المصالحة الفلسطينية : ساعات القاهرة الحاسمة وكيفية توافقها مع التحولات الاقليمية والدولية

الأربعاء 13 سبتمبر 2017 02:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
المصالحة الفلسطينية : ساعات القاهرة الحاسمة وكيفية توافقها مع التحولات الاقليمية والدولية



غزة/ خاص سما/

هل تكون الساعات القادمة حاسمه في نتائجها لإنهاء الانقسام كما ورد من القاهرة؟، وهل تعلن حماس حل اللجنه الاداريه لإدارة قطاع غزة بما يمهد لحوار بناء بمشاركة كافة القوى الفلسطينية والشروع بإقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية محدودة بسقف زمني واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ضمن خطه وطنيه فلسطينيه لمواجهة كل المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية؟

سما" التقت عدد من المحلليين والمواطنين، للحديث حول موضوع المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، سيما بعد ان اعلنت حركة "حماس" وضع اللجنة الإدارية (حكومة الأمر الواقع في غزة) "وديعة" لدى مصر كي "تتصرف" بها كما تشاء، في حال وافق الرئيس محمود عباس على المصالحة الوطنية.

المحلل السياسي مصطفى الصواف، قال لـ " سما"  لا اتوقع حدوث مصالحة في الوقت القريب لان عقلية الرئيس محمود عباس هي عقلية  تفردية وليست شراكة، فهو لا يريد أي شراكة سياسية مع أي احد، ولا يريد للفلسطينيين ان ينصاعوا لرغباته وطريقة تفكيره.

وتابع الصواف " لا اعتقد ان في وارد الرئيس عباس اجراء مصالحة حقيقية ، وهو يريد مصالحة وفق برنامجه السياسي القائم على الاعتراف باسرائيل والتنازل عن 78% من الاراضي الفلسطينية " ومن اراد ان يأتي اليه على هذا المشروع السياسي فمرحبا به".

المحامي علي ابو حبلة، قال ان المصالحه الوطنيه وانهاء الانقسام هو مطلب شعبي ووطني وغالبية الشعب الفلسطيني مع انهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحده وطنيه فلسطينيه محدده بسقف زمني ملزم للجميع لاجراء انتخابات رئاسيه وتشريعيه واعادة شريان الحياة لكافة المؤسسات الفلسطينيه الممثله في السلطه التشريعيه والتنفيذيه وسلطة القضاء وتحقيق الفصل بين السلطات استنادا للقانون الاساس الفلسطيني

واكد لـ " سما" على ضرورة تحقيق الوحده الوطنيه استنادا للاتفاقات السابقه والذي من شانه اعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينيه وهي ضرورة ملحه تتطلبها المرحله لاعادة الروح للعمل السياسي الفلسطيني الوحدوى من خلال التمثيل لكل القوى الفلسطينيه في المجلس الوطني الفلسطيني واللجنه التنفيذيه والمجلس المركزي بما فيها حركة حماس والجهاد الاسلامي".

عضو اللجنة المركزية فتح عزام الاحمد قال اليوم ان وفدا من الحركة سيتوجه بعد ايام الى القاهرة للقاء القيادة المصرية، وشدد على انه لن تكون هناك أي لقاءات او حوارات مع وفد حماس الا بإعلان الاخيرة بشكل واضح حل اللجنة الادارية وتمكين حكومة الوفاق من اداء عملها في قطاع غزة والالتزام المبدئي بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني.

الاعلامي امير الترك، قال لـ" سما" : " حسب الجولات السابقة للمصالحة اعتاد المواطن الفلسطيني على الاحاديث السياسية والتصريحات من مصادر موثوقة وتغيير المسميات و المصطلحات السياسية ، لكن على الأرض الواقع لا يطبق شيئ من المحادثات ،يحاول السياسيين أن يكونوا أذكياء في تصدير أحداث كل جولة للمواطن بطريقة جديدة حتى يظهروا خصومهم بمظهر الطرف الذي أفشل المصالحة.

