خطاب ترامب ضد إيران تبني لمواقف نتنياهو وانعكاس للتطرف.. علي ابوحبله

السبت 14 أكتوبر 2017 03:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
خطاب ترامب ضد إيران تبني لمواقف نتنياهو وانعكاس للتطرف.. علي ابوحبله



خطاب الرئيس الأمريكي ترامب بشأن الاتفاق النووي مع إيران جاء ليرضي اليمين المتصهين واللوبي الصهيوني وأطلق جملة تهديدات امريكيه ضد إيران والحرس الثوري وحزب الله ومنظومة الدفاع الصاروخية الإيرانية وتطرق في خطابه مهاجمة الرئيس السوري بشار الأسد . خطاب ترامب قال سنراجع الاتفاق النووي مع إيران وهو الاتفاق الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية لن نسمح لإيران امتلاك الاسلحه النووية ولن نسمح تهديد أمن حليفتنا إسرائيل ولا أمن حلفاءنا في الخليج ترامب أطرب حلفاءه الإسرائيليين وعلق نتنياهو أن خطاب ترامب فتح بابا لتغيير الاتفاق النووي وقد سعى نتنياهو إلى ذلك مع الكونغرس في عهد أوباما وفشل ترامب فتح باب من أبواب الصراع مع إيران ضمن محاولات ضغوط يفرضها على إيران للانسحاب من سوريا والعراق ،خطاب ترامب تهديد ووعيد قد يفتح أبواب الحرب مع حزب الله وإيران حيث تدفع إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية لهذه الحرب خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، وإعلانه عدم التصديق على التزام طهران بالاتفاق النووي، والتهديد بالانسحاب منه في حال لم يُصاغ كما تشتهي إدارته، كان خطابا في غاية الأهمية، وهذه الأهمية لا تكمن فيما قاله ترامب، بل فيما لم يقله. ما لم يقله ترامب، هو نجاح إيران في جعل أمريكا معزولة عن حلفائها لأول مرة، فلم يشر ترامب في خطابه إلى حلفائه وشركائه الأوروبيين والغربيين، وهم الذين طالما سايروا أمريكا في سياستها إزاء إيران. ما لم يقله ترامب، أن الاتفاق النووي (خطة العمل المشتركة الشاملة) بين إيران والقوي الست الكبرى، هو أقوى من أن يمزقه كما وعد مرارا. ما لم يقله ترامب، انه لا يملك أي بديل للاتفاق النووي الدولي، لذلك جاء خطابه استعراضيا أكثر منه استراتيجيا. ما لم يقله ترامب، انه تحدث باسم “إسرائيل” وليس باسم الشعب الأمريكي، لذلك جاء التأييد من “إسرائيل” سريعا وقويا، وهو تأييد لم يحصل عليه ترامب حتى من قبل رفاقه الصقور في الحزب الجمهوري. ما لم يقله ترامب، انه من الصعب خلق هوة بين الشعب الإيراني وبين نظامه وقوات حرس الثورة الإسلامية، لذلك جاء خطابه متناقضا وبشكل فاضح، فهو “يدعم” وفي نفس الوقت يتهم الشعب الإيراني. ما لم يقله ترامب، أن تهديده بالانسحاب من الاتفاق ما لم يتم إدخال “تعديلات” عليه، لم يلق آذنا صاغية لدى من وقعوا إلى جانب أمريكا على الاتفاق مع إيران، ففرنسا و بريطانيا و ألمانيا و روسيا والصين والاتحاد الأوروبي، رفضوا إدخال أي “تعديلات”، وكان رفض منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني، المس بالاتفاق ملفتا عندما أكدت أن الرئيس الأمريكي يملك صلاحيات واسعة إلا انه لا يملك القدرة على إلغاء الاتفاق. ما لم يقله ترامب، أن رضوخه للاملاءات الصهيونية، سيحدث شرخا كبيرا في علاقات أمريكا مع حلفائها الأوروبيين، وكان وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل أكثر صراحة من الجميع عندما أعلن أن عدم تصديق ترامب علي التزام إيران بالاتفاق النووي سيقرب الأوروبيين من روسيا والصين ويدفعهم إلى اتخاذ موقف مشترك معهم

