موقع عبري :اتفاق المصالحة يضمن استمرار حكم السيسي وعودة دور مصر الاقليمي

الأحد 17 سبتمبر 2017 02:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
موقع عبري :اتفاق المصالحة يضمن استمرار حكم السيسي وعودة دور مصر الاقليمي



القدس المحتلة/سما/اطلس للدراسات/

استمرت الاتصالات بين حركة حماس ومصر قبيل الزيارة الأولى للقيادة الجديدة لحماس برئاسة إسماعيل هنية في القاهرة لمدة شهر تقريبًا، مصر استعدت جيدًا لزيارة الوفد على خلفية تصريحات قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار حول رغبة الحركة بتعزيز العلاقات مع إيران وسوريا.

في البداية تم الاتفاق على أن يزور وفد حماس مصر فقط ولا يستغل الزيارة كمحطة مرور لرحلة لقطر وتركيا (الخصوم المعلنين لمصر). الرئيس التركي أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد سيضطران للانتظار طويلًا حتى وصول القيادة الجديدة لحماس، قادة حماس في غزة لا يملكون أي طريق آخر للخروج منه، والأمر يعتمد على موافقة الاستخبارات المصرية لأي رحلة للخارج عبر معبر رفح.

حتى الآن ما زال غير واضح ماذا سيحدث بمصير المبادرة الجديدة لمصر لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين الضفة والقطاع وتحقيق مصالحة وطنية. مصر شددت الضغط على وفد حماس الذي التقى برؤساء الاستخبارات المصرية، وكذلك الضغط الهاتفي على محمود عباس وعزام الأحمد، المعين من قبل فتح للمفاوضات مع حماس، من أجل تعزيز خيارات المصالحة.

وفد فتح برئاسة عزام الأحمد خرج للقاهرة لإجراء محادثات مع المخابرات المصرية الذي طلب أيضًا من وفد حماس تمديد تواجده في القاهرة، هناك جهد كبير لمحاولة التوصل لاتفاق مصالحة جديد بين فتح وحماس. وقد أجبرت المخابرات المصرية وفد حماس على إصدار بيان خاص من القاهرة لتشجيع عباس للعودة لدائرة المصالحة، رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أعلن أن حماس مستعدة لحل اللجنة التي أقيمت لإدارة شؤون القطاع والسماح لحكومة رام الله بالعمل بالقطاع أيضًا.

أبو مازن استقبل البيان بفتور، مقربوه يقولون بأن البيان لا يحمل أي جديد وأنه يهدف لإرضاء المخابرات المصرية، ولكنه سيرسل وفدًا لمصر مع شروط مسبقة بأن الوفد لن يلتقي بقيادة حماس قبل ان تحل اللجنة الإدارية. مسؤول كبير قال لي أن مصر قدمت فعليًا ثلاثة اتفاقات مصالحة خلال سنوات بين فتح وحماس، وأضاف "فتح وحماس عبارة عن خطين متوازيين، ولا يمكن أن يلتقيا أبدًا، حتى في حال قدمت مصر اتفاقًا جديدًا فهو لن يصمد لوقت طويل".

من جانب آخر، تعمل مصر أمام قيادة حماس كوسيط بينها وبين إسرائيل من أجل التوصل لصفقة تبادل أسرى جديدة بين الطرفين. مسؤولون في حماس ينفون التقارير التي نشرت في الإعلام بأن مدير المخابرات المصرية خالد فوزي أبلغ هنية أن مصر تسحب يدها من التوسط في الأمر وترحب بدخول وسيط جديد للصورة. يجب توضيح ان هناك عدة أسباب وراء مبادرة مصر للعودة الآن لدور الوسيط الإقليمي:

1. استمرار الأزمة بين "الرباعية العربية" والتي مصر عضو بها، وبين قطر التي تزيد من تنسيقها مع تركيا، خصم مصر. مصر تريد أن تخفف من تأثير قطر وتركيا على حماس وقطاع غزة وتقوية دورها ودور الامارات العربية المتحدة كداعمين جدد لسكان القطاع وتخفيف الحصار عن القطاع، ولذلك وافقت مبدئيًا على فتح معبر رفح مجددًا ونقل الوقود للقطاع من أجل التخفيف من أزمة الكهرباء. الامارات العربية دخلت أيضًا للصورة ووعدت حماس بنقل مبلغ 15 مليون دولار شهريًا كمساعدة للمشاريع الحيوية في غزة.

2. مصر تريد تقوية مكانة محمد دحلان في القطاع والساحة السياسية الفلسطينية؛ لذلك فهي تريد التقدم في تنفيذ تفاهمات تم الاتفاق عليها بينه وبين يحيى السنوار. دحلان يعتبر ممثل مصر والامارات العربية وكل موطئ قدم له في غزة هي بمثابة طعنة أخرى من قبل مصر لقطر وتركيا، حيث ان دحلان هو العدو الرئيسي لحركة الاخوان المسلمين. حسب تقرير في صحيفة "الشرق الأوسط" فإن حماس ودحلان يقتربان من اتفاق يمنحه دورًا في القطاع مقابل إجراءات تقوم بها مصر لتخفيف الحصار ومساعدات مالية من الامارات العربية. دحلان هو الرجل الذي سيحفظ مصالح مصر في القطاع؛ لذلك فهي حريصة على التوسط من أجل تعزيز مصالحها.

3. التوصل لاتفاق مصالحة بين حماس وفتح بوساطة مصرية يقوي من موقف مصر الإقليمي والدولي، وسيزيد من الاستقرار في المنطقة؛ ممّا سيضمن استمرار حكم الرئيس السيسي. حماس استجابت فعليًا للطلب المصري بمساعدتها بالحرب ضد الإرهاب أمام "داعش" ومنع تسلل الجهاديين والسلاح من غزة لشمال سيناء. في الوقت نفسه، حماس تلتزم بالتفاهمات الأمنية مع مصر، حسب تقرير (13 سبتمبر) بصحيفة "الشروق" المصرية، فإن وفد حماس نقل للاستخبارات المصرية معلومات مهمة عن نشاطات إرهابية لـ "داعش" في مصر.

هذه هي الأسباب الرئيسية، يبدو أيضًا أن مصر باعتبارها الوسيط الأساسي والمعروف بين إسرائيل وحماس، تهدف للتوصل لأهداف أكبر من ذلك تتجاوز صفقة تبادل أسرى جديدة بين الطرفين.

الوساطة المصرية هي التي أدت لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل بعد "الجرف الصامد" والتوصل لصفقة شاليط، لكن مصر ترى في التوصل لصفقة تبادل أسرى جديدة بين مصر وحماس مرحلة مهمة في طريق المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن هدنة طويلة الأمد بين الجانبين بوساطة مصرية. المصلحة المصرية هي خلق وضع هدوء طويل الأمد في "الفناء الخلفي" لها، وهو قطاع غزة.