واوضح الترك ، ان المواطن أصبح يلم بكل الحيل و المصطلحات السياسية و لن يصدق إي جولات سابقة أو حالية أو قادمة إلا إذا تم التطبيق على الأرض الواقع و لامس ذلك في حياته اليومية رغم وجود الأمل لدى الناس،  وحاجتهم الماسة للمصالحة كي تتحسن حياته اليومية . مشيرا الى ان  المواطن لم يعد يثق في الساسة الفلسطينيين بسبب التجارب السابقه معهم لذلك لن يتفاعل المواطن مع أي نتائج من حوارات المصالحة بانتظار تطبيقها فعليا و كذلك التنظيمات الفلسطينة الأخرى .

بينما ترى الشابة شام حسام ، لـ" سما"، ان مصر لها ثقل مهم واي مبادره لانهاء الانقسام تستثني مصر لا يمكن ان يكتب لها النجاح ويبدوا ان لغة المصالح الاقليميه والتحالفات باتت تخدم التطلعات الفلسطينيه في تحقيق الوحده الوطنيه وانهاء الانقسام.

وطالبت  الجميع "استغلال الفرصه السانحه لاجل انجاح الجهود المصريه لانهاء الانقسام وتحقيق الوحده الوطنيه بحيث بتنا امام فرصه تاريخيه يجب ان يستغلها الجميع فالمرحله ودقتها تتطلب وحده وطنيه فلسطينيه تقود الى الوصول الى استراتجيه ترقى الى مستوى التحديات التي تهدد الشعب الفلسطيني والقضيه الفلسطينيه والتنكر للحقوق الوطنيه الفلسطينيه من قبل اسرائيل".

ناجي شراب المحلل السياسي الفلسطيني اعتبر ان المصالحة الفلسطيني لم تعد شأنا فلسطينيا ، موضحا انها باتتت مرتبطة بالبعد الاقليمي والدولي وبما يتم الاعلان عنه من خلال صفقة القرن التى تحدثت عنها الادارة الامريكية، وبالتالي السؤال هنا يكمن في هل يمكن  تحقيق مصالحة سياسية فلسطينية تتوافق مع التحولات الاقليمية والدولية؟ .

وقال  شراب لـ" سما" ان الحديث عن مصالحة سياسية بمعنى رؤية سياسية تحتاج الى وقت طويل وتغيرات في موازين القوى وكذلك في  المواقف الدولية، مشيرا الى ان المصالحة قد تكون اقرب الى المصالحة الانسانية  او الوظيفية ، وليس السياسية.

واضاف "  قد تاتي حكومة التواقفق الوطني وتبقي الامور على ما هي عليه لسنوات طويلة وتدير مهامها كما كانت قبل اللجنة الادارية، لان المصالحة السياسية واجراء انتخابات واقامة نظام سياسي تحكمه رؤية سياسية تؤثر فيها المحددات الدولية والاقليمية وتحتاج الى فترات كي يتم الاعداد لها والتنسيق بين الدول".

وكانت مصادر اعلامية تحدثت عن انه كان من المقرر أن يغادر رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" إسماعيل هنية ووفد الحركة القاهرة اليوم الاربعاء ، متوجهاً إلى غزة بعد أن أنهى محادثاته مع الجانب المصري، لكن رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية اللواء خالد فوزي طلب من وفد حماس إرجاء المغادرة إلى بعد غدٍ الجمعة، فلربما عقد لقاء يجمعهم بقياديين في "فتح".

الشاب محمد ابو عاصي يؤكد ان غالبية الاتفاقات السابقة تمت برعاية مصرية والعيون تتوجه صوب القاهره للاعلان عن انهاء الانقسام وفتح صفحة جديدة في العلاقات الفلسطينية عنوانها الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ومواجهة المخطط الصهيوني الأمريكي لإعادة الاهتمام والأولوية للقضية الفلسطينية.

اما السيدة رواء فقد وجهت نداء عبر " سما"  لحركتي فتح وحماس " ضعوا امام اعينكم اهمية الوحده الوطنيه وانهاء الانقسام واننا ما زلنا امام معركة تحرر وطني تحرروا من عقدة الحكم والمحاصصه الوظيفيه واقتسام المصالح فالتحرير والتحرر من الاحتلال هو الاولويه ولنوحد كل جهودنا في سبيل تحقيق الهدف المنشود".