مباراة غير عادلة..زياد خدّاش

الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 04:18 م / بتوقيت القدس +2GMT



بأوجاع في العنق والساقين ودم خفيف على الصدغ الأيمن، رأيته واقفاً تحت مطر الله العظيم، أسفل سور مطعم، محنيّ الرقبة، متسمراً بنوع غريب من السعادة التي تتضور برداً، يحدّق في شاشة كبيرة معلّقة أعلى ساحة المطعم الخارجية المغطاة بالنايلون المقوى، المطعم محتشد بالبطاطا المقلية ودخان السجائر وبالناس صمتاً حيناً وضجيجاً حيناً، لم أخرج من المقهى لأسأله لماذا لا يذهب إلى البيت ليشاهد المباراة هناك؟، لم أجرؤ على ذلك، كنت أخاف من إجابة أتوقعها، مثل رجل يخاف من هزّ كتف صديق (كان يجلس معه فسكت جسده فجأة) خوفاً من اكتشاف موته.
لم أشاهد المباراة على الشاشة، كما فعل أصحابي، شاهدتها كاملة بتفاصيل الأهداف والخسارات على وجه الطفل، "بياع" أغلفة الهويات الخضراء، خلف النايلون المقوّى من جهة الريح تماماً، كانت مباراة من نوع آخر بين فريقين مجنونين: برد العالم وفرح الأطفال.