المصالحة بخير ولا حرب في الأفق.. أمير الترك

السبت 04 نوفمبر 2017 02:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
المصالحة بخير ولا حرب في الأفق.. أمير الترك



 تسير المصالحة بخطوات بطيئة ثابتة، وفي الفترة المقبلة سيلمس المواطن نتائج المصالحة في حياته اليومية، ولكن بالمقابل هناك عراقيل وتهديدات إسرائيلية، مستمرة كمحاولة اغتيال توفيق أبو نعيم، وقصف نفق لأحد الفصائل الفلسطينية. كل ذلك يأتي في محاولة لدفع الفصائل للرد على هذه المحاولات، ولكن الحالة الجمعية للفصائل تؤكد بأنها ملتزمة، موحدة خلف الوحدة الوطنية و المصالحة. ما يحدث الآن أن الفصائل تدرس كيفية ومكان الرد، حتى لا تتيح الفرصة لحرب، ويبدو إسرائيل لا تريد الحرب، و لكن الأخيرة تسعى لمواجهة غير موسعة ومحسوبة جدا هدفها تعكير مياه المصالحة، وإظهار السلطة بمظهر ضعيف متهالك، ليس لها نفوذ في غزة، وأن كل ما حدث في القاهرة من إتفاق مجرد حبر على ورق، وبذلك تستغل الترويج للمجتمع الدولي وخلق ذارئع لقتل كل حياة قادمة لأهل غزة. تهديد الفصائل لإسرائيل بالرد على جرائمها دفع الإحتلال للاستنجاد بمصر للتدخل، وهذا دليل آخر أن إسرائيل لا تريد حرب كما في السابق، مما شكل ورقة قوة لمصر ضد إسرائيل ومحاولاتها فى عرقلة المصالحة. و هنا نتحدث عن الدور المصري المهم، وكذلك الفصائل التي احترمت التدخل المصري، مما يدلل علي أن الفصائل تصدرت المشهد السياسي بشكل كبير، خاصة أن السلطة قالت فى أكثر من موقف أن سلاح الفصائل شأن داخلي، لايحق لإسرائيل التدخل فيه. أعتقد أن غزة خارج حسابات أي رد على جرائم الإحتلال الأخيرة في قطاع غزة، بهدف تجنيب اتفاق المصالحة كل المشكلات، ومن يتابع تصريحات قيادات الفصائل يمكنه فهم سير الأمور حتى الآن ، والقيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تعيش فترة عصيبة، فاجتماعاتها المتكررة للتفكير في شكل رد الفصائل، يعد نجاح فلسطيني غير مسبوق، وخاصة أن حكومة الإحتلال تركز نشاطاتها حالياً علي الحدود الشمالية. نحن أمام عهد جديد في التعامل والرد على الجرائم الإسرائيلية، ولا يوجد أي فصيل فلسطيني إلا ويدرك كيفية التخطيط الإسرائيلي، وذلك بعد خبرة كبيرة في ثلاث إعتداءات همجية ( حروب) عنيفة على قطاع غزة. هنا ندرك! علينا آلا نجر الدب إلى كرمنا، بل التعامل معه عن بعد؛ فكل هذا الإدراك والنضج في تفكير الفصائل ظهر جلياً هذه الفترة، من خلال إتقانهم فنون اللعب مع الإحتلال والحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية، فكل مايمكن حدوثه في أي رد قادم، سيكون حدث موضعي لن يتطور لمواجهة واسعة بمعنى الحرب كسابقاتها.