رسالة حب فلسطينية إلى مصر... د.محمدأبو سمره

الإثنين 16 أكتوبر 2017 07:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
رسالة حب فلسطينية إلى مصر... د.محمدأبو سمره



على مدى سنوات الإنقسام اللعين الطويلة الإحدى عشرة ، وعلى مدى الأيام والأسابيع الأخيرة تحديداً كانت عيون وقلوب فلسطين كلها من بحرها حتى نهرها ، ومن شمالها حتى جنوبها ، وفي كافة ومخيمات اللجوء والشتات والمنافي القريبة والبعيدة ، والأسرى من داخل زنازين القهر والعذاب والمعاناة في سجون العدو ، ترنو وتتوجه بكافة مشاعرها وأحساسيها وآمالها وطموحاتها نحو القاهرة عاصمة أم الدنيا ، مصر الشقيقة الكبرى ، حيث حيث استضافت القاهرة منذ الشهر الماضي ، حتى الخميس الماضي 12/10 الجولات الأخيرة من حوارات ومفاوضات المصالحة الفلسطينية بين وفدي حركتي فتح وحماس ، وحبست غزة أنفاسها ، وعاشت غزة حالة من الترّقب الشديد والقلق والأمل ، لما ستتمخض عنه مفاوضات المصالحة ، حيث أنّ أهل غزّة، هم من دفعوا غالياً ثمن الإنقسام الفلسطيني المؤسف واللعين على مدى أحد عشر عاماً ، ولذلك فهم كانوا يعيشون طيلة جلسات الحوار بين الطرفين الفلسطينيين المنقسمين أقصى حالات التوتر والقلق والترقب والحذر ، على أمل أن تنجح القيادة المصرية وقيادة المخابرات العامة المصرية ، في دفع فتح وحماس نحو المصالحة وإنهاء سنوات الإنقسام والآلام الفلسطينية ، وقد نجحت بالفعل القيادة المصرية من خلال وزير وقيادة وكبار مسؤولي جهاز المخابرات العامة المصرية ، في تذليل كافة العقبات ، وإزالة كافة العوائق والموانع التي كانت تعيق تحقيق المصالحة الفلسطينية ، وفي يوم الخميس 12أكتوبر / تشرين أول 2017 ، تم الإعلان الرسمي ومن داخل مقر جهاز المخابرات العامة المصرية عن إنهاء أسوأ حقبة عاشها الشعب الفلسطيني على مدى أحد عشر عاماً من الإنقسام والفرقة والتشتت والبغضاء والأحزان والآلام ، وقد استقبلت جماهير قطاع غزة ، والجماهير الفلسطينية هذا الإعلان والإنجاز التاريخي الذي نجحت القيادة المصرية في تحقيقه ـــ رغم كُثرة المعوّقات والتحدّيات والعوائق والمشاكل والإحباط والموانع ـــ بالورود والأفراح ورفع الأعلام المصرية بأحجام كبيرة في الميادين العامة ، وخصوصاً ميدان الجندي المجهول ، والذي دشّنه الزعيم المصري والعربي الخالد جمال عبد الناصر ، إحياءً لذكرى الشهداء المصريين الأبطال الذين قاتلوا العدو الصهييوني واستشهدوا دفاعاً عن أرض فلسطين وكرامة الأمة العربية ، وكذلك رفعوا الأعلام فوق جدران وأسطح الأبراج السكنية والبنايات والمؤسسات الأهلية والرسمية ، كما رفعوا صور الرئيسين الفلسطيني والمصري ، وخرجت المسيرات والتظاهرات في غالبية مدن القطاع والضفة الغربية ترفع الأعلام الفلسطينية والمصرية وصور الرئيسيين محمود عباس وعبد الفتاح السيسي وصور معالي وزير المخابرات العامة المصرية السيد اللواء خالد فوزي ، ووزّع الفلسطينيون الحلوى والورود في الشوارع ورفعوا اليافطات التي كتب عليها شكراً مصر ، ورددوا الهتافات بالشكر لمصر ورئيسها وقيادتها ولرئيس المخابرات العامة المصرية، وعبّر الفلسطينييون في غزة والضفة والقدس المحتلة والمناطق المحتلة عام 1948 ، وأمان اللجوء والشتات الفلسطيني عن شكرهم العميق وامتنانهم لمصرالشقيقة الكبرى رئاسة وحكومة وشعباً ، وخرج أهالي غزة من كافة بيوتها وعائلاتها وعشائرها وشوارعها ومخيماتها وقراها ، وغالبية الفصائل الفلسطينية ، وهم يقولون : شكراً مصر ، شكراً للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، شكراً لمعالي الوزير خالد فوزي ، شكرأً للمخابرات العامة المصرية ، شكرأً للحكومة وكافة القيادات المصرية ، شكراً للشعب المصري ، وبعث الفلسطينييون برسائل حب إلى مصر ورئيسها وحكومتها وقيادتها وشعبها ، وهم يأملون أن تنجح القيادة المصرية بالتعاون مع القيادة الفلسطينية في إزالة كافة رواسب ومُخلّفات وآثار الإنقسام اللعين ، مثلما نجحت في تحقيق المصالحة والإعلان عن إنهاء الإنقسام بين فتح وحماس ، حيث أنّ مصر الشقيقة الكبرى وبتعليمات واضحة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وبجهود وإدارة وعبقرية معالي وزير المخابرات العامة المصرية سيادة اللواء خالد فوزي ووكلاء وقادة وكبار مسؤولي جهاز المخابرات المصرية، والتي وضعت عنواناً محدداً للجولة الأخيرة من حوارات ومفاوضات المصالحة الفلسطينية التي احتضنتها ورعتها واستضافتها القاهرة : ( ممنوع الفشل ) ، وقد تزامنت توجيهات وتعليمات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لوزير ومسؤولي المخابرات العامة المصرية بضرورة تذليل كافة العقبات من أجل النجاح في تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الإنقسام الفلسطيني ، مع توجيهات وتعليمات مماثلة من السيد الرئيس محمود عباس لوفد حركة فتح الذي ترأسه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد ، وشارك فيه مسؤولون آخرون أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح ، ورئيس المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج ، وقد تشكّل الوفد الفتحاوي من ثلاثة قادة من الضفة الغربية المحتلة ، وثلاثة قادة آخرين من قطاع غزة ، بالإضافة إلى ناطق إعلامي متخصص بلسان الوفد وحركة فتح ، بالإضافة إلى السفير الفلسطيني بالقاهرة د.جمال الشوبكي ، ومجموعة من المستشارين والكوادر الفنية ، وكانت تعليمات وتوجيهات الأخ الرئيس أبومازن لوفد فتح ، بضرورة التجاوب مع الجهود المصرية وإنجاحها لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الإنقسام الأسود ، وكذلك ضرورة عدم التوقف أمام أية معوقات أو أسباب يمكنها أن تتسبب في منع تحقيق المصالحة الفلسطينية ، أو يمكنها أن تؤدي إلى إعاقة دهود الشقيقة الكبرى مصر لإنهاء الإنقسام ، وكان الرئيس أبومازن على اتصال مستمر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والوزير خالد فوزي ، ومع وفد حركة فتح ، الذي حصل منه على ضوء أخضر لإنجاز إتفاق المصالحة مهما كان الثمن ، وفي المقابل كان هناك تجاوب مشترك مابين وفدي حركتي فتح وحماس ، وقد أظهر الوفدان حسن النوايا وتوفرت لديهما الإرادة السياسية لطي صفحة الإنقسام اللعين ، وإنجاز وإعلان إتفاق المصالحة ، تمهيداً لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة . وكشف الإحتضان المصري للمفاوضات الصعبة والشاقة والمُعقّدَّة للمصالحة الفلسطينية ، عن الإصرار المشترك للرئيسين الفلسطيني والمصري وللقيادتين الفلسطينية والمصرية على تحقيق المصالحة الفلسطينية ، وإغلاق ملف الإنقسام الأسود ، بالتزامن مع إرادة ورغبة حقيقية وإصرار لدى الشارع الفلسطيني وحركتي فتح وحماس ، على ضرورة تجاوز هذه الحقبة السوداء في تاريخنا وواقعنا الفلسطيني ، حيث ساهم الإنقسام اللعين في تقسيم الجغرافيا والنظام السياسي الفلسطيني ، وتفتيت المكونات والبنية الإجتماعية والثقافية والسياسية ، وإضعاف حضور القضية الفلسطينية وتأثيرها في الرأي العام العربي والإسلامي والدولي ، ولهذا فقد تحرّكت القيادتان المصرية والفلسطينية محكومتان بالأجندة والمصلحة الفلسطينية ، دون النظر أو الخضوع لأية أجندات أوحسابات إقليمية ودولية بعيدة عن الشأن والمصلحة الفلسطينية ، حيث أنه على مدى التاريخ كانت ولازالت مصلحة مصر وفلسطين ، مصلحة واحدة ، محكومة بروابط ووشائج الأخوة والجوار الجغرافي والدم والمصير الواحد والمشترك ، ففلسطين هي القضية المركزية لمصر العرب والمسلمين ، وقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومعه الشعب الفلسطيني وغالية الفصائل والقوى والتيارات والهيئات الفلسطينية عن أهمية ومركزيّة الدور المصري في القضية الفلسطينية ، وأنه : ( لم ولن يسمح لأحد ، سوى مصر الشقيقة الكبرى بالتدخل في الشأن الفلسطيني) ، حيث أنّ الكل الفلسطيني لديه إجماع على أنّ التدخل المصري في الشأن الفلسطيني ، هو تدخل لحماية المصالح والثوابت والحقوق والإنجازات والمكاسب والإستحقاقات والقضية الفلسطينية ، فمصر هي الشقيقة العربية الكبرى ، وهي الدولة العربية والإسلامية المركزية والمحورية، والأكثر تأثيراً وحضوراً على مستوى المنطقة والإقليم والعالم. وقد نجحت مصر ورئاستها ومخابراتها وقيادتها فيما فشل وعجز عن تحقيقه العرب جميعاً والعديد من الدول الإسلامية والأوروبية ، نجحت مصر بثقلها وقوتها وتأثير حضورها في الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية والأوروبية والدولية ، وبما تمتلك من أدوات ضغط وتأثير في تحقيق المصالحة الفلسطينية ، كخطوةٍ أولى على صعيد تمكين الحكومة الشرعية الفلسطينية من العودة إلى إدارة شؤون قطاع غزة ، والتخفيف من معاناة أهلنا وشعبنا هناك ، وتحسين المستوى المعيشي ، كمقدمة لرفع الحصار الصهيوني الظالم المفروض عليه منذ عام 2006 ، وإيجاد حلول لكافة المشاكل التي يعاني منها اهلنا وشعبنا في غزة ، وكذلك كمقدمة نحو تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الشاملة ، وإعادة بناء اللُحمّة الفلسطينية ، وتقوية وتدعيم أسس البيت الفلسطيني الداخلي ، وحماية القضية الفلسطينية من التذويب والإنهاء ، ودعم مواقف القيادة الشرعية الفلسطينية في مواجهة كافة الإستحقاقات التاريخية الفلسطينية ، وفي مقدمتها الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ، وهي ستكون أوّل دولة تحت الإحتلال تحصل على هذا المقعد ، وبالتالي العمل موحدين من أجل الحصول على حقنا في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، على الأراضي الفلسطينية المحتلة يوم 5يونيو/ حزيران 1967 ، وهذا ماتم الإجماع عليه فلسطينياً كحل مرحلي ومؤقت ، وبالتأكيد فإن نجاح مصر في إعادة توحيد الصف الفلسطيني سوف يعزز من قدرة الرئاسة والقيادة الفلسطينية على التحرك في كافة المحافل والمؤسسات الدولية لنيل كافة الحقوق الوطنية الفلسطينية ، وبنفس الوقت سيعزز من حضور القضية الفلسطينية ، ومن عودة مكانتها وتأثيرها في المنقطة العربية والعالم ، بالإضافة إلى أنّ اتفاق المصالحة ، وإنضمام حركة حماس للنظام السياسي الفلسطيني ، وحماية مصر للإتفاق ، ولقطاع غزة وللنظام السياسي الفلسطيني ، سيجعل من المستحيل على أحد ( عربياً ، وإقليمياً ، ودولياً) المطالبة بإعتبار حركة حماس حركة إرهابية ، وقد نجحت مصر في حفظ ماء الوجه لأطراف الإنقسام الفلسطيني وأغلقت الملفتات الشائكة ، وصاغت الإتفاق على قاعدة ( لاغالب ولا مغلوب ) ، وبنفس الوقت تم تجاوز العقبات التي ظهرت سابقاً من خلال عشرة اتفاقات سابقة للمصالحة على مدى الأحد عشر عاماً ، بأن وضعت قواعد وأسس وخطط ذكية لإنجاح الإتفاق ، قامت على قاعدة ( تنفيذ الإتفاق خطوة ، خطوة) ، ولذلك يمكننا تسمية اتفاق المصالحة الأخير بـــ : ( إتفاق الخطوة ، خطوة ) ، وطالما أن مصر هي الضامن والحارس والحامي والحافظ للإتفاق ، والشريك الأساس فيه ، فهو سيلاقي النجاح المرجو منه ـــ بإذن الله ــــ ، خصوصاً خصوصا أنّ الرئاسة والقيادة الفلسطينية ، والشارع الفلسطيني بكافة أطيافه ، يقف من وراء مصر ، ومن وراء القيادتان الفلسطينية والمصرية دعماً للإتفاق ، وتصميماً وإصراراً لإنجاجه، ولسان حال الشارع الفلسطيني على مدار الساع يقول : شكرأً مصر الشقيقة الكبرى . شكرأً للرئيس المصري والبطل القومي العربي / الفلسطيني عبد الفتاح السيسي . شكرأ لمعالي وزير المخابرات العامة المصري سيادة اللواء خالد فوزي ، وكافة وكلاء ومسؤولي وقيادات وكوادر جهاز المخابرات العامة المصرية . شكراً للحكومة المصرية ، والشعب المصري الأصيل . شكرأً للرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وسفارة فلسطين بالقاهرة ، ووفد حركة فتح وقيادتها . شكراً لوفد حركة حماس وقيادتها .