مالم يقله ترامب، انه يكذب وان إيران بشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية والعالم كله ، صادقة بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي، فبعد خطاب ترامب واتهام إيران بعدم الالتزام بالاتفاق، أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو على أن إيران تخضع لأشد نظام للتحقق النووي في العالم. لم يشر ترامب في خطابة حتى إلى دليل واحد وهو يلصق الاتهامات بإيران، ولم يستند في هذا الخطاب إلى أي منطق سوى منطق القوة، متناسيا جرائم بلاده في إيران والعالم، وقتلها مئات الآلاف البشر ، واستخدامها السلاح النووي، ودعمها لـ”إسرائيل” في عدوانها على شعوب المنطقة، ولأكثر الأنظمة تخلفا في التاريخ، لذا طفح خطابه بسيل عارم من الأكاذيب والسباب. خطاب ترامب، كان خطابا لرئيس مأزوم لم يجد بين دول العالم سوى السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب “إسرائيل” من يدعمه في موقفه الشاذ من الاتفاق النووي، بينما العالم كله كان إلى جانب إيران، التي أكد رئيسها حسن روحاني أن إيران ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي الدولي ما دام يخدم مصالحها الوطنية، وإن قرار ترامب سيعزل أمريكا، مع بقاء الدول الأخرى الموقعة عليه ملتزمة به. في غمرة التناقضات لخطاب ترامب فان الإعلام الإسرائيلي احتفى بخطاب ترامب ضدّ إيران ويؤكّد أنّه تبنّى حرفيًا موقف نتنياهو وتحذيرات إسرائيليه من الشراكة مع رئيسٍ أمريكيٍّ مزاجيٍّ على استعدادٍ لقيادة العالم لحربٍ عالميّةٍ واعتبرت المصادر السياسيّة في تل أبيب أنّ ما ورد في الخطاب هو عمليًا تقبّل الموقف الإسرائيليّ حول خطورة الاتفاق من ناحية، وحول الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة، عن طريق نشر ودعم الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ومن الجدير بالذكر أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، هنا مساء أمس الجمعة، الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، على كلمته ضدّ إيران، ورأى أنّ هناك فرصة لتغيير الاتفاق النوويّ وسلوك طهران في المنطقة، بحسب قوله. مراسل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون العبريّ، أور هيلر، كان “عاتبًا” على الرئيس الأمريكيّ لأنّه لم يأتِ على ذكر البديل في حال عدم انصياع الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران للشروط الأمريكيّة، وقال في هذا السياق، إنّ الرئيس ترامب، خلافًا لسلفه، باراك أوباما، لم يلجأ إلى التهديد بالتدّخل العسكريّ، زاعمًا في الوقت عينه أنّ الرئيس ترامب أراد ربمّا عن طريق ذلك إرضاء ناخبيه والرأي العام في الولايات المُتحدّة الذي بات ليس مستعدًا وليس جاهزًا لإرسال قوّاتٍ عسكريّة لمُحاربة إيران في الشرق الأوسط، على حدّ قوله. في السياق عينه، ذكّر موقع (تايمز أوف أزرائيل) ما هو عدد المرات التي ذكر فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران في خطاب الأمم المتحدة؟ وردّ قائلاً: 12 مرة، وفي كلّ مرة لكي يؤكّد على تهديدها، أمّا عدد المرات التي ذكر فيها كلمة الفلسطينيين تساوي صفر. وحينها قال بنيامين نتنياهو إنّه بعد أكثر من 30 عامًا من تجربتي مع الأمم المتحدة لم أسمع أبدًا خطابًا أكثر جرأةً وشجاعةً من قبل. وتابع رئيس الوزراء الإسرائيليّ إنّ الرئيس ترامب قال الحقيقة حول المخاطر الكبرى التي تواجه عالمنا وأصدر دعوة قوية لمواجهتها من أجل ضمان مستقبل البشرية، بحسب تعبيره. صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، وفي تحليلٍ نشرته على موقعها الالكترونيّ، كانت كعادتها وسيلة الإعلام العبريّة الوحيدة، التي غردّت خارج السرب، إذا جاز التعبير، وقال المُحلل حيمي شاليف، إنّ خطاب ترامب كان عمليًا “مُحاسبةً ثاقبةً” مع عدوه اللدود، باراك أوباما، وتابع قائلاً إنّه في طهران وفي تل أبيب وجدوا الأسباب التي تُرضي الطرفين من الخطاب، ولكن للجميع بات معروفًا، جليًّا وواضحًا أنّ الدافع الرئيسيّ والمفصليّ للخطاب هو كره ترامب الأعمى لسلفه