المصالحة .. وعقلية المؤامرة.. عماد الفالوجي

الجمعة 20 أكتوبر 2017 07:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المصالحة .. وعقلية المؤامرة.. عماد الفالوجي



من الطبيعي ان تخيم عقلية المؤامرة على كل حدث يمر به شعبنا خاصة وأن كل حدث يصاحبه بعض الشواهد والتساؤلات تؤكد أو توحي بأن هناك شيء ما وراء كل ما يجري ،، ومن هنا تأتي الكثير من التساؤلات حول سرعة إنجاز المصالحة بسرعة غير متوقعة ، وفجأة حلت ملفات كان يعتقد الجميع أنها معقدة وقد تؤدي الى صدام ، والسؤال الآخر لماذا الآن وفي هذا التوقيت بالذات خاصة والحديث يدور حول " صفقة ترامب السياسية " ؟ وهل للمصالحة علاقة بذلك ؟ ولماذا هذا الترحيب الدولي الكبير من العدو قبل الصديق ؟ ولماذا هذا الصمت الغريب الإسرائيلي ؟؟ اسئلة كثيرة من الطبيعي أن تتبادر الى ذهن محللين غارقين في عقلية المؤامرة ،، وستكون الإجابات على الأغلب تحليلات أيضا .

حتى الانقسام عندما وقع كان محاط بعقلية المؤامرة وأن طرفي الانقسام هما فقط أدوات في فلك منظومة سياسية إقليمية أكبر منهما ، والشواهد كثيرة على ذلك ، وهناك إجماع أن الانقسام كان يحقق مصلحة إسرائيلية في تقسيم الواقع الفلسطيني وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية لضرب حلم الدولة الفلسطينية الواحدة ،، ولكن ماذا حدث لتصمت إسرائيل بعد احد عشر سنة من الانقسام لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتمكين حكومة واحدة في قطاع غزة والضفة الغربية ؟ ، هل أصبحت المصالحة تصب في مصلحة الكيان الإسرائيلي .. كيف ؟ أم أن المصالحة فرضت فرضا عليها والسؤال من فرضها ؟؟ هل هي السياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة تتطلب حدوث تغيير في الواقع الفلسطيني ؟؟ هل قطاع غزة يشكل مكان خاص في قلب الخطة الأمريكية الإسرائيلية الجديدة ؟

وهناك تحليل آخر يؤكد أن الكيان الإسرائيلي فشل في تطويع الانقسام لصالحه عبر شركائه في المنطقة وأن حركة حماس استطاعت ان تبني جهازا أمنيا عسكريا تجاوز الحد المسموح به وأصبح يشكل خطرا حقيقيا على الاستقرار المرسوم في المنطقة ، وأصبح ليس من الضروري الآن حل أو ضرب الجهاز الأمني والعسكري للحركة بقدر ضرورة وقف تقدمها العسكري أو تجميده وهذا لن يتحقق إلا بكسر احتكار حركة حماس لقطاع غزة عبر السماح بتحقيق المصالحة الداخلية ..

ستبقى الكثير من التساؤلات المطلوب الاجابة عليها خلال المرحلة المقبلة .