أدب السيرة الذاتية ممتع جدا ويغرقك بتجارب اﻵخرين فيهديك خبراتهم على طبق من ذهب، فهو مفيد في صقل الشخصية ويعينك في اقتفاء الأثر، ويوفر عليك الكثير من التعب والتجارب.
ومن أكثر من أبهروني في كتابة السير الإمام حسن البنا رحمه الله، في كتابه مذكرات الدعوة والداعية وهو كتاب عبقري في تناول اﻷحداث ورسم سيناريو الشخصية بأسلوب شيق وممتع. وقد اعتمد السينارست وحيد حامد كثيرا على مذكرات الدعوة والداعية لكتابة سيناريو مسلسله الجماعة.
كما أدهشتني أيام طه حسين والذي قرأت منها الجزء الأول بانبهار ومتعة لا توصف، وكنت قد شاهدتها مسلسلا قبل عقدين، وقرأت اﻷيام قبل ست سنوات على ضوء الشواحن لحظة قطع الكهرباء.
كما ان الشهيد سيد قطب له تجربة في كتابة المذكرات وكان متاثرا بايام طه حسين.إلا أنها لم تحظى بالانتشار.
ومن المبدعين في هذا الأدب والذي أمتعني العلامة د.يوسف القرضاوي، حين سجل سيرته عبر موقع إسلام اون لاين. وأذكر أنني كنت أجلس بالساعات مبحلقا في شاشة الكمبيوتر متفحصا شخصية وعظمة طفولة القرضاوي، منشرحا بسحر بيانه.
كثيرون يكتبون سيرهم إلا أن أجمل ما في السير الدقة وعدم المبالغة، وتجنب التفخيم والتضخيم، والتركيز على الجوانب الانسانية والهفوات البشرية ولحظات الضعف والانهزام، والاصرار والتحدي، لهذا أجد نفسي متلذذ ومندفع بداية العمل لحظة شق الطريق وتحدي صعابها.
