إسرائيل في قلب عاصفة المصالحة.. امير الترك

الأربعاء 11 أكتوبر 2017 03:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل في قلب عاصفة المصالحة.. امير الترك



لليوم الثاني على التوالي ، جولات المصالحة مستمرة في القاهرة، بسرية تامة لم يُصرح إلا كونها أجواء إيجابية، ولكن! هل ستتوج هذه الأجواء بما يتناسب وتطلعات الشعب الفلسطيني؟ تحديداً في قطاع غزة أعتقد، نعم حتى اللحظة .
المصالح كثيرة لكل الأطراف، وهذا كفيل لإنجاح هذه الحوارات، ولكنها بمثابة حقل ألغام يجب أن تتعامل معه الأطراف بكل حذر، حتى ينال كل طرف أهدافه، وهذا ما يحدث حالياً وبصعوبة كبيرة .
غزة بالنسبة لمصر تُعتبر أمن حدودها في سيناء، ويجب تأمينه جيداً، ولذلك تصر على استلام السلطة زمام الأمور الأمنية في غزة، أما السلطة فتعتبر المصالحة ورقة قوة لمواجهة الطرف الإسرائيلي، في أية مفاوضات قادمة، من خلالها أنها ستفرض سيطرتها علي كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
 أما إسرائيل فلن تمرر المصالحة دون أن تستفيد منها، بصفقة أسرى تنهي ملف جنودها بغزة،  كما أنها تحاول تبريد جبهة غزة؛ للتفرغ للجبهة الشمالية في سوريا ولبنان حتى تحقق مكاسبها هناك .
وبالتزامن مع حوارات القاهرة الجارية الآن، وصل بشكل مفاجئ وفد إسرائيلي إلى القاهرة ، و بذلك نستدرك بأن مصر تحاول إنجاز المصالحة الفلسطينية، من خلال العمل على أكثر من مسار، وهذا جهد وعبئ كبير في عالم السياسة.
 كما أن المصلحة الخفية العلنية تقريباً في ذات الوقت، آبار الغاز الموجودة على شواطئ قطاع غزة،  فهي ثروة كبيرة لن يستطيع أحد الاستفادة منها دون إستقرار أمني في قطاع غزة، ولا أعتقد أن مصر طرف في ذلك؛ بقدر إهتمامها ببعدها الأمني في القطاع،  ورغبتها في التعامل مع طرف واحد شرعي، وليس طرفي انقسام.
وهنا بديهياً؛ لا بد من وجود إسرائيل في أي اتفاقية إقتصادية أو سياسية قادمة، لأنها قادرة علي إيقاف أي جهود دبلوماسية، لإنجاز أي اتفاق كونها دولة إحتلال، و تسيطر على الكثير من الشأن الفلسطيني.
 لذلك! تقوم مصر في هذه المرحلة، بجهود كبيرة جداً لرفع المعاناة عن المواطنين في غزة، التي باتت تشكل عبئ كبير على كل من يحيط بها، ووجب إنهاء أي معاناة في القطاع المحاصر، في حين تحاول إسرائيل، ( قطع الحلاوة على مقاس أسنانها) - كما يقال بالعامية- ، والساعات القادمة تحمل الكثير والكثير، وليس بمقدورنا إلا الانتظار .