ارنس : المصالحة اعطت عباس شرعية تمثيل شعبه والمفاوضات القادمة ستركز على صواريخ حماس والجهاد

الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 03:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
ارنس : المصالحة اعطت عباس شرعية تمثيل شعبه والمفاوضات القادمة ستركز على صواريخ حماس والجهاد



القدس المحتلة/سما/اطلس للدراسات /

كتب موشيه ارنس وزير الحرب الاسرائيلي السابق : 

لقد وقعت فتح وحماس على اتفاق آخر للمصالحة، وهذه ليست المرة الاولى ولن تكون الاخيرة. في هذه اللحظة يبدو أن الاتفاق يبشر بالتغيير. قبل أكثر من عشر سنوات طردت قوات حماس رجال فتح من غزة في حرب اهلية دموية. الآن جاءت السلطة التي تسيطر عليها فتح الى غزة من اجل تسلم السلطة المدنية في القطاع. والاتفاق هو نتيجة مصالحة مشتركة بين فتح وحماس والرئيس المصري السيسي.

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يدعي منذ سنوات أنه يمثل الشعب الفلسطيني، ولهذا فان له صلاحية التفاوض باسمه. ومنذ أن انفصلت حماس عن فتح أصبح هذا الادعاء فارغ من المضمون. ورغم أن عباس حضر اجتماعات دولية كممثل للشعب الفلسطيني، فان العالم يعرف أنه لا يستطيع أن يأخذ على عاتقه التزامات باسم كل الشعب، لهذا فهو لا يستطيع التفاوض باسمه. ورغم كل الإنكارات إلا أنه هو نفسه يعرف ذلك. فقد كان يحتاج إذا الى الشرعية، واتفاق المصالحة من شأنه تشكيل خطوة في طريق هذه الشرعية.

في السنوات الاخيرة تلاشت تدريجيا صلاحيات حماس في غزة نتيجة العمليات التي شنها الجيش الاسرائيلي حيث تدهورت جدا ظروف الحياة في القطاع، وزادت المعارضة لحماس في اوساط السكان في القطاع، لأنهم يعرفون أن قيادة حماس غير مستعدة للتخفيف من معاناتهم. كذلك اصبحت حماس معزولة أكثر، ويبدو أن مصادر التمويل لها من الخارج قد جفت. كما أن المساعدات المالية التي تم تقديمها لغزة في السابق من قبل الرئيس عباس تم تأخيرها بشكل متعمد. لقد شعرت حماس بأنه لا خيار لها سوى التوصل الى اتفاق مصالحة، ويبدو انها مستعدة لنقل السلطة المدنية في غزة الى السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح. ويمكن الافتراض أنه بدون مصر لم يكن الاتفاق ليتحقق. يوجد للمصريين مصالح، ولا يقل عن ذلك، يوجد لهم تأثير على الطرفين. حكومة مصر غارقة في حرب يومية ضد الارهابيين الذين يتركزون اساسا في سيناء، وأحد اهداف سياستها الاساسية هو أن تمنع حماس من مساعدة هؤلاء الارهابيين ومنحهم ملجأ في غزة.

من ناحية مصر، الحصول على مساعدة حماس في حربها ضد الارهاب، هو اضافة اخرى. هل يستطيع اتفاق المصالحة مساعدتها في ذلك؟ الايام ستجيب عن ذلك. السيسي يهتم ايضا بتحسين موقف مصر باعتبارها دولة عظمى في العالم العربي، وهذا الاتفاق يساهم في ذلك.

يوجد لمصر ذخر يمكن بواسطته أن تستخدم تأثيرها وقوتها مثل السيطرة على الدخول الى والخروج من قطاع غزة. هذه المعابر هي شريان الحياة بالنسبة للسكان في القطاع، وبالنسبة لحماس نفسها. مصر يمكنها ايضا التأثير على علاقة عدد من الدول العربية مع حماس، أي أنها تستطيع أن تصعب جدا حياة حماس.

هنا بالضبط يوجد التقاطع بين المصالح الاسرائيلية والمصرية. فإسرائيل تقوم بمساعدة مصر في محاربة الارهاب في سيناء. وإذا كان الاتفاق سيدعم المصريين في هذه الحرب، فان هذا الامر سيخدم ايضا المصالح الاسرائيلية.

لكن مصلحة اسرائيلية الاساسية هي نزع سلاح حماس في القطاع. آلاف الصواريخ التي تملكها حماس والجهاد الاسلامي تشكل خطر دائم على السكان الاسرائيليين في جنوب اسرائيل. وكلما زاد مدى هذه الصواريخ فان اجزاء أكبر من اسرائيل ستكون معرضة للخطر. إن القضاء على هذه القدرات كان يجب أن يكون أحد اهداف عملية "الجرف الصامد"، والاتفاق بين فتح وحماس ربما يكون خطوة اولى في هذا الاتجاه. ويمكن ايضا أن يكون مناسبا بالنسبة لمصر، حيث أن اندلاع متجدد للأعمال العدائية بين حماس واسرائيل لن يفيد المصالح المصرية. وإذا صمد الاتفاق فان هذا الامر سيكون النقطة القادمة في المفاوضات. هي تستطيع وسائل الضغط التي توجد لدى مصر في كل ما يتعلق بحماس أن تؤدي الى تحقق هذا الهدف؟ سنعيش ونرى.

وزير الحرب الاسرائيلي الاسبق