واللا العبري : استعراض لمصر أو مصالحة حقيقية ؟

الخميس 28 سبتمبر 2017 12:04 م / بتوقيت القدس +2GMT
واللا العبري : استعراض لمصر أو مصالحة حقيقية ؟



ترجمة اطلس للدراسات

كتب ماير بوخبوط في "واللا العبري : -  فاجأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) الجميع قبل حوالي خمسة أشهر بقرار تقليص رواتب عشرات الآلاف من الموظفين، وتقليص إمدادات الوقود والكهرباء لقطاع غزة، رئيس السلطة يكره حقيقة عدم سيطرته على القطاع منذ عقد من الزمن، ومع ذلك يموّل أنشطة لحماس دون مقابل. السلطة أوضحت أنه في حال تنازلت حماس عن صلاحياتها في قطاع غزة فإن التمويل سيعود، لكن رؤساء التنظيم لم يوافقوا، وشجعوا تظاهرات ضد الرئيس أبو مازن.

الشارع الفلسطيني في غزة نجح في إبقاء رأسه فوق المياه، وفي إسرائيل شعروا بالقلق إزاء الأزمة الإنسانية. جهات سياسية اقترحت دراسة إمكانية التدخل ومنع قطع الكهرباء، لكن في النهاية تقرر دعم نهج أبي مازن الذي مارس الضغط على حماس. رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية توجه لتركيا طالبًا مساعدتها، لكن يحيى السنوار - الشخصية الأقوى في قطاع غزة - رأى تعزيز خطوتين، مدّ يده في جيب الحركة بشكل استثنائي وموّل الفجوة التي خُلقت لكي يوفر الكهرباء، السنوار أدرك أنه لو مد يده لتركيا فإنه سيخسر مصر كوسيط في الأزمة، وبذلك سيضر باحتمالات فتح معبر رفح.

القاهرة دعت مسؤولي حماس ومن بينهم السنوار، هنية، أبو مرزوق، وحتى العاروري الذي وصل من بيروت، الفكرة كانت تهدف للتوصل لمصالحة تشمل إعادة التمويل مقابل استئناف تأثير السلطة الفلسطينية على قطاع غزة. تنتظر مصر هذه الأيام رد أفراد حماس على طلب الموافقة على نقل صلاحيات المعابر الحدودية للسلطة الفلسطينية، صلاحيات متعلقة بالشؤون المدنية، وتعيين قوات أمنية للسلطة، ليس فقط داخل القطاع، بل أيضًا على طول الحدود الإسرائيلية.

إنها لأيام حاسمة، ثمة حذر في النظام السياسي والأمني في إسرائيل، ويقدر مسؤولون سياسيون بأن الخطوة المفترض ان تُخرج أبا مازن من الوحل قد تقدمه مجددًا كـ "بطة عرجاء"، لم ينجح بتعزيز مخطط سياسي جديد من أجل تهدئة الأجواء. بعد أن تمنى الكثير في الشارع الفلسطيني أن يلتزم أبو مازن بقوله ويضع المفاتيح ويخلي مكانه للجيل الشاب، قرر هو أن يختار من جديد أفراده لمناصب في فتح من صفوف الجيل القديم في مؤتمر فتح السابع، وقد تدخل أيضًا في الانتخابات المحلية بقوة حين رأى أن جزءًا من الأماكن سيطرت عليها قوائم مشتركة لحماس وفتح.

رغم الحذر والتوتر بين غزة ورام الله، في إسرائيل يقدرون بأن الطرفين لا يثقان حقًا بأن تتم المصالحة، وأن المحادثات تجري من أجل إرضاء مصر ومن أجل تحقيق فوائد شخصية للطرفين. إذًا، بعد نصف عام من الأزمة قد يجد أبو مازن نفسه مجددًا مخيبًا لآمال الشعب الفلسطيني. هذا ليس كل شيء، بل في أعقاب الخطوة العدوانية التي قام بها أبو مازن لإعادة السيطرة لنفسه في قطاع غزة، سمح لعدوه محمد دحلان بوضع قدمه في قطاع غزة، وتعزيزه - على الأقل في وعي يحيى السنوار - كقائد خط متين ضد السلطة الفلسطينية.

أبو مازن لم يجد تعاطفًا من قبل الأردن أو قطر والامارات العربية، حتى الساحة الدولية لا تعنيهم حقًا هذه المشاكل الفلسطينية؛ حيث يفضلون التركيز على ما يحدث في سوريا، مشروع النووي الإيراني وكوريا الشمالية.

إعلان حماس والسلطة الفلسطينية له أهمية وسيكون له تداعيات بالنسبة للمصالح الأمنية والسياسية لإسرائيل. في اسرائيل يقدرون بأنه في الأيام القادمة سيعلن الطرفان عن خطوط عامة للاتفاق، وفي المقابل عن موعد توقيع الاتفاق في مصر. من جانبه، يستعد وفد من مسؤولين أمنيين مصريين رفيعي المستوى للوصول لقطاع غزة من أجل بحث كيفية تنفيذ التفاهمات بشكل عملي.

المستفيد الأكبر من وراء كل الاتصالات والمحادثات هي مصر، التي تعود لمقدمة الساحة وتوسع من تأثيرها في المنطقة. في إسرائيل يدعون أن الخطوة إيجابية، لكنه ليس بالضرورة سيخدم إسرائيل في وضع الحرب أو التصعيد بين الجيش الاسرائيلي وحماس.