ما هو مرض "الروماتويد المفصلي" وكيفية علاجه ؟

الإثنين 14 أغسطس 2017 11:06 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ما هو مرض "الروماتويد المفصلي" وكيفية علاجه ؟



وكالات / سما /

للأسف الشديد فإنه من الملاحظ الآن تزايد عدد المصابين بما يُعرف طبيا باسم مرض "الروماتويد المفصلي".

فما هو هذا المرض المؤلم جسديا ونفسيا؟

الروماتويد (أحد أنواع مجموعة أمراض الروماتزم) وهو مرض مناعي مزمن لا يقبل العلاج التام، لكن يمكن إيقاف تطوره بشكل تام، وهو للأسف يؤثر على المفاصل وأجهزة الجسم المختلفة.

ينتشر هذا المرض عند النساء أكثر منه في الرجال بنسبة 1: 3.، وقد  يحدث الروماتويد المفصلي في أي سن، إلا أنه عادة ما يبدأ في العشرينيات من العمر والخامسة والأربعين من العمر.

وتحدث في هذا المرض فترات نشاط وزيادة للأعراض تتبعها فترات سكون للأعراض (وهذه من خصائص كل أمراض جهاز المناعة) ومهمة العلاج الأساسية هي الحفاظ على سكون المرض وتقليل نوبات نشاطه مما يجعل الإنسان يؤدي النشاطات الحياتية والعملية.

الأعراض وتنقسم إلى:

1 . أعراض عامة:

 تشمل ارتفاع في درجة الحرارة، الشعور بالتعب والإرهاق الدائم، فقدان الوزن.

2 . أعراض المفاصل:

إن هذا المرض يؤثر على معظم مفاصل الجسم، خاصة المفاصل الصغيرة للأصابع واليدين ومفاصل القدم تليها مفاصل المرفقين والكتف والركبتين والكاحلين، وهو يتخذ نمط خاص، فهو يؤدى إلى حدوث ألم شديد ومتزايد مع تورم وسخونة موضعية في المفصل ومثيله على الجهة الأخرى (لو أصاب مفصل الركبة اليمنى فهو يصيب معها مفصل الجهة اليسرى مباشرة) كذلك يصاحب التهاب المفاصل تيبس صباحي قد يمتد إلى مدة ساعة أو أكثر. وأحيانا كثيرة تظهر بعض الأعراض الأخرى غير الألم والورم في المفصل وتختلف هذه الأعراض حسب المفصل المصاب وهي:

1 .  في حالة وجود ورم في الرسغ فانه يضغط على الأعصاب ويسبب تنميل في الأصابع، وتعرف هذه الحالة باسم متلازمة "النفق الرسغي" وهي منتشرة عند النساء.

2 . آلام شديدة بالكتف أثناء الحركة تصل إلى عدم تحريك المفصل في اتجاهاته المختلفة. وهو من الالتهابات التي يجب فيها سرعة العلاج الدوائي والعلاج الطبيعي حتى لا يحدث تيبس مزمن في المفصل وقد يصاحبه ضيق في التنفس.

3 . ظهور ما يسمى علميا ( كيس بيكير) وهو كيس مائي يظهر خلف الركبة وهو عبارة عن تجمع للسائل ألزلالي الناتج عن التهابات  مفصل الركبة.

4 .  العقيدات الروماتويدية: وهي عبارة عن كتل تشوه منظر الجلد والجسم لكنها غير مؤلمة تظهر تحت الجلد.

**    التشخيص:

للأسف الشديد أحيانا ليست بالقليلة حتى أطباء العظام لا يفكرون في بادئ الأمر، باستثناء الروماتويد، عند شكوى المريض من الآم في المفاصل خصوصا الركبتين أو الأكتاف، ويشخصونها أنها مجرد خشونة أو التهابات بسيطة وغيرة من التشخيصات التي تضيع الكثير من الوقت فيتفاقم المرض.

 من أهم الأعراض والعلامات التي تساعد على التشخيص هي:

1 . تيبس مفصلي صباحي عند استيقاظ المريض لمدة ساعة أو أكثر ويستمر لمدة ستة أسابيع على الأقل.

2 . حدوث ورم في مفصل اليد أو مفاصل الأصابع ويستمر ذلك لمدة ستة أسابيع على الأقل.

3 . حدوث ورم في 3 مفاصل أو أكثر لمدة ستة أسابيع على الأقل.

4 . حدوث ورم في نفس المفاصل على الجهتين (اليسرى واليمنى) من الجسم.

5 . وجود عقد روماتودية.

