بشرى غزة وحمض ليبرمان النووي ..هارتس

الإثنين 09 أكتوبر 2017 10:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بشرى غزة وحمض ليبرمان النووي ..هارتس



يكتب عودة بشارات، في "هآرتس"، انه من المؤسف أن المعلق أفيشاي بن حاييم، لم يفحص في إطار برنامجه "الحمض النووي اليهودي"، على القناة العاشرة، الحمض النووي لوزير الأمن أفيغدور ليبرمان. أستطيع أن أراهن أنه لن يكون حمض نووي يهودي ولا عربي، ولا حتى روسي. سيكون حمض نووي من الشر، إذا كان هناك شعب بهذا الاسم. لقد حان الوقت حقا لاختراع آلية لقياس درجة الشر الكامن في الحمض النووي بدلا من الإسناد العرقي. الحمض النووي العرقي يثير الغثيان، وخصوصا عندما يستخدم لتحديد من هم الأبناء (البيولوجيين بالطبع) الذين سيرثون "عقارات الآباء".

خلال كتابة هذه السطور، يوم أمس، كانت قد انقضت ستة أيام منذ بداية الإغلاق الذي فرضه ليبرمان على الأراضي المحتلة، الحمد لله، خمسة أيام أخرى، وينتهي الإغلاق الكبير. وعندها سيتم تجديد نشر الحواجز والفحص الأمني والغارات بقوة، في محاولة لسد الفجوة التي خلقتها أيام العطلة التي قضى خلالها السادة عطلاتهم بدون ازعاج.

من قال انه توجد عدالة في العالم؟ ليس هناك عدالة. هناك فقراء وهناك اغنياء، هناك اقوياء وهناك ضعفاء، هناك من يتواجدون في الأعلى، وهناك من يتواجدون في الأسفل. اذن، حين تكون في الأعلى، لا تطرح ادعاءات ضد أولئك الذين داسوا عليك عندما كنت في الأسفل. سوف يقولون لك: "يا حبوب، ها أنت في الأعلى، ولذلك قبل أن تعظنا على الأخلاق على ما فعلناه عندما كنا في الأعلى، حقق العدالة لأولئك الذين دفعتهم للتو الى القاع. فالاختبار هو في هذه اللحظة بالذات، عندما يمكنك أن تفعل شيئا، وليس عندما تستدير العجلة مرة أخرى، وتعيدك إلى الأسفل، لأن العجلة، مثل الحياة، لا تتوقف للحظة - مرة أنت فوق، ومرة أنت تحت.

ولكن الآن ايضا، حين يتواجد الفلسطينيون في الأسفل ويخضعون للحصار، لا يبدو أن الشمس تلاحظ بأن ليبرمان موجود، وتواصل الاشراق. والفلسطينيون، بصفاقتهم، مثل قاطرة فقدت الفرامل، يسارعون نحو الوحدة. وفي الحكومة اليمينية الإسرائيلية ينتفون شعرهم، وكل من يتواجد هناك يسارعون إلى تهديد الفلسطينيين لئلا يتوحدون، وفي الوقت نفسه يحرضون دول العالم على الخطوة الحتمية من اجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وهكذا، مرة أخرى، بعد مرات كثيرة سابقة، تتعارض السياسة التي تتبعها إسرائيل مع مصالح شعوب المنطقة. فما هو الخطأ في سعي الشعب الفلسطيني الى لئم الانقسام، وبدلا من وجود قيادتين، تصبح له قيادة واحدة؟ كل جار جيد يصلي كي يحل السلام في بيت جاره. إلا في إسرائيل، ينظرون إلى كل سلام في بيت الجار على أنه قنبلة ذرية موقوتة. من تسبب له رفاهية الجار مشاعر الحزن، على غرار التاسع من آب (حسب التقويم العبري ذكرى خربا الهيكل – المترجم)، يجب عليه أن يفحص ما هو الخطأ لديه، ويجب عليه أن يقوم بإجراء حساب مع النفس، وكيف تولدت لديه مصلحة تتصادم مع مصالح جيرانه.

بشرى الوحدة القادمة من غزة هي أيضا بشرى للمجتمع الإسرائيلي العاقل. هكذا سيكون من الممكن التحدث مع قيادة فلسطينية واحدة، بدلا من التحدث مع جانب واحد والصراع مع الآخر. وإذا عدنا إلى السؤال اليهودي القديم: "هل هذا جيد لليهود؟" إذن الجواب بسيط: نعم، إنه جيد لليهود، لأنه جيد للفلسطينيين. وإذا كان جارك على خلاف مع نفسه، فهذا ليس جيدا بالنسبة لك ايضا. هذا أمر جيد بالنسبة لليهود، لأنه، بالإضافة إلى قيادة واحدة، تبذل جهود هائلة لتنفيذ مبدأ سلاح واحد.

إذا كان هناك رجال حكماء في القدس، هدفهم الوحيد هو أن تحقيق المنفعة لليهود، يجب عليهم المساعدة في إكمال المصالحة. وكما أن لدى إسرائيل مجموعة من الأهداف لإيذاء الفلسطينيين، فإن لديها أيضا مصرفا هائلا مع فرص لا حصر لها لمساعدتهم، مثل الجار الجيد. وبدلا من إهانة محمود عباس، الذي اتضح أنه ليس "منتوف الريش" ويمكنه تنفيذ خطة بعيدة المدى، كهذه، يجب على إسرائيل أن تدعم جهود المصالحة. وبدلا من وجه حصار ليبرمان، حان الوقت لإظهار وجه مشرق، يكون الحمض النووي فيه مليئا بالخير هذه المرة.

بقلم عودة بشارات