ديبلوماسية الرياضة..فوز مصر وعبد السلام هنية ..باسم رمضان

الإثنين 09 أكتوبر 2017 01:36 م / بتوقيت القدس +2GMT
ديبلوماسية الرياضة..فوز مصر وعبد السلام هنية ..باسم رمضان



من قال إن الرياضة بعيدة عن السياسة ونقيضها؟ ..لا احد يستطيع ان ينكر اهمية الديبلوماسية الشعبية والتي تقف على راسها الرياضة في مسارات الشعوب والامم، حيث اعتبر الكثيرون الدبلوماسية الرياضية صناعة نامية تركز على استخدام حب الرياضة لتوحيد الناس من مختلف الخلفيات الاجتماعية والثقافية. وهي تستخدم العمل الجماعي للرياضة كوسيلة لتعزيز التقدير والتفاهم المتبادلين بين المجموعات على الصعيدين المحلي والدولي. 

في هذا الاطار وكتعبير عن حب فطري فلسطيني لمصر الحبيبة ،شكلت الرياضة وسيلة تواصل متألقة استطاع بها اهل غزة الصابرون الصادقون التعبير عن حبهم لمصر وتقدمها في مناسبات عديدة كانت تاخذ طابعا عفويا صادقا رغم ما شاب علاقة مصر بغزة من توترات وارتدادات سياسية غير مسبوقة.

في ظل ما كان يحدث كان هناك من يعمل في غزة ليل نهار مؤمنا بحب فلسطين وغزة لمصر ومعبرا عن دفقات قلبها الحي تجاه ارض الكنانة وشعبها ومؤمنا في الوقت ذاته بان اللحطة التاريخية الحاسمة اتية لا محالة لتعرف المحبوبة السمراء ان هنا في هذه البقعة الجغرافية المحاصرة "غزة" من رفض منذ الانقسام الفلسطيني ان يتم تشويه هذا الحب او يتخلى ولو عاطفيا عن مسار رسمه كل غزي في قلبه ووجدانه لمصر.

لا نريد الحديث مطولا عن شخصية رياضية فلسطينية قادت هذا التوجه في غزة وفي فلسطين بصفة عامة حيث شهدت ساحات غزة وانديتها عشرات الاحتفالات على مدار سنين طويلة وفي مهرجانات كروية كبيرة تعبيرا عن حب مصر وعشقها وبعيدا عن التعقيدات السياسية في المنطقة.

ليس مدحا في احد وانما لاعطاء كل ذي حق حقه ، فقد استطاع عبد السلام هنية بوعي فطري وذكاء تراكمي متأصل به  ان يواصل مسيرة حب مصر عبر بوابته الرياضية والتي لم تتاثر صعودا او هبوطا بالتغيرات السياسية في مصر خلال العقد الماضي ليثبت انها كانت تعيبرا عن ظاهرة اصيلة ومتاصلة في نفوس الفلسطينيين واهل غزة.

ولا يخفى على احد بان السيد عبد السلام هنية استطاع بـ"ديبلوماسية الرياضة الشعبية" ان يحافظ على وحدة وطن في احد اهم المجالات وهي الرياضة في الوقت الذي كانت فيه الخلافات بين فتح وحماس تصل الى حدودها القصوي لتجد في المقابل ان تعاونا رياضيا هاما كان تتجسد معالمه في الحركة الرياضية الفلسطينية يقوده هنية الابن وكأن رسالة الفلسطينيين كانت عبر بوابة الرياضة الشعبية الفلسطينية "باننا موحدون وجدانيا وعاطفيا وهو الاهم ".

ومن المفيد ايضا ان نتذكر انصافا لـ"عبد السلام هنية" انه طالب امير قطر الحالي عندما كان رئيسا للجنة الاولمبية القطرية بان تكون مشاريع الدعم الرياضية موزعة بين الضفة وغزة في وقت كان الانقسام الفلسطيني في اوجه وكان لسان حاله يقول "لا فرق بيننا وهذا الانقسام اللعين زائل وغزة كما الضفة وكل فلسطين وما نحصل عليه نتقاسمه معكم".

ما حدث بالامس وما شاهده عشرات الملايين من المصريين والعرب من فوز مصر على الكونغو وصعودها لنهائيات كاس العالم وما صاحب ذلك من تعبيرات واشادات  مصرية بغزة وجمهورها المحتفي بالفوز كان دليلا حاسما على نجاح الديبلوماسية  الرياضية الشعبية وقائدها بلا منازع عضو المجلس الاعلى للشباب والرياضة عبد السلام هنية.

لم يصدق الغزيون بكاء احد مقدمي البرامج المصرية وهو يرى الالاف من سكان غزة يحتفلون بنصر مصر وهو يقول "الله الله يا غزة .الله الله ايتها الحبيبة..بكرة حنزورك واهلك موحدين ..بص الناس بتعمل ايه بغزة ..احنا بنحبكم زي ما بتحبونا". 

وغني عن القول بان احتفالات غزة الفلسطينية بفوز مصر الكبير وما صاحب ذلك من ردود افعال في الشارع المصري يشكلان صمام امان لسنوات طويلة كتعبير عن حالة عشق وانصهار بين فلسطين ومصر تثبت بان كل ما شاب العلاقة سابقا كان مؤقتا وان فلسطين لا يمكن لها الا ان تكون ظهيرا لارض الكنانة التي تشكل رافعة لكل من ارد الحياة في هذه المنطقة.