عون يطالب السعودية إعادة الحريري خلال أسبوع وإلا.. وهذه تفاصيل المكالمة السرية

السبت 11 نوفمبر 2017 12:24 م / بتوقيت القدس +2GMT
عون يطالب السعودية إعادة الحريري خلال أسبوع وإلا.. وهذه تفاصيل المكالمة السرية



بيروت / وكالات /

تواصل الرئاسة اللبنانية جهودها لكشف الغموض عن الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء سعد الحريري التي هزت لبنان، في وقت يتواصل فيه الغموض عن مصير الحريري في السعودية، وسط حديث عن احتجازه من قبل السلطات، وهو ما كانت الرياض قد نفته.

الرئيس اللبناني ميشيل عون كثف خلال الأيام القليلة الماضية من تحركه لإعادة الحريري إلى بيروت، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، فيما يبدو أن عون ينوي الاتجاه نحو تصعيد دبلوماسي ضد السعودية، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.

وقالت الصحيفة إنها حصلت على معلومات من مصادر مطلعة في لبنان، أن "الحراك الذي يقوده عون سيتصاعد ليبلغَ ذروته بالذهاب إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي في حال لم يعُد الحريري إلى بيروت قريباً ليُبنى على الشيء مقتضاه في موضوع استقالته في ظلّ إصرار على استمرار الحكومة الحالية حتى لو اضطرّ الأمر إلى إجراء استشارات يعاد بنتيجتها تكليف الحريري".

وأضافت الصحيفة أن الرئيس اللبناني أبلغ وفوداً دبلوماسيةً التقاها أنه "لن ينتظر أكثر من أسبوع لجلاء مصير الحريري، قبل أن يضطرّ إلى نقلِ الملف إلى المجتمع الدولي.
ولفتت "الجمهورية" إلى أن "هنالك استعدادات دولية لمساعدة لبنان في هذا المسعى، في إشارة ضمنية منه إلى استعدادت روسية وأخرى غربية"، وفق قولها.

وكشفت الصحيفة عن أن عون تلقى اتصالاً من رئيس الحكومة الحريري السبت الماضي، وهو يوم استقالة الحريري، وقالت إن "عون ذكر أمام مجموعة الدعم الدولية أن الحريري أبلغه بأنه لم يعد قادراً على تحمل الوضع وبأنه سيكون في بيروت في غضون يومين أو ثلاثة أيام كحدّ أقصى، لكنّه ومنذ ذلك الوقت لم يسمع صوته ولم يعد إلى بيروت".

"لم يغير موقفه"

من جانبها، كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، عن تفاصيل لقاء أجراه عون مع القائم بالأعمال السعودي، وليد البخاري، وقالت إن عون أصر خلال اللقاء على "إعادة الحريري وعائلته إلى لبنان"، وأضافت الصحيفة نقلاً عما قالت أنه أحد المقربين من عون، وقال إن الأخير أسمع "البخاري ما يجب أن يسمعه من دون أي تجميل للموقف"، يقول أحد المقرّبين من عون.

وقالت الصحيفة بالحديث عن تفاصيل اللقاء، أن عون سأل البخاري مُستفسراً: "ما الذي استجدّ حتى يُقدّم الحريري استقالته؟"، فردّ القائم بالأعمال السعودي، بحسب ما ينقل المُقرّب من الرئيس، بأنّ "الحريري ضاق ذرعاً بتصرفات حزب الله".

لكن "عون لم يقتنع بالجواب السعودي"، وفقاً لـ"الأخبار"، التي أضافت أن عون قال للقائم بالأعمال بضرورة أن "نرى الحريري ويعود إلى لبنان، فهو رئيس للحكومة".

وبيّنت الصحيفة أن البخاري رد على كلام عون بالإشارة إلى أن استقالة الحريري أتت بملء إرادته، وبأنّه لا يعيش في الإقامة الجبرية، وأضاف: "وفي حال أردتم التأكد، بإمكانكم إرسال موفدكم المُقرّب (قاصداً وزير الخارجية جبران باسيل، الذي حضر اللقاء) إلى السعودية لمقابلة الحريري".

وأشارت صحيفة "الأخبار" إلى أن الرئيس عون، ووزير الخارجية لم يُعطيا البخاري جواباً، إلا أنّ المصدر المُقرّب من عون ومصدراً آخر في قصر بسترس يؤكدان "الاتجاه لعدم تلبية الدعوة، وعدم إعطاء جواب فوري سببه كسب المزيد من الوقت، وإفساحاً في المجال أمام المفاوضات التي تجري، علّنا نتمكن من حلّ قضية الحريري".

ويشرح المصدران أنّ لقاء الحريري في الرياض "يعني إنهاء الضغوط التي نقوم بها محلياً، فهناك هو مُسيّر. العديد من السفراء الغربيين التقوا الحريري في السعودية، من دون فائدة. ولنفترض أنّه أبلغ باسيل إصراره على الاستقالة وأنّه مُهدّد أمنياً، هل بإمكاننا الاستمرار في القول إنّنا ننتظر عودته لنبني على الشيء مقتضاه؟ لن نُقدّم للسعوديين هذه الورقة، والأفضل أن يأتي هو إلى لبنان".

وعن إمكانية لجوء عون إلى مجلس الأمن، نقلت الصحيفة اللبنانية سؤالاً توجه به أحد السفراء للرئيس عون عما "إذا كان المقصود هو تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي"، فردّ عون بالقول: "كل الخيارات متاحة".

ويشار إلى أن الحريري أعلن السبت 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 عن استقالته من منصبه عبر خطاب متلفز من السعودية، مرجعاً قراره إلى "مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله، من فرض أمر واقع بقوة سلاحه".