لماذا الإصرار على اللجنة الإدارية؟ .. د. أحمد يوسف

الخميس 10 أغسطس 2017 12:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
 لماذا الإصرار على اللجنة الإدارية؟ .. د. أحمد يوسف



غزة/سما/

الرئيس أبو مازن يعتقد بأن اللجنة الإدارية هي سلوك باتجاه انفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية، وخروج متعمد من عباءة السلطة كحاضنة وطنية للجميع!! 
في الحقيقة، أنا اختلف مع الرئيس أبو مازن ومع كل ما يقوم به من إجراءات تعسفية بحق قطاع غزة، سواء على مستوى تقاعد الموظفين أو حتى في التعامل باستعلاء وعنصرية مع الحالة السياسية في القطاع... فالكثير من القرارات التي تصدر لا يمكن فهمها في السياق الوطني، وتعكس حالة تجنى وانتقام ورغبة في التخلي عن القطاع وأهله، باعتبار أنهما حمولة زائدة.
إن الرئيس أبو مازن ومن حوله من البطانة، والتي لنا الكثير من الملاحظات والتحفظات على سلوكياتهم من وجهة نظر وطنية، قد ظلموا أهلنا في قطاع غزة، وأن القطاع بمناضليه وتاريخة وتضحيات أهله هو من جاء بغالبية هؤلاء من شتات الغربة، ومنحهم هذه المكانة التي يتبغدد بعضهم بها على حساب أوجاع ودماء وألام أبناء المخيمات، الذين كان لهم سبق التضحيات، وكان منهم ألاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والأسرى.
مع كل ما سبق، فإنني أقول أن حل اللجنة الإدارية هو طلب مشروع،  حتى وإن كان ذريعة للتهرب من المسئولية والعجز والتقصير، وإن علينا التعاطي مع هذا الطلب، وملاحقة العيَّار إلى باب الدار كما نقول في أمثالنا الشعبية، بهدف سد باب الذرائع أمام الرئيس والملأ من حوله، وإبقاء الكرة في معلب السلطة واحرجهما أمام العالم في كل ما تدّعيه.
أنا على قناعة بأن طلب حل اللجنة الإدارية مجرد شماعة للخداع، أما الحقيقة فهي التخلص من قطاع غزة أو تركه يحتضر لإشباع سادية البعض ورغبات الانتقام من حماس عند البعض الآخر من قيادات سلطتنا الوطنية الفلسطينية!!!
إن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا نمنح هؤلاء المغالين هذه الفرصة لتبرير سلوكياتهم غير الأخلاقية، وغير الوطنية أحياناً، وتمريرها بقناع خادع على الناس؟!
حلوا اللجنة رسمياً ودعونا نرى مدى صدقيتهم أمام أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة.. إن السياسي البارع هو من يجتهد دائماً على جعل الكرة في ملعب الخصم، حيث إن إمكانيات وفرص التسجيل أكبر، وهي كذلك السلوك الأفضل لحماية المرمى، والفوز بالمباراة.. والسياسة يا قوم هي في أدبياتها وبعض نظرياتها ليست أكثر من لعبة، تتحكم في تنقلاتها أقدام الأذكياء وأقلام الحكماء.