6 . حدوث التغيرات الخاصة بمرض الروماتويد في الأشعة السينية على اليد.

التحاليل الواجب إجرائها والتي تؤكد الإصابة:

1 .  الفحص الإكلينيكي لجميع مفاصل الجسم.

2 . "CBC" لأن الروماتويد قد يؤدي إلى حدوث فقر بالدم

3 .  معامل الروماتويد (R F): هذا التحليل يكون إيجابي بنسبة 70% إلى 80% في مرضى الروماتويد، لكن مع ذلك حتى لو كان هذا التحليل سلبي لا يستبعد تماماً وجود المرض، مع مراعاة أن إيجابية هذا التحليل قد تحدث في حالات أخرى من الأمراض.

 4 . تحليل الأجسام المضادة (Anti-CC P). مع ملاحظة أن هذا التحليل إيجابي في نسبة من المرضى ذوي تحليل معامل الروماتويد السلبي ومعنى ذلك أن هذا التحليل يكون ذا  قدرة أعلى في المساعدة على تشخيص الروماتويد من تحليل RF ) )

5 .  سرعة الترسيب بالدم ESR 

6 . والأشعة السينية لليدين وللقدمين ولأي مفصل آخر متأثر بالالتهاب.

7 . يجب فحص وظائف الكبد والكلى، للتأكد من عدم وجود موانع لوصف العقاقير العلاجية للمريض.

العلاج:

إن الهدف من العلاج هو الحد من التهاب المفاصل والألم، ومنع تدمير المفاصل وتشوهها، و تبين أن التدخل الطبي المبكر يؤدى إلى أفضل النتائج، ومنع الأضرار التي قد تلحق بالمفاصل والتي يرصدها الطبيب بفحص الأشعة السينية.

خطوات وأساليب علاج الروماتويد:

أولاً :  شرح واف للمريض عن مرضه لكي يفهم ما هو الروماتويد وكيفية حدوثه وكيفية علاجه وما يُتوقع من علاجه  ومراحله، فهذه الخطوة من أهم خطوات العلاج، من المهم جداً أن يتفهم المريض أنه مرض مزمن كمرض السكر وارتفاع ضغط الدم، وأن العلاجات الموصوفة له هي لإخماد نشاطه وليس لعلاجه جذرياً.

ثانياً: إدخال العلاج الطبيعي والرياضة، بهدف تقليل الألم والحفاظ على وظيفة المفصل، وتقليل الالتهابات، وتتلخص وسائل العلاج الطبيعي فيما يلي:

1 . كمادات ساخنة يليها باردة على المفصل الملتهب

2 . جلسات الموجات فوق الصوتية

3 . جلسات علاج الليزر

4 . التمارين العلاجية لتقوية العضلات حول المفصل حيث أن تقوية العضلات تساعد على جعل المفصل أكثر مقاومة لتبعات الالتهاب الروماتويدي.

ثالثا ً: العلاج الدوائي:

يتم اختيار العقار المناسب بمعرفة طبيب أمراض الروماتزم، وهناك عدة عوامل تحدد العلاج المناسب أهمها شدة الالتهاب ومراحل المرض وتواجد أمراض أخرى وتعاطي المريض لعقاقير أخرى لعلاج أمراض غير الروماتويد وهذه العقاقير قد تتفاعل مع علاج الروماتويد.

ويشمل العلاج ما يلي:

1 . مسكنات الألم والكورتيزون: وذلك للحد من الالتهابات وتؤثر على الألم

2 . مجموعة مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض، فهذه العقاقير تعتبر علاجاً فعالاً لمرض الروماتويد، لأنها تعمل على الحد من مهاجمة الجهاز المناعي للجسم وللمفاصل وبالتالي تقل شدة الالتهاب والألم والاحتياج للمسكنات ومضادات الإلتهاب.

3 .  العقاقير البيولوجية: عقاقير هذه المجموعة الحديثة أحدثت طفرة حقيقية في علاج الروماتويد على مدى العشر سنوات الأخيرة وهي تقوم بمهاجمة وإبطال مفعول المواد الالتهابية المسئولة عن إحداث الضرر بالمفاصل والتي تنتج عن العملية الإلتهابية بمرض.

4 . العلاج الجراحي: يمكن أن تكون الجراحة حلاً في بعض الأحيان، مثل حالة التشوهات أو حالة فقدان الوظيفة الأساسية للمفصل.

وأخيرا تذكروا أن الاكتشاف المبكر لأي مرض، هو طريق السلامة المبكرة.