سلامتك يا أبو علي.. نبيل عمرو

الأحد 24 سبتمبر 2017 10:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
سلامتك يا أبو علي.. نبيل عمرو



 تعود قرّائي على يوم الأربعاء، موعداً لمقالتي ضمن زاوية المشهد السياسي.

اليوم أغير هذا الموعد من أجل رجل يستحق، هو صديقي صائب عريقات، ورغبتي في الكتابة عن صائب، تكمن في أنني اختلفت كثيرا معه، وليس في هذا ما يضر، فالسياسيون الفلسطينيون يختلفون كثيراً وقليلا ما يتفقون، حتى لو كانوا من فريق واحد.

غير ان المستويين الحضاري والأخلاقي في التعامل يتحددان بناء على كيفية ممارسة الخلاف والاختلاف وكيف .. أخيراً يتفوق الشعور بالفلسطينية على أي شعور آخر.

اختلفت مع صائب في لقاءاتنا حين كنت عضوا في الفريق السياسي الذي ينتمي له، واختلفت معه على عنوان كتابه: "الحياة مفاوضات"، وسمع مني بارتياح، لم يوافق على رأيي ولكنه اعتبره جديا على كل حال .

في آخر اتصال جرى بيني وبينه، وكان ذلك قبل أيام من سفره للعلاج، عبرت له عن تأثيري الشديد بمعاناته الصحية، وقلت له : " تعودنا عليك مالئ الدنيا وشاغل الناس، ولم يخطر ببالنا يوما انك يمكن ان تمرض ".

"سلامتك يا ابو علي" ، اقولها لك من كل قلبي وتعاطفي معك ودعواتي لك بالشفاء، نسجها يقيني الذي لا يرقى اليه شك بوطنيتك الخالصة وتفانيك في خدمة بلدك وقضيتك، ومواظبتك التي لا تكل ولا تمل على حراسة الثوابت الوطنية، ومشيك على حد السيف ، فالمفاوض الفلسطيني هو بحد ذاته حالة صعبة.

ومن غيره يخضع لرقابة يومية بل ولحظية، تحت نظر محكمة اسطورية يتربع على منصتها عشرة ملايين قاضٍ هم أبناء الشعب الفلسطيني، واضعاف اضعافهم ممن لا يزالون ينتمون لفلسطين بالوعي والتبني ورفقة المصير.

كلنا يا صديقي من اختلف معك ومن اتفق، من انتقدك وانت تفاوض، ومن آزرك ودافع عنك، نتمنى الشفاء لك... لجسدك الذي انهكته القضية الصعبة والمريرة، اما روحك فلن تمرض يوما حتى نتمنى لها الشفاء .

صائب... ننتظرك على ارض الوطن لنحتفل بك وانت تحمل في صدرك رئتين جديدتين تستقبل بهما هواء فلسطين النقي لأول مرة لعل فيهما عمرا جديدا لك ، كي تكمل رسالتك ولتضيف على الطبعة الثانية من كتاب "الحياة مفاوضات".. كلمتان جميلتان صادقتان... حب وأمل .