معاريف : العلاقات التركية - الإيرانية تتمم الهلال الشيعي ضد إسرائيل

السبت 19 أغسطس 2017 07:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
معاريف : العلاقات التركية - الإيرانية تتمم الهلال الشيعي ضد إسرائيل



ترجمة /اطلس للدراسات/

زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري لتركيا يثير القلق في إسرائيل، في ضوء زيادة الجهود الإيرانية لتعزيز تواجدها على الحدود الإسرائيلية شمالًا، والتخوف من أن تنضم تركيا أيضًا لهذه الخطوة.

زيارة باقري هي الأولى من نوعها منذ الثورة الخمينية في طهران عام 1979، الثورة التي أدت لسوء العلاقات بين البلدين. حتى طوال ست سنوات من الحرب الأهلية في سوريا، دعم الطرفان جهتين مختلفتين: الأتراك دعموا المتمردين وطالبوا بإبعاد الأسد عن الحكم، بينما في إيران دعموا الدكتاتور السوري للبقاء في منصبه. والآن، كما هو ملاحظ، يعود الطرفان لتعزيز العلاقات بينهما.

حسب تقارير في وسائل الإعلام التركية، فقد ركزت محادثات باقري - الذي رافقه قائد الحرس الثوري الإيراني - على ما يحدث في سوريا، وعكست المحادثات استعداد أنقرة للتعاون مع من كانت تنظر إليها في السابق على أنها خصم، مثل روسيا وإيران. هذا والتقى باقري مع نظيره التركي، كما التقى مع الرئيس أردوغان.

دوري غولد، المدير العام السابق لوزارة الخارجية، أوضح أن "الزيارة تطور غير جيد، ويجب أن تثير القلق، فالإيرانيون يحاولون تقوية تأثيرهم في جميع أنحاء المنطقة، ويبذلون الجهود لفتح ممر بري من إيران، مرورًا بالعراق وسوريا وحتى حزب الله في لبنان. في حال نجحت إيران بتعميق علاقاتها العسكرية مع دول المنطقة فهذا أمر سيئ، رأينا في السابق انه حتى أشد الخصوم يمكنهم التعاون بشكل مؤقت من أجل تعزيز مصالح مشتركة؛ لذلك، من ناحيتنا فهذا التطور غير جيد ويتطلب متابعة".

خلال الزيارة، التقى رئيس الأركان الإيراني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقدّم صورة تمثل دفء العلاقات بين البلدين، "بالنظر للتطورات الأمنية الأخيرة وللحفاظ على الهدوء ومحاربة الإرهاب؛ فإن هذه الزيارة كانت مطلوبة" قال باقري للتلفزيون الإيراني فور هبوطه في تركيا.

تلك القوتين انضمتا لقوة عسكرية أكبر منهما (روسيا) عن طريق صفقة نفط وغاز طبيعي. شركة تركية، شركة روسية وصندوق استثمار إيراني وقعوا هذا الأسبوع على صفقة هدفها التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في إيران، وتقدر قيمة الصفقة بـ 7 مليار دولار، وهي كما هو واضح تخلق اهتمامًا واضحًا للشراكة بين الدول.

تحسن العلاقات بين إيران وتركيا - التي يحرص رئيسها على إرسال رسائل كراهية ضد إسرائيل - يضاف للقلق الناتج عن تشكيل سلسلة شيعية في الشرق الأوسط من الخليج الفارسي وحتى الحدود الشمالية لإسرائيل. رئيس "الموساد" يوسي كوهين تحدث عن تشكل "هلال شيعي" تقوده إيران لسوريا وللبنان عن طريق العراق.

كوهين لم يكن أول من تحدث عن هذا القلق؛ فالملك الأردني عبد الله تحدث عن خطر سيطرة الإيرانيين على الشرق الأوسط بعد سقوط صدام حسين. في زيارته (ديسمبر 2004) إلى واشنطن، أعرب ملك الأردن عن قلقه من تشكيل حكومة عراقية تتعاون مع إيران، دمشق وبيروت، وتخلق سلسلة شيعية تفرض واقعًا اقتصاديًا وأمنيًا على المنطقة بأكملها. بعد 13 عامًا من ذلك، ها هي تكهنات الملك الأردني تتحقق.

العراق: جيش شيعي من بغداد حتى الموصل

الحرب ضد "داعش" في العراق سمحت بدخول آلاف المقاتلين الشيعين للدولة المفتتة، وتولى أمر قيادتهم ضباط إيرانيون. قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري ومهندس الحرب الإيرانية قاسم سليماني قاد الجيش مع استراتيجية واضحة هدفها خلق سلسلة شيعية تربط بين إيران وحزب الله. في مقابلة مع "نيويورك تايمز" أشار عدي الخدران، حاكم إقليم ديالي شمال بغداد، إلى تمهيد طرق جديدة حسب تعليمات من سليماني. ومن بين أمور أخرى، تمهيد طريق يقود لمدينة سمارة، نقطة رئيسية في التسلسل الإيراني، ومن هناك حتى الموصل، بالقرب من الحدود العراقية السورية.

في العراق، وقبل ثلاث سنوات، تم تأسيس الميليشيات الشيعية "الحشد الشعبي"، التي تعمل ضد "داعش" في العراق وتتبع لإيران، وهي مسؤولة اليوم عن الاستيلاء على كافة المناطق التي تخرج منها "داعش"، خصوصًا في منطقة الموصل. حسب تحقيق لـ (BBC) فإن تلك الميليشيات تحمي اليوم الحدود العراقية السورية في الأماكن التي ما زالت "داعش" متواجدة بها، مثل المنطقة القريبة من دير الزور في سوريا.

سوريا: خمسة أقاليم عسكرية

في المعارضة الإيرانية يدعون بأن التواجد العسكري الإيراني في سوريا أوسع بكثير ممّا ينشر في وسائل الإعلام. شاهين غوبادي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة في إيران، وهي إحدى المنظمات المعارضة الإيرانية الرئيسة، صرح بأنه لولا الدعم الإيراني لبشار الأسد، لكان الرئيس السوري ترك كرسيه منذ زمن. وفي مقابلة له مع الصحافة الاسبانية لفت إلى أن لديه معلومات تقول بأن إيران فعليًا قسّمت سوريا لخمسة أقاليم عسكرية، في كل واحدة منها مركز حكم إيراني منفرد.

حسب قول غوبادي، فإن القوات الأجنبية التي تعمل بجانب إيران، حزب الله، الميليشيات الشيعية في العراق وغيرها، لا تتلقى تعليمات من جنرالات سوريين، بل من ضباط إيرانيين يتمركزون بشكل دائم في سوريا. في سوريا حوالي 60 ألف مقاتل موالٍ لإيران. وفق قوله، وحسب تقديرات "المجلس الوطني للمقاومة في إيران" يتواجد في سوريا بين 8000 لـ 10000 جندي وقيادي من الحرس الثوري، القوة الاكثر ولاءً لإيران، حزب الله، تصل لأكثر من 9000 مقاتل في سوريا.

في القنيطرة - التي تحد إسرائيل - تدار حرب للجيش السوري الحر وتنظيم جبهة النصرة ضد قوات الأسد، التي تتلقى تعليمات من إيران. في المنطقة تم تسجيل تواجد لعناصر إيرانية ولحزب الله، ممّا يتمم الوصول الشيعي على حدود لبنان أيضًا والحدود الشمالية لإسرائيل.