مجزرة الصحفيين !! بقلم : عماد الافرنجي

الخميس 10 أغسطس 2017 06:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
مجزرة الصحفيين  !! بقلم : عماد الافرنجي



الجريمة التي ارتكبتها أجهزة الأمن بالضفة المحتلة غير مسبوقة إلا من الاحتلال الاسرائيلي ، فاعتقال 6 صحفيين دفعة واحدة بعد اقتحام منازلهم ومصادرة حواسيبهم وجوالاتهم يؤكد على ان ما حدث حملة مبرمجة تستهدف حرية الصحافة والحريات العامة في انتهاك صارخ للقانون الأساسي وحرية الرأي والتعبير وتهديد مباشر للعمل الصحفي .

المبرر الذي زعمته الأجهزة الأمنية مثير للسخرية "تسريب معلومات حساسة إلى جهات معادية " ، وكأنه يريد ان يقول ان المفاعل النووي الفلسطيني انكشف أمره ، هل بعد هذا من وقاحة ؟؟ ثم يا ليته يخبرنا من الجهات المعادية ، فنحن لا نعرف سوى الاحتلال عدوا لشعبنا ، والاحتلال نفسه يعرف أدق تفاصيل الواقع الفلسطيني وعناصر التنسيق الأمني ما بتقصر معه !!.

التهمة الجاهزة المعلبة للصحفيين إهانة لكل صحفي وتمس بسمعة كل الصحفيين ، واذا كان عدونا جميعا هو الاحتلال ، فهل تحول الصحفيون من أبطال قبل أيام في متابعة انتفاضة القدس وثورة المسجد الاقصى إلى خونة يتعاملون مع الاحتلال في عرف الأجهزة الامنية بالضفة ؟؟ ، إنه اتهام خطير جدا و مشبوه يتطلب اعتذارا فوريا للصحفيين وللشعب الفلسطيني ، ثم هل يحق لأجهزة أمنية تتعاون مع محتل لوطننا أن توزع شهادات للوطنية !! .

ولمزيد من السخرية فان النائب العام أبلغ الصحفيين عدم علمه بالاعتقال ، ونقابة الضفة تقول ان الحملة هدفت لاعتقال 15 صحفيا لكنها تدخلت فأوقفتها !! ، وهنا أيضا لنا وقفة فاذا كانت النقابة أوقفت اعتقال 10 صحفيين فمعنى ذلك أنه لا يوجد  تهمة من أساسه للصحفيين، بيد أن الأخطر هو ما قاله أحد قادة النقابة أن الاعتقال جاء للضغط على حركة حماس للافراج عن الصحفي فؤاد جرادة ، وتلك مقايضة مرفوضة ومعيبة تضعنا أمام عصابة وليس أجهزة أمنية !!.

ورغم تسارع الأحداث وتفاعل الصحفيين والشارع الفلسطيني مع مجزرة الصحفيين بالضفة والتي ربما تزداد ضحاياها في قابل الايام ، لم أر موقفا لرئيس الحكومة بصفته وزير الداخلية والمفروض أنه مرجعية الاجهزة الأمنية ؟ ولا أعرف هل هذا صمت الموافق عما يجري ؟ أم صمت من لا يعرف ماذا يجري؟!! وهو الذي يؤكد في كل مناسبة احترام حرية الصحافة والصحفيين  لكنه يرسب في كل اختبار ويثبت أن حكومته هي الأكثر قمعا للحريات الصحفية منذ نشأة السلطة الفلسطينية!!.

التطاول على الصحفيين يرسم مستقبلا أسودا للفلسطيني ، وينذر بالمزيد من تآكل وتدهور الوضع الداخلي الفلسطيني الى متاهات أكثر خطورة ، وهو ما يتطلب انتفاضة واضحة من الكل الفلسطيني على تغول الأجهزة الأمنية على كل ما هو محترم وشريف في وطننا ، وما حدث استمرار لعملية حجب المواقع الاخبارية وصدور قانون الجرائم الالكترونية وملاحقات الصحفيين واعتقالهم وتهديدهم وابتزازهم التي لم تتوقف ، وتتطلب أيضا اصطفافا موحدا من الصحفيين الفلسطينيين لصالح حرياتهم وعملهم المهني ، فقد قدموا نموذجا رائعا في العطاء و التضحية يفخر به كل وطني حر.

في نهاية المطاف سيفرج عن الصحفيين مرفوعة رؤوسهم ، تصدح ألسنتهم بالحق ، يلاحقون كل فاسد ومفسد ، يكشفون كل متنازل عن حقنا وأرضنا ، لكن العار سيبقى وصمة في جبين من اعتقلهم !!

رئيس منتدى الاعلاميين الفلسطينيين