في البيت الأبيض، ولفت المُحلل الإسرائيليّ إلى أنّ ترامب على استعدادٍ لعزل الولايات المُتحدّة الأمريكيّة عن العالم، وأنْ يُخاطر بمُواجهةٍ عسكريّة، فقط من أجل إرضاء نزواته، على حدّ وصفه. وبرأي المُحلل شاليف فإنّه بعد أنْ يستيقظ رئيس الوزراء نتنياهو من نشوته، يتحتّم عليه أنْ ينظر إلى طرفي المعادلة: فمن ناحية عليه أنْ يأخذ بعين الاعتبار أنّ ترامب تبنّى موقفه ضدّ إيران قولاً وفعلاً قلبًا وقالبًا، ولكن من الناحية الثانية، يتعيّن على نتنياهو أنْ ينظر جيّدًا في الطرف الثاني من المعادلة، وبنوعٍ من الخوف والكآبة أيضًا: إلى أين ستقود الشراكة مع الرئيس الأمريكيّ المزاجيّ العالم الحرّ، وأيضًا الدولة العبريّة، بحسب تعبيره. أمّا محررة صحيفة (غلوبس) الإسرائيليّة- الاقتصاديّة، والتي كانت ضيفةً على القناة العاشرة بالتلفزيون العبريّ، فتحدثت بإسهابٍ عن تبعات إلغاء الاتفاق النوويّ مع إيران على الاقتصاد الأمريكيّ، وقالت في هذا السياق إنّه بعد توقيع الاتفاق قامت إيران بالتوقيع على اتفاقٍ مع شركة “بوينغ” الأمريكيّة لشراء عددٍ كبيرٍ من الطائرات المدنيّة، والتي تصل تكلفتها إلى 3 مليارات دولار، وأضافت أنّ الاتفاق لم يخرج حتى الآن إلى حيّز التنفيذ، ولكن في حال فرض قيودٍ وعقوباتٍ جديدةٍ على إيران من قبل الكونغرس، كما ينص القانون، فإنّ إيران ستقوم بإلغاء الصفقة، التي ستعود سلبًا على الاقتصاد الأمريكيّ، كما لفتت إلى أنّ الدول الأوروبيّة لن تتنازل عن الاتفاق مع إيران، بسبب ارتفاع حجم التبادل التجاريّ بين القارّة العجوز والجمهوريّة الإسلاميّة، وهو الارتفاع الذي بدأ مباشرةً بعد توقيع الاتفاق النوويّ مع طهران، قبل سنتين ونيّف. ترامب وضع المنطقة على فوهة بركان قابل للانفجار إذا استمر ترامب في سياسته الحمقاء ، وإسرائيل تجد نفسها في وضع يتيح لها شن حرب على حزب الله والتدخل في سوريا وتهديدات حسن نصر الله وبيان الخارجية الإيرانية يحمل التحدي للسياسة الامريكيه والرد على أي عدوان إسرائيلي سيكون رد غير مسبوق ، وان الأجواء التي تسود المنطقة تحمل نذر التصعيد وحلفاء أمريكا يحبسون أنفاسهم بفعل سياسة ترامب التي تحمل نذر حرب عالمية ثالثة وهي ستكون حرب مدمره إذا وقعت ، خطاب الرئيس الأمريكي ترامب ضد إيران يمهد للحلف لدول الاعتدال العربي مع إسرائيل ، وهو يقدم إغراءات لإسرائيل للحل مع الفلسطينيين ضمن ما يعرف صفقة القرن لحل القضية الفلسطينية . باتت المنطقة مرشحه لحروب جديدة بعد انهزام المشروع الأمريكي الصهيوني في سوريا والعراق ، ومعطيات التعاطي مع السياسة الامريكيه وسياسة التهديد والوعيد التي يطلقها ترامب ضد إيران وكوريا الشمالية ستشهد دول المنطقة صراع مباشر بعد هزيمة القوى والمجموعات المسلحة المدعومة من أمريكا وإسرائيل ودول إقليمية دعمت داعش والنصرة وغيرها من المجموعات المسلحة في سوريا والعراق ولبنان الرد الإيراني كما الرد الكوري الشمالي جاء في خطاب حسن روحاني الرئيس الإيراني الذي وصف خطاب ترامب بالبذيء ويتهم أمريكا أنها وراء التصعيد للصراعات في المنطقة ، ويقول سنضاعف خطتنا الدفاعية في صناعة الصواريخ للدفاع عن مصالحنا ،ويقول الاتهامات الأمريكية باطله ولن نؤخذ على حين غره وما سمعناه تكرار للأكاذيب الأمريكية ،ويختم الشعب الإيراني متحد والشعب الإيراني سيواجه أي عدوان ولن يؤخذ على حين غره ،ويقول سنحترم الاتفاق النووي ونتعاون مع وكالة الطاقة الذرية طالما الاتفاق يحقق مصالحنا وأضاف إذا الاتفاق النووي لم يحقق أهدافنا ومصلحتنا سنرد وفق التحليلات والتصريحات وارتفاع نبرة التصعيد والوعيد فان المنطقة والعالم اجمع بات على فوهة بركان قابل للانفجار المدمر فهل هناك من يطفئ ويخمد النيران قبل أن تشتعل لتطال جميع دول العالم