخلال زيارة وحيدة امتدت لخمس ساعات كتب هؤلاء السجناء اغنية بلوز منها «باب يا باب.. برومية صعب يفتح الباب.. راحت روحي.. وما حا يفتح الباب».
من ضمن نشاطها في بلدها الأم احيت نعيمة شلهوب حفلاً في مترو المدينة قدمت خلاله اربعاً من اغنياتها الجديدة عن الحدود. تشرح مفهومها للحدود بالقول: هي ليست غالباً الحدود المتعارف عليها. هي الحدود بين انسان وانسان، وبين الانسان وذاته. كثيرون كتبوا في موضوع الحدود وقد قرأته شخصياً في كتابات ادوارد سعيد ومحمود درويش.
عبر يوتيوب تعرفت إلى صوت شلهوب تؤدي على طريقتها ووفق لفظها الخاص للغة العربية اغنية «قدك المياس». تعلن أن علاقتها بالموسيقى العربية تعود لبدايات وعيها. وتؤكد: في طفولتنا الأولى كانت اللغة العربية هي الأساس، وكانت الموسيقى العربية وحدها المسموعة في منزلنا. عندما كان يجتاحني الضعف كنت الجأ إلى الموسيقى العربية فأستعيد قوتي، فموسيقانا العربية تمدني بالمشاعر الإيجابية.
تعبر عن رغبتها بزيارة غزة، وتشبهها ب»سجن كبير لا مثيل له في العالم. جربت الربط موسيقياً بين غزة وما جرى في فرغيسين، ومظاهر العنصرية في المكانين. وكانت لي أغنية بهذا المعنى».
في بيروت تعاونت شلهوب مع عدد من الموسيقيين بعضهم من فرقة «طنجرة ضغط» تصفهم ب»الموهوبين للغاية والتعاون معهم مثمر جداً. كما تعاونت مع كريس ابراهيم من فلسطين، طنجرة ضغط من سوريا وأنا من لبنان، هو التنوع الذي احبه».
في اهداف شلهوب المستقبلية متابعة مشروعي «نامينا وبوردر لاند». تقول: سأعود إلى لبنان وسوريا وفلسطين، وكم أتمنى لو يكون فريق طنجرة ضغط برفقتي في هذه الجولة، لكن يستحيل دخولهم إلى فلسطين. وفي هذه الجولة سأكرر التعاون مع مؤسسات سكون، كتارسيس، الجامعة اللبنانية الأمريكية وساب مارين.