الشباب وحماية المصالحة.. سليم الهندي

السبت 14 أكتوبر 2017 04:05 م / بتوقيت القدس +2GMT



إن حماية المصالحة مسئولية وطنية يتطلب على الكل الفلسطيني وخاصة الشباب لأنهم خلال الانقسام عاشوا سنوات صعبة نتيجة غياب الرؤية الفلسطينية والأفق السياسي واستمرار الحصار والبطالة والفقر.

ومن هنا على الشباب أخذ زمام المبادرة والعمل بكل طاقاتهم من أجل الحرص على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في بنود المصالحة ، وتشكيل شبكة أمان لحمايتها وتكثيف كل الجهود على كافة المستويات حتى تدور عجلة المصالحة نحو تحقيق آمال شعبنا الفلسطيني وأن نتفرغ لما هو مهم هو بناء مشروعنا الوطني الفلسطيني نحو الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس والتصدي لكل الانتهاكات الاسرائيلية التي أنهكت الجسد الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس الشريف ، والعمل على وقف الإرهاب الاسرائيلي المستمر في بناء الوحدات الاستيطانية في كل شبر من أرض فلسطين والعمل المستمر لدى حكومة الاحتلال على تهويد المدينة المقدسة من خلال الاعتداءات المستمرة التي تمارسها حتى قضت على حلم الدولة الفلسطينية وحل الدولتين.

ان الشباب هم من يمثل الحماية الحقيقية للمصالحة وهم صمام الأمان لها ، لذلك لا فشل هذه المرة في جلسات المصالحة لانه سيشكل نكسة حقيقة للمشروع الوطني الفلسطيني وسيقضي على آمال وطموح الشباب، لذلك هم من سيحمي المصالحة وهم معول البناء للدولة الفلسطينية القادمة ولن يسمحوا للعابثين بالقضاء على أحلامهم وطموحهم وآمالهم.

ان المعركة الحقيقة تتجسد في مقاومة الاحتلال وقطعان المستوطنين، ويجب علينا أن نضع برنامج وطني متفق عليه يضمن مشاركة الكل الفلسطيني في صناعة القرار سواء في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بالشعب الفلسطيني. شبابنا الأعزاء، المسئولية كبيرة والهم الفلسطيني أكبر وهذا يتطلب منا توحيد الجهود الشبابية والتجمعات الشبابية والأطر الطلابية وكل الأجسام الشبابية العاملة والنشطة في مختلف محافظات الوطن حتى تشكل سياج متين لحماية المصالحة الفلسطينية، وأن نتغلب على المصالح الفئوية والحزبية المقيتة التي أضرت بنا وبشعبنا وبمقدراته.

ان زيارة الحكومة الفلسطينية الأخيرة إلى قطاع غزة تشكل منعطف مهم في إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية واللحمة بين أبناء شعبنا الفلسطيني بين شطري الوطن، حيث نثمن موقف كل الجهود التي بذلت من أجل إنجاح زيارتها إلى غزة، ونتمنى أن تتمكن الحكومة من العمل في الوزارات والمؤسسات الحكومية حتى تساهم في إنهاء معاناة أهلنا التي استمرت منذ أكثر من عشر سنوات.

الشباب هم وقود الثورات وهم أمل الأمم، نتطلع بعيوننا نحو القاهرة وكلنا ثقة بالجهود المصرية ودورها الريادي اللا محدود في دعم القضية الفلسطينية، حيث قدمت مصر الآلاف من الشهداء من أجل فلسطين، وكلنا ثقة بأن الجهود المصرية ستتكلل بالنجاح في تحقيق المصالحة الفلسطينية لأن مصر حريصة على وحدة شعبنا بمختلف قواها السياسية، غداً سيكون هناك مستقبل جديد يضمن لنا العيش بحرية وكرامة.