الرئيس الفلسطيني مع أم ضد المصالحة.. أمير الترك

الجمعة 20 أكتوبر 2017 04:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس الفلسطيني مع أم ضد المصالحة.. أمير الترك



 نتابع كل يوم تصريحات جديدة عن إتفاق القاهرة وتطبيق المصالحة، بعض التصريحات صحيحة وأخري عكس ذلك، فإما يتبعها أجواء تفاؤل أو يأس، وذلك يعود إلي طبيعة ما يصرح به المسؤولين. أما المواطن فهو في حيرة من أمره، ولسان حاله يقول؛ هل ستنجح المصالحة؟، وسيكون لها تطبيق فعلي على أرض الواقع، أم سيكون مصيرها الفشل، كالمرات السابقة؟، هذه الأسئلة وغيرها، حرمت المواطن النوم والشعور بالآمان. ومن الملفت في الأونة الأخيرة، وبعد التوقيع علي اتفاق المصالحة في القاهرة؛ الزيارات المتكررة للوفود الأجنبية التي تعلن مباركتها للمصالحة، بشكل لم نعهده من قبل. في المقابل يبدو للعلن أن "إسرائيل" تحاول عرقلة جهود المصالحة، ولكن في باطنها تحاول صياغة المصالحة بما يتوافق مع مصالحها، وهذا يشكل خطورة كبيرة جداً من حيث النتائج، التي حتماً لن تكون في صالح المواطن. ومما يزيد القلق والإحباط لدي المواطن، التساؤل الملح والأكثر أهمية، لماذا لم يرفع الرئيس العقوبات عن قطاع غزة، بالرغم من الأجواء الإيجابية، والمحاولات الإسرائيلية المعلنة ضد المصالحة الفلسطينية؟ الإجابة بسيطة، تتلخص بأن المواطن يريد إنجاز فعلي وسريع، يراه ويلمسه، مما يشعره ببطئ التنفيذ، أو يدفعه للتفكير بأن الرئيس لايريد المصالحة، هذا أولاً. أما ثانياً، فنحن نتحدث عن 11 عاماً من الإنقسام، انعدمت خلالها الثقة بين كل من فتح وحماس، وتدهورت الحياة بكل تفاصيلها في غزة؛ ومن المستحيل أن نجد عصا سحرية تعالج آثار تلك الحقبة السوداء في غضون شهر واحد. عزيزي المواطن؛ لماذا نستعجل سير الأمور، وقد صبرنا سنوات عديدة الفترة الماضية، فالأمور الآن تسير في اتجاهها السليم، رغم البطئ المتناهي في التنفيذ. من جهة أخري نجد مصر قد حذرت وبشكل صارم، طرفي الإنقسام من أي محاولة لعرقلة تطبيق إتفاق المصالحة، بل وهددت بفرض عقوبات قاسية من قِبل مصر وجامعة الدول العربية، لمن يخالف. ونرى الآن ردود طرفي الانقسام، المنسجمة والمتناسقة ضد تصريحات الحكومة الإسرائيلية التي تحاول في كل لحظة كسر حالة الإستقرار السياسي في المشهد الفلسطيني . مصر الضامن الوحيد، وهي مهندسة الإتفاق ، لن تسمح لأي طرف بالتلاعب وإفساد المصالحة، كما أننا أمام جهود مصرية متوقعة، لمصالحة فتحاوية داخلية بين النائب محمد دحلان والرئيس محمود عباس، ستُنهي تلك السنين العجاف،التي عشناها، لنحيا بكرامة وراء قرار موحد بإرادتنا، فكل أمنياتنا أن ترى هذه الجهود النور قريباً. لقد انتهت فترة التحالفات مع الأجندات الغريبة المشبوهة، التي لا تخدم مسار القضية الفلسطينية ، فكل الأطراف السياسية أصبحت ناضجة جداً في التعامل بمسؤولية مع المصير القادم، وخاصة مع تزامن الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، حيث أننا نقف أمام مفترق طرق يحدد مستقبلنا جميعاً، بما في ذلك كل الفصائل الفلسطينية بدون استثناء. بعد كل ماسبق؛ لماذا يسعي الرئيس محمود عباس وحماس لإفشال المصالحة؟ بالطبع؛ سؤال غير منطقي وغير صحيح، لكنه مجرد توتير لأجواء المصالحة، ليس أكثر. عزيزى القارئ، تمهل، ولاتكن عجولاً، فجميعنا نريد حياة كريمة، وحرية نتوق لتذوق طعمها منذ